“تحليل“| ما هي خطة “قطع رؤوس الهيدرا” وكيف تمكن “كيان الاحتلال“ من اختراق الصفوف في سوريا ولبنان..!

6٬762

أبين اليوم – تقارير 

تحليل/ د. إسماعيل النجار:

خطة كيان الاحتلال لضرب حزب الله بعد حرب ٢٠٠٦ تحت عنوان “قطع رؤوس الهيدرا”..

الدراسات والتخطيط في مركز الأمن القومي الصهيوني الأعلى وجامعة تل أبيب..

شَكل حزب الله أكبر هاجس على مدى عقود لإسرائيل حتى طرق القلق أبواب البيت الأبيض وشغل إسمه دوائر القرار والإستخبارات العالمية، وكانت قوته محور قلق دُول التطبيع العربية وعلى رأسهم السعودية وقطر والإمارات..

حصلت محاولات كثيرة من قِبَل كثيرين من الخصوم لإستمالته أو إقناعه بالإبتعاد عن ما يجري داخل فلسطين، لكن قيادته عملت بموجب عقيدته الحزبية الجعفرية وفشلت كل المحاولات لتحييده رغم الإغراءآت والتهديدات.

قوة إضافية وحصانة شعبية:

جاءَت حرب تموز لتعطي الحزب قوة إضافية وتمنحه مكانة وحصانة شعبية عربية وإسلامية من المحيط إلى الخليج بعد إنتصاره في الحرب على أقوى جيش في الشرق الأوسط.

إزداد القلق الصهيوأميركي وارتفع منسوب التوتر نتيجة قدرات الحزب على فرض المعادلات، وفجرت محاولات كثيرة ومتعددة لإبعاده عن الساحة العربية وعن الصراع التاريخي بخصوص قضية فلسطين وخلق مسافة بينه وبين المشروع الإيراني إلا أن الفشل كان حليف كل تلك المحاولات.

فقدت واشنطن الأمل من ترويضه وإدخاله إلى حظيرة التطبيع فخصصت الولايات المتحدة الأميركية مبلغ 700 مليون دولار لتشويه إسم السيد حسن نصرالله في المنطقة وأحرزت تقدم بسيط على الساحة الداخلية اللبنانية والعربية بعدما ألصقت به تهمة إغتيال الشهيد رفيق الحريري في بيروت وخلق حالة من العداء بين المكونين السني والشيعي.

فشل محاولات الاستقطاب:

بعدما فشلت كل محاولات دمجه في المجتمع السياسي اللبناني الموالي لواشنطن وإبعاده عن قضايا المنطقة المصيرية، أصبح المخطط يقضي بتقليص خطره من خلال إضعافه ليتحول في المستقبل الى لاعب هامشي غير مؤثر بالمعادلات الإقليمية، عبر فصله عن محيطه الداخلي والخارجي وفصله عن مصادر قوته مثل سوريا وإيران وإبعاد شخصية السيد حسن نصرالله عن قيادة الحزب لما لها من أهمية شعبية وسياسية.

أيضاً كان يجب على كيان الاحتلال ضرب العلاقة بين سوريا وإيران، والعمل على اسقاط النظام الإسلامي الإيراني عبر العقوبات والضغوطات.

العدو الصهيوني بدأ بمحاولات ضرب العلاقة بين سوريا وحزب الله خلال الحرب الكونية على دمشق مستخدماً أصدقائه الروس وأحياناً عملائه في داخل النظام وأحياناً عبر ضغوطات تمارسها الإمارات والسعودية بعد عودة العلاقات بين الطرفين وسوريا والذي عملت عليها إسرائيل بقوة، بقي الأمر كذلك وصولاً الى اسقاط سوريا الذي قدروا أنه بمثابة الزلزال على الحزب بعد قطع طريق بيروت بغداد وعبر اسقاط دمشق وأكدوا أنه سيصبح كحبل المشنقه حول عنقه حسب تقديرات المركز العالي للبحوث في الكيان الصهيوني.

داخلياً على المستوى اللبناني كان كيان الاحتلال يعمل مع المنظومة الدولية بمعاونة أمريكا المسيطر الأول على لبنان ويعمل على تعزيز السلطة اللبنانية ومساعدته لفرض سطوته بشكل أكبر وأوسع وبدأ التضييق على تحركات الحزب وتقليص هوامشه.

وتستمر وصولاً الى تغيير الميثاقية عبر ضربها وإلغائها ولهذا السبب صرح نواف سلام بداية تكليفه بأن لا ميثاقيه في حكومته لأي طائفه مهما كان حجمها.

