“تقرير“| بعد رفع الرسوم الجمركية عليها.. بكين تصدر الكتاب الأبيض لعلاقاتها الاقتصادية مع واشنطن..!
أبين اليوم – تقارير
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق التعريفات الجمركية الجديدة على جميع دول العالم، لمدة 90 يوماً، مستثنياً الصين من قرار التعليق، ورافعاً- للمرة الثالثة- معدلات التعريفات الجمركية على الصين إلى 125% مضافة إلى رسوم سابقة بنسبة 20% ليصل إجمالي الرسوم التي فرضها ترامب على الصين إلى 145%، ما دفع بالأخيرة لإصدار ما أسمته “الكتاب الأبيض” للعلاقات الاقتصادية بينهما، في محاولة للإفصاح عن الآثار التي ستترتب على الحرب التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم.
وقال ترامب، على منصته “تروث سوشال”، إنه “أذن بتعليق لمدة 90 يوماً، وتخفيض كبير في التعرفة المتبادلة خلال هذه الفترة، بنسبة 10٪، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ فوراً”، مضيفاً أنه يرفع التعريفات الأمريكية على الصين بينما يعمل على جلب بكين إلى طاولة المفاوضات.
وكتب الرئيس الامريكي في رسالته: “بناءً على عدم احترام الصين للأسواق العالمية، أرفع بالتالي الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الصين إلى 125%، بفعالية فورية، في مرحلة ما، نأمل في المستقبل القريب، أن تدرك الصين أن أيام الاحتيال على الولايات المتحدة، ودول أخرى، لم تعد مستدامة أو مقبولة”.
وبالتزامن مع تصريحات ترامب النارية في إطار حربه الجمركية عليها، أصدرت الصين “الكتاب الأبيض”، بشأن العلاقات الاقتصادية الثنائية وما شابها من توتر، محذرة من تفاقم العلاقة الاقتصادية بين البلدين وما سيؤدي إلى عواقب وخيمة، حسب وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.
وأرجعت الحكومة الصينية إصدارها الكتاب لتوضيح الحقائق بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، لاسيما موقف بكين، مؤكدة أن الكتاب جاء في وقت أدت “الأحادية والحمائية”- تقييد الواردات من البلدان الأخرى- المتزايدة في الولايات المتحدة إلى إعاقة التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين البلدين بشكل كبير.
ووفقاً لـ”شينخوا”، فإنه منذ بدء الاحتكاك التجاري عام 2018، فرضت “واشنطن” رسوماً جمركية على صادرات صينية تزيد قيمتها عن 500 مليار دولار أمريكي، ومواصلة تطبيق سياسات تهدف إلى احتواء الصين وقمعها.
وأضافت أن الجانب الأمريكي فرض رسوماً جمركية إضافية شاملة على المنتجات الصينية، متذرعاً بقضية “الفنتانيل”- نوع من أنواع المخدرات- وأخرى جمركية متبادلة، فضلاً عن تعريفات إضافية بنسبة 50 ٪ على الرسوم الجمركية الحالية.
ويعد الكتاب الأبيض للعلاقات الاقتصادية بين البلدين محاولة أخيرة قبل تصاعد الحرب بين بكين وواشنطن، للإبانة عن حجم الآثار التجارية القاسية التي ستطال الاقتصادين الأقوى في العالم، جراء حربهما الجمركية المتبادلة.
واعتبر الكتاب الأبيض أن الدولتين بصفتهما رئيسيتين في مراحل مختلفة من التنمية، ولهما نظامان اقتصاديان مختلفان، من الطبيعي أن تكون هناك خلافات في تعاونهما الاقتصادي والتجاري، ومن الضروري احترام المصالح الجوهرية لكل منهما وشواغله الرئيسية، وإيجاد حلول مناسبة للقضايا من خلال الحوار والتشاور.
وذكر أن بكين أكدت دائماً أن العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة ذات منفعة متبادلة ومربحة للجانبين..
معتبراً الإجراءات، التي وصفها بأنها تكشف عن الطبيعة الانعزالية والقسرية للسلوك الأمريكي، تتعارض مع مبادئ اقتصاد السوق والتعددية، محذراً من عواقب وخيمة على العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وأشار الكتاب إلى أن الحكومة الأمريكية أقامت حواجز تجارية عالية بذريعة أهداف مثل “حماية الصناعة” و”الأمن الوطني”، موضحاً أن هذه الخطوة لن تساعد في حل المشكلات الاقتصادية الداخلية، بل ستؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية وستجعل الولايات المتحدة ضحية لأفعالها الخاطئة.
وأكد أن الرسوم الجمركية ستؤدي إلى زيادة ضغوط التضخم في الولايات المتحدة، وإضعاف قاعدتها الصناعية، وتفاقم حالة الذعر في السوق المالية، وزيادة احتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة.
وأكد الكتاب أن الصين اتخذت تدابير مضادة قوية للدفاع عن مصالحها الوطنية، وظلت ملتزمة بحل النزاعات من خلال الحوار والتشاور، مع جولات متعددة من المشاورات مع الجانب الأمريكي لتحقيق الاستقرار في العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية.
وأضاف “علَّمنا التاريخ مراراً أن الحمائية التجارية لن تساعد في تعزيز الاقتصاد المحلي لأي دولة، بل على العكس، ستلحق أضراراً جسيمة بالتجارة والاستثمار العالميين، ما قد يؤدي إلى حدوث أزمة اقتصادية ومالية في العالم، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة حتمية على الدولة التي تطبق الحمائية التجارية وعلى الدول الأخرى”.
ويهدد التصعيد المتكرر للرسوم الجمركية بتوقف التجارة بين 2 من أهم الاقتصادات في العالم، فوفقاً لمكتب الممثل التجاري الأمريكي، صدّرت الولايات المتحدة سلعاً بقيمة 143.5 مليار دولار إلى الصين في عام 2024، بينما استوردت سلعاً بقيمة 438.9 مليار دولار. حسب شبكة CNBS الأمريكية.
ورفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين من 84% ثم إلى 104% ثم إلى 125% في إضافة إلى رسوم جمركية فرضها ترامب سابقاً بنسبة 20%، ليصير إجمالي الرسوم الجمركية الأمريكية على الصين إلى 145% وبررت واشنطن هذه الإجراءات بأنها تهدف إلى مكافحة توريد الفنتانيل. حسب شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية.
وكانت الصين قد أعلنت وقت سابق رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية من 34% إلى 84% بزيادة قدرها 50%، وذلك رداً على إعلان ترامب عن زيادة الرسوم المفروضة على الصين بنفس المقدار لتصل إلى 104%، قبل الرفع الأخير الذي صعد الرسوم الأمريكية على الصين إلى إجمالي 145%.
المصدر: يمن إيكو