“تحليل“| رسائل الأسرى ومظاهرات المستوطنين.. هل تعصف بـ”حكومة نتنياهو”..!
أبين اليوم – تحليل
أثار مقطع الفيديو الذي بثته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس السبت، لأسير إسرائيلي يناشد حكومته لإنقاذه، جدلًا واسعًا داخل كيان الاحتلال وخارجه، حيث يعكس التحول في الخطاب “الإسرائيلي” تجاه أزمة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وسط تصاعد الضغوط الشعبية والسياسية على “حكومة بنيامين نتنياهو”.
– رسائل المقاومة:
بث هذا الفيديو ليس مجرد رسالة إنسانية، بل يحمل في طياته بعدًا استراتيجيًا واضحًا. كتائب القسام تدرك أن الضغط النفسي على الأسرى وإظهار معاناتهم أمام الرأي العام في كيان الاحتلال الإسرائيلي هو وسيلة فعالة لدفع “حكومة نتنياهو” نحو التفاوض.
عبارة “لن يخرجوا إلا بصفقة، الوقت ينفد” التي اختتم بها الفيديو تأتي كتحذير مباشر لحكومة الاحتلال بأن الحل العسكري لن يجدي نفعًا، وأن المسار الوحيد هو التفاوض.
– مأزق “نتنياهو”:
تعكس استغاثة الأسير الصهيوني تزايد الضغوط على “حكومة نتنياهو”، حيث تواجه الأخيرة معارضة متزايدة من عائلات الأسرى والمستوطنين، الذين بدأوا يدركون أن العملية العسكرية لم تؤدِّ إلى تحرير الأسرى، بل زادت من تعقيد الموقف.
المظاهرات المستمرة في يافا المحتلة “تل أبيب” تشير إلى تصاعد حالة الغضب الشعبي، وهو ما قد يؤثر على مستقبل “نتنياهو” السياسي، خاصة في ظل محاولاته الحثيثة للحفاظ على دعم اليمين المتطرف والمؤسسة العسكرية.
– انهيار الثقة بين الأسرى وحكومتهم:
من اللافت أن الأسير الصهيوني في الفيديو لم يوجه نداءه لحكومته فحسب، بل انتقد بشكل مباشر تعاملها مع ملف الأسرى، مشيرًا إلى أنها تخلت عنهم بعد إخراج فئات معينة من الأسرى في الصفقات السابقة.
هذا الخطاب وفق -المراقبين- يكشف عن أزمة ثقة متزايدة بين الأسرى وعائلاتهم من جهة، وحكومة الاحتلال من جهة أخرى، حيث بدأت تتبلور قناعة بأن “حكومة نتنياهو” لا تسعى بجدية إلى إعادتهم.
– التداعيات المستقبلية:
مع استمرار المظاهرات واتساع نطاق الاحتجاجات، قد تجد حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في موقفها، خاصة إذا استمرت الضغوط الدولية.
ورغم دعم إدارة ترامب لموقف كيان الاحتلال، فإن استمرار الحرب دون نتائج ملموسة قد يدفع واشنطن إلى تغيير موقفها تدريجيًا.
في المقابل، يبدو أن المقاومة الفلسطينية ماضية في استراتيجيتها القائمة على استخدام الورقة الإعلامية للأسرى، بهدف زيادة الضغط الداخلي على حكومة الاحتلال.
وبالنظر إلى سوابق التاريخ، فإن احتمالية التوصل إلى صفقة تبادل جديدة باتت أقرب من أي وقت مضى، خاصة مع فشل النهج العسكري في تحقيق أي تقدم ملموس.
– معركة الإرادة مستمرة:
ويمكننا القول، إن هذا الفيديو يؤكد أن الصراع بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال لم يعد مقتصرًا على الميدان العسكري، بل بات معركة إرادة وعقول.
فبينما تحاول حكومة الاحتلال كسب الوقت، تسعى المقاومة الفلسطينية إلى استنزافها عبر الضغط الإعلامي والنفسي، مما يضع “نتنياهو” أمام معادلة صعبة: الاستمرار في الحرب دون ضمانات، أم الرضوخ لمطالب المقاومة والدخول في صفقة تبادل جديدة؟
الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد الاتجاه الذي سيسلكه كيان الاحتلال الإسرائيلي في هذه المواجهة المعقدة.
المصدر: وكالة الصحافة اليمنية