من ضمن المخطط المرسوم تحت عنوان (قطع رؤوس الهيدرا) وهو قطع وتجفيف كل مصادر التمويل لحزب الله حتى لا يتمكن من مساعدة بيئته وإضعافه ضمن منظومته الإجتماعية والعمل على إيجاد بديل سياسي شيعي آخر يكون أقل خطراً على إسرائيل يتم العمل عليه مع السلطات اللبنانية الجديدة التي يجب أن تكثف من تدخلها بالشأن الشيعي والضرب بيد من حديد لترويض أبناء أكبر طائفة متمردة في الشرق الأوسط عموماً ولبنان خصوصاً.

ومن ضمن بنود وفقرات الخطة في الدراسة هو إغتيال قادة الحزب بتصفيات مركزة وضرب قدراته ومؤسساته ومنابع تمويله لأنها واحدة من أهم فقرات المخطط الصهيوني المعمول به منذ انتهاء حرب تموز عام 2006.

ركزت التوصية الصادرة عن المركز على ضرورة إغتيال السيد حسن نصرالله وتغييبه نهائياً لأن ذلك سيُضعف الحزب بنسبة عالية جداً وتقطع الإهتمام الداخلي والخارجي به عملياً على المستوى الشعبي المتأثر بشخصيته، وهذا الأمر حسب تقديرهم سيمنح إسرائيل إنجازاً معنوياً من الطراز الأول حتى لو حاول الحزب القيام برد فعل الإنتقام.

سلاح الصبر والعمل الدؤوب:

إسرائيل تعرف أن إضعاف إيران في المدى المنظور غير وارد وتقوية النظام اللبناني يحتاج الى وقت طويل فكان سلاحها العمل الدؤوب والصبر حتى أصبحت جاهزة للعمل في لبنان ولكن ضرب العلاقة بين الحزب وسوريا بالنسبة لها كانَ أمراً سهل ومقدور عليه بسبب حجم العلاقات الإستخبارية التي تربط جهاز الموساد مع بعض كبار الضباط في المؤسسات الأمنية والعسكرية وبعض السياسيين الرفيعي المستوى في سوريا وكان حجم الخرق كبير جداً، وبتعاون الضباط الروس وتجاوبهم مع تل أبيب بدأ الموساد التحرك بقوة ورصدت أموال طائله لهذه المهمة.

ركزت إسرائيل على عدة نقاط أولها جمع المعلومات عن أماكن تخزين الأسلحة السرية للمقاومة على الأراضي السورية، وخطوط نقلها وتوصيلها من فوق الأرض وتحتها، وجمع كافة أسماء الضباط السوريين الذين يتم التنسيق معهم من قِبَل المقاومة لتحديد كيفية الوصول إليهم وتجنيدهم أو تحييدهم.

العمل على معرفة كافة تحركات الضباط الإيرانيين داخل سوريا وأماكن تمركزهم والمهمات التي يتولاها كل فرد منهم على حِدة.

من هنا أصبح التركيز الإستخباراتي الإسرئيلي يعمل على خطين الأول يهدف إلى جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن كوادر المقاومة وطبيعة عملهم وتحركاتهم وأماكن تنقلاتهم في سوريا ولبنان بشتى الطرق والوسائل ومنها التكنولوجيا الذكية..

والخط الثاني يعمل على التركيز على سوريا إما لتطويعها وإما لإسقاطها، فوضعت تل أبيب خطة عمل مع تركيا وقطر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة بعض دول الإتحاد الأوروبي، تقضي بتشديد الحصار على دمشق والمناورة السياسيه معها لخداعها معتمدين اعتماد كلي على التنسيق مع روسيا والعيون التي ترصد الأمور داخل الجيش والدولة السورية لصالح إسرائيل ومنها تعطيل وسائط الدفاع الجوي السوري..

بقي العمل قائم بقوة على تنفيذ التوصيات كافة التي صدرت عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب تحت عنوان “قطع رأس الهيدرا”،
حتى بلغنا طوفان الأقصى، حينها أعلنها بنيامين نتنياهو علناً وقال جاءَت الفرصة لتغيير كامل الشرق الأوسط، فكانت معركة غزة والإسناد ثم الإستدارة الصهيونية على لبنان والتي شارك فيها أكثر من إثني عشرة سلاح جو عربي وغربي وإسرائيلي، فتم تدمير القطاع ولبنان وتم اسقاط سوريا بخطة جهنمية كانت روسيا عامودها الفقري مع أمريكا، فرحل الأسد وحوصرت المقاومة، وماذا بعد؟

*صحافي ومحلل سياسي لبناني

المصدر: وكالة الصحافة اليمنية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com