“تقرير“| أوروبا في الصدارة.. توجه عالمي لمقاطعة السلع الأمريكية جراء رسوم ترامب الجمركية..!
أبين اليوم – تقارير
تنامت الدعوات العالمية لمقاطعة السلع الأمريكية، بعد الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العشرات من دول العالم، وسط توقعات بخسائر كبرى قد تفضي بالشركات الأمريكية العملاقة إلى الإفلاس، في مقابل حدوث تحولات نهضوية على مستوى الصناعات المحلية في كل قُطر يقاطع أمريكا، وفقاً لما نشرته وسائل الإعلام الدولية.
ونشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريراً تطرق لقائمة الدول الأوروبية التي تقاطع البضائع الأمريكية، منتقداً قرارات ترامب بشدة قائلاً: “الأمريكيون لم يتعلموا الدرس”.
وأشار التقرير إلى تزايد الدعوات لمقاطعة البضائع الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الواقع، مستعرضاً قصة استهلاكية لإحدى المواطنات الإيرلنديات التي وجدت معظم السلع التي بحوزتها أمريكية كالجبن الكريمي، ومعجون الأسنان، وغسول الفم، والويسكي، والمشروبات الغازية، فقررت التخلص منها.
ونقلت شبكة السي إن إن” عن أوسوليفان (29 عاماً) قولها: “لن أشتري جبن فيلادلفيا (الكريمي) بعد الآن. ولن أشتري أوريو أيضاً”. استبدلت فرشاة أسنان أورال-بي وليسترين في خزانة حمامها، بينما استبعدت مشروبات جاك دانيلز وكوكاكولا من خزانة مشروباتها.
وقالت أوسوليفان- التي تُدرّس التاريخ واللغة الإنجليزية لتلاميذ في كيلكيني، جنوب أيرلندا- إنها بتغيير قائمة مشترياتها، تأمل في تعليم 77 مليون أمريكي صوتوا لانتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية ثانية، مضيفة: “من المخيب للآمال للغاية بالنسبة لي أن أرى أن نصف أمريكا اختارت (ترامب)”، حسب وصفها.
ومثل أوسوليفان، لجأ جيمس بلاكليدج، ساعي بريد يبلغ من العمر 33 عاماً في بريستول، إنجلترا، إلى بدائل محلية الصنع، وإن كانت أغلى ثمناً، حيث: “أنا مولعٌ بالمايونيز نوعاً ما” (منتج أمريكي) لكنه توقف عن شراء مايونيز هيلمانز محلي الصنع.
وأضاف: كنت أطلب قهوة من ماكدونالدز بين الحين والآخر، وهو ما لا أفعله، كما يضيف. بيرة سييرا نيفادا في طريقها إلى الزوال. وهو ليس الوحيد. يقول: “الكثير من أصدقائي، الذين ذكرت لهم هذا، يقولون إنهم يفعلون ذلك منذ فترة. لقد توقفوا بالفعل (عن شراء المنتجات الأمريكية) عند انتخاب ترامب”. حسب شبكة سي إن إن.
وحسب تقرير سي إن إن الأمريكية، فإن أوسوليفان وجيمس بلاكليدج، ليسا سوى نموذج مصغر من مجموعات واسعة بعشرات الآلاف على مستوى كل قطر أوروبي، كل هم هذه المجموعات هو إيذاء الولايات المتحدة مع تصاعد الحرب التجارية بين إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أدى إلى موجة من القومية الاقتصادية المتبادلة في جميع أنحاء أوروبا، انعكست في مقاطعة قائمة طويلة من السلع الأمريكية، التي يقع في صدارتها الويسكي الأمريكي، والدراجات النارية، والبيرة، والدواجن، ولحوم البقر، ومنتجات زراعية مثل فول الصويا، والطماطم، والتوت، بالإضافة إلى السيارات والمركبات والسفن وغيرها.
وتطرق التقرير إلى مواقف مماثلة لمجموعات المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كالمجموعات الدنماركية والسويدية والإيرلندية والفرنسية والبريطانية وغيرها من المجموعات التي يزيد أعضاء كل مجموعة على 80 ألف عضو، وجميعها أبدت حرصها على مقاومة الشركات الأمريكية، مشيراً إلى أنه من المبكر حتى الآن الجزم بما إذا كانت هذه الجهود ستؤثر على صادرات السلع الأساسية الأمريكية الصنع إلى أوروبا.
