“تقرير“| تزامناً مع سريان “التصنيف” والتطورات البحرية.. لقاءات سعودية أمريكية يمنية تناقش مواجهة “الحوثيين”..!

6٬891

أبين اليوم – تقارير 

شهدت الأيام القليلة الماضية عدة لقاءات بين مسؤولين بارزين أمريكيين وسعوديين، شارك فيها رئيس هيئة الأركان اليمنية في حكومة الشرعية، لمناقشة ملف اليمن و”مواجهة الحوثيين”، تزامنا مع دخول قرار التصنيف الأمريكي لحركة “أنصار الله” كمنظمة ارهابية حيز التنفيذ، واستعدادات الولايات المتحدة تحسباً لعودة العمليات البحرية لقوات صنعاء ضد الملاحة الإسرائيلية بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية مساء الاثنين في بيان إن “وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، اجتمعا الاثنين مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في جدة” وإن الاجتماع تضمن مناقشة “اليمن والتهديدات التي تتعرض لها الملاحة من قبل الإرهابيين الحوثيين الذين يهددون التجارة والمصالح الأمريكية والمواطنين السعوديين والبنية التحتية” وفقا لتعبير البيان.

وبالتزامن أصدر الجيش الأمريكي بيانا رصده موقع يمن إيكو، جاء فيه أنه “في الفترة من 7 إلى 8 مارس، سافر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كوريلا إلى المملكة العربية السعودية والتقى بالشركاء السعوديين واليمنيين، بما في ذلك الفريق أول فياض بن حامد الرويلي، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، وكبار أركانه، وناقش القادة المخاوف الأمنية المشتركة، وأهمية الجاهزية المشتركة والتشغيل البيني، والالتزام المتبادل بمعالجة التهديدات الإقليمية المتطورة، كما التقى الجنرال كوريلا بالفريق أول صغير حمود أحمد عزيز، رئيس أركان القوات المسلحة اليمنية، الذي سافر من اليمن لحضور الاجتماع، حيث ناقش الجنرال كوريلا والفريق أول عزيز الجهود الجارية لمحاربة الحوثيين وإعادة تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وتأتي هذه اللقاءات في توقيت حساس يشهد تصاعداً لمؤشرات التصعيد، حيث من المقرر أن تبدأ قوات صنعاء باستئناف عملياتها البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية بعد انتهاء المهلة التي حددها زعيم حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، مساء أمس الثلاثاء، رداً على منع إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة..

وهو أمر ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية إن إسرائيل تستعد لمواجهته من خلال “التنسيق مع القيادة المركزية الأمريكية” وإنها تعول على “رد أكثر قسوة” من قبل إدارة ترامب ضد قوات صنعاء، بما في ذلك تصعيد الهجمات الجوية على اليمن.

كما يأتي ذلك تزامنا مع دخول قرار التصنيف الأمريكي لحركة “أنصار الله” (الحوثيين) كمنظمة إرهابية أجنبية، بدءا من الأسبوع الماضي، وهو الأمر الذي رحبت به كل من إسرائيل والحكومة اليمنية، باعتباره خطوة مهمة في المعركة ضد قوات صنعاء.

وخلال الأيام الماضية تحدثت وسائل الإعلام التابعة للحكومة اليمنية عن اشتباكات مع قوات صنعاء على عدة جبهات في مأرب وتعز.

وفي نهاية فبراير الماضي، وجهت حكومة صنعاء تحذيرات شديدة اللهجة للسعودية، حيث قال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء محمد علي الحوثي إن “اليمن يدرس خياراته تجاه الرسائل السعودية الأخيرة تجاه اليمن وتلويحها بالاشتراك في حرب قادمة ضد اليمن” وخاطب السعوديين قائلا: “في 2015 لم نكن نملك ما نملكه اليوم من دقة الصواريخ والمسيرات، وننصحكم أن لا تعيدوا الكرّة، وإن أعدتم الكرة إلى يمننا فسيرتد إليكم عدوانكم مهزوما شر هزيمة”.

وقال وزير الدفاع بحكومة صنعاء محمد العاطفي وقتها إن: “على الإقليم أن يفهم اليمن ولا وقت للمراوغات وكما كانت السنوات العشر التي مرت علقما سيكون الآتي أشد مرارة وأشد قسوة” حسب تعبيره، مضيفا: “على الأعداء إعادة حساباتهم والتعامل مع المحددات التي نراها ضرورية لتحقيق العدل والسلام” في إشارة إلى شروط حكومة صنعاء للاتفاق الشامل مع السعودية والمتمثلة في إنهاء الحرب ورفع الحصار وسحب القوات الأجنبية ودفع التعويضات.

ولم تحدد حكومة صنعاء طبيعة “الرسائل السعودية” بشأن التصعيد، لكن هذه التحذيرات جاءت بالتزامن مع لقاءات عقدها وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن ملف اليمن في المملكة خالد بن سلمان، في الولايات المتحدة، مع عدة مسؤولين أمريكيين منهم وزير الخارجية، ووزير الدفاع، وناقش في تلك اللقاءات “مواجهة تهديدات الحوثيين للأمن الإقليمي” و “القضاء على قدرات الحوثيين” وفقا لبيانات أمريكية رسمية، وقد كان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، والذي يعتبر مسؤولا عن الحكومة اليمنية ويراه البعض “حاكما” لها، متواجدا في تلك اللقاءات.

ومنذ أكثر من عام تسعى الولايات المتحدة إلى إشراك السعودية والقوات الحكومية في تصعيد واسع ضد قوات صنعاء لإجبارها على وقف عملياتها المساندة لغزة والتي اتسعت لتشمل السفن العسكرية والتجارية الأمريكية، لكن السعودية فضلت عدم الانخراط في التصعيد خوفا من عودة الضربات العسكرية اليمنية على المنشآت النفطية والحيوية داخل المملكة، وقد أعاق الموقف السعودي جهود الولايات المتحدة لتحريك حكومة الشرعية ضمن التصعيد، وبعد أن هدد عبد الملك الحوثي باستهداف المملكة منتصف العام الماضي ردا على قرار البنك المركزي في عدن بنقل مراكز البنوك التجارية من صنعاء، قامت السعودية بإجبار الحكومة على إلغاء ذلك القرار، في محطة كشفت بوضوح التعقيدات التي تواجه رغبة التصعيد الأمريكية.

 

المصدر: يمن إيكو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com