“تقرير“| فشل العدوان الأمريكي.. قراءة في معطيات الواقع.. واعترافات المسؤولين الأمريكيين..!

6٬885

أبين اليوم – تقارير 

في غضون أسابيع قليلة من انطلاق العدوان الأمريكي على الجمهورية اليمنية منتصف مارس 2025، بدأت مؤشرات الإخفاق الأمريكي تتجلى بصورة متسارعة ليس فقط في ميدان العمليات العسكرية بل داخل دوائر القرار الأمريكي نفسها.

ما بين تقارير الصحافة الغربية واعترافات المسؤولين في البنتاغون تتكشّف صورة عملية عسكرية باهظة التكاليف محدودة الأثر وذات تداعيات استراتيجية قد تكون بعيدة المدى على الجاهزية العسكرية الأمريكية نفسها.

بحسب تقرير نشرته شبكة CNN الأمريكية بلغت تكلفة الحملة الجوية الأمريكية على اليمن نحو مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع من بدايتها دون تحقيق أهداف ملموسة على الأرض.

ينقل تقرير الشبكة عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن الهجمات الأمريكية على اليمن لم تؤدِ إلى تدمير القدرات العسكرية اليمنية وهو ما يشكل مؤشراً صريحاً على فشل الحملة من الناحية التكتيكية رغم توظيف ترسانة واسعة من الأسلحة الدقيقة والمتطورة.

حتى اليوم شملت الغارات الأمريكية على اليمن استخدام صواريخ كروز بعيدة المدى وقنابل موجهة إضافة إلى صواريخ توماهوك فضلاً عن قاذفات استراتيجية من طراز B-2 بالإضافة إلى استقدام حاملة طائرات إضافية وسرب من المقاتلات وأنظمة الدفاع الجوي إلى منطقة القيادة المركزية الأمريكية وكلّ هذا لم يحقق هدفاً واحداً من أهداف الحملة العدوانية على اليمن بحسب الجنرالات الأمريكيين.

يقرّ مسؤولون في البنتاغون وفقاً لتقرير CNN بوجود فجوة استخباراتية كبيرة تعيق التقييم الدقيق لأثر الضربات الجوية مشيرين إلى صعوبة تحديد حجم الترسانة العسكرية التي لا تزال تمتلكها القوات اليمنية ما يكشف عن إخفاق أمريكي في العنصر الاستخباراتي الذي يُعد ركيزة أساسية لأي عملية عسكرية.

في غمرة هذا الإخفاق تمكنت الدفاعات اليمنية من إسقاط طائرتين أمريكيتين بدون طيار من طراز إم كيو نانين ريبر خلال أقل من شهر على بدء الهجوم الأمريكي في مؤشر واضح على استمرار الجاهزية الدفاعية والهجومية للقوات المسلحة اليمنية.

في ظل الاستنزاف السريع للذخائر والموارد يُرجّح خبراء أن يضطر البنتاغون قريباً إلى طلب تمويل إضافي من الكونغرس غير أن هذا الطلب يأتي في ظل تصاعد الانتقادات من كلا الحزبين داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية بل ومن داخل السلطة التنفيذية نفسها حيث وصف نائب الرئيس جيه دي فانس العملية الأمريكية بأنها “خطأ” بحسب ما نقلته مجلة ذا أتلانتيك عن تسريبات سغنال.

إلى جوار كلّ هذا يثير استخدام كمٍّ هائل من الذخائر الاستراتيجية الأمريكية في اليمن قلق قادة الجيش الأمريكي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والذين عبّروا عن خشيتهم من أن يؤدي استنزاف الصواريخ الأمريكية سيما من نوع توماهوك إلى تقويض جاهزية الولايات المتحدة في حال اندلاع مواجهة محتملة مع الصين، وتشير هذه التحذيرات إلى أن الحرب في اليمن قد تؤثر سلبًا على أولويات الأمن القومي الأمريكي في مناطق أكثر حساسية.

بالإضافة إلى تقرير السي إن إن نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخّراً تقريراً تضمن إقرار مسؤولين في البنتاغون وأعضاء في الكونغرس بأن الحملة الجوية على اليمن لم تحقق النجاح المطلوب في تحييد القدرات العسكرية اليمنية رغم الإنفاق الهائل.

يشير تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن القوات اليمنية قامت بتحصين مواقعها وتعزيز دفاعاتها بشكل كبير خلال الفترة الماضية مما حال دون تعطيل قدرتها على تنفيذ هجمات صاروخية في البحر الأحمر.

كما يوضح تقرير نيويورك تايمز أن وزارة الدفاع أنفقت أكثر من 200 مليون دولار على الذخائر وحدها خلال فترة وجيزة إلى جانب التكاليف التشغيلية المرتفعة المرتبطة بنشر حاملات الطائرات، والقاذفات ومجموعة من أنظمة الدفاع الجوي في المنطقة دون أن ينعكس ذلك على أرض المعركة بنتائج استراتيجية.

وفقاً لشهادات المسؤولين الأمريكيين تُظهر العملية العسكرية الأمريكية ضد اليمن حالة نموذجية لفشل القوة العسكرية التقليدية أمام فاعلين يمتلكون قدرة عالية على التكيّف والمرونة في بيئة قتالية غير متماثلة إذ أُنفقت واشنطن مليارات الدولارات واستُخدمت تكنولوجيا متقدمة دون تحقيق شيء.

وفي ضوء اعترافات المسؤولين الأمريكيين، وقلق الدوائر العسكرية من تداعيات الحملة يبدو أن واشنطن تخوض مواجهة لا تملك أدوات الحسم فيها ولا وضوحًا في أهدافها ما يعيد إلى الأذهان إخفاقات أمريكية سابقة في أفغانستان والعراق ويطرح تساؤلاً وجودياً في صلب القرار الأمريكي ما الذي يمكن تحقيقه من هذه الحرب؟ ومتى تتوقف الكلفة عن التفاقم دون تحقيق أي هدف؟

 

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com