– إنعاش الصناعات الأوروبية:
وكان 189 ألف عضو من ناشطي الحملات أطلقوا منتدى “اشتر من الاتحاد الأوروبي”، إلى جانب دور موقع “غو يوربيان دوت أورغ” في الترويج للمنتجات الأوروبية، التي تشكل بديلاً للمنتجات الأمريكية، في مؤشر على بدء موجة واسعة من المقاطعة العالمية للمنتجات الأمريكية.
وتهدف هذه المبادرات والاحتجاجات التي تشهدها أسواق أوروبا إلى دعم الاقتصاد المحلي الأوروبي من دون التأثير السلبي على سوق العمل، خاصة أن كثيراً من الشركات الأمريكية تمتلك خطوط إنتاج في أوروبا، كما هي الحال مع شركة جيليت المتخصصة في شفرات الحلاقة، التي تُصنع داخل ألمانيا.
يشار إلى أن صادرات الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي بلغت ٣٣٣.٤ مليار يورو (373.3 مليار دولار)، محققاً فائضاً تجارياً بقيمة ١٩٨.٢ مليار يورو (224.9 مليار دولار)، بينما يصدّر الاتحاد الأوروبي بضائع بقيمة ٥٣١.٦ مليار يورو (603.3 مليار دولار) إلى الولايات المتحدة، وبالمقارنة مع عام ٢٠٢٣، ارتفعت الصادرات الأوروبية إلى أمريكا بنسبة ٥.٥٪، بينما انخفضت وارداته من الاتحاد الأوروبي بنسبة ٤.٠٪.
– ألمانيا.. المقاطعة أقوى:
وشهدت ألمانيا، الخميس، احتجاجات وتظاهرات تدعو إلى مقاطعة السلع الأمريكية في البلاد، مدفوعة بقرارات ترامب وسياسة إدارته الخارجية وحربه التجارية على الشركاء، ومن بينهم دول الاتحاد الأوروبي.
وأكدت الدعوات الشعبية والنخبوية في ألمانيا على ضرورة التوجه الاستهلاكي نحو سلع ومنتجات الشركات المحلية، شاملة شراء أحذية شركة أديداس الألمانية بدلا من نايكي الأمريكية، واستخدام موقع زالاندو للتسوق الإلكتروني بدلاً من أمازون، والإقبال على سيارات فولكس فاغن بدلاً من تسلا.
وفي مشهد رمزي، قلب نشطاء المنتجات الأمريكية على الرفوف داخل المتاجر الألمانية، في إشارة إلى رفضها.
وأعلنت الحكومة الألمانية رفضها مقاطعة المنتجات الأمريكية، وأكد المتحدث باسمها شتيفان هيبشترايت أن “ألمانيا مهتمة بعلاقات تجارية جيدة مع الولايات المتحدة، ونحن نبذل قصارى جهدنا لتحقيق ذلك”، مضيفاً أن دولة تعتمد بشكل كبير على التصدير مثل ألمانيا “لا تحتاج إلى مزيد من الحواجز التجارية، بل إلى تقليلها”.
وتشير الأرقام إلى أن الولايات المتحدة أصبحت- ولأول مرة عام 2024- الشريك التجاري الأول لألمانيا منذ عام 2015، متجاوزة الصين، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 252.8 مليار يورو (273 مليار دولار)، منها 161 مليار يورو (173.9 مليار دولار) صادرات ألمانية إلى الولايات المتحدة.
– خسائر متوقعة للشركات الأمريكية:
يتوقع خبراء الاقتصاد في أمريكا أن الاحتجاجات العالمية على رسوم ترامب الجمركية، وامتدادها إلى مقاطعة السلع الأمريكية، ستعود بنتيجة عكسية قاسية على الاقتصاد الأمريكي، حيث تواجه الشركات الأمريكية خسائر يومية كبيرة في قيمتها السوقية العالمية منذ صدور قرارات ترامب في الثاني من ابريل الجاري.
ورجح الخبراء، عدم توقف التأثيرات على القيمة السوقية لأسهم الشركات المصدرة بفعل التعريفات الجمركية الانتقامية، بل سيمتد ليشمل المنتج الأمريكي، فضلاً عن ما سيتسبب به الزلزال الذي ضرب التجارة العالمية، من اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد وتسعير السلع النهائية، مع توقف بعض الشركات المصنعة بالفعل عن التصدير.
المصدر: يمن إيكو