تقرير“| غزة بين سندان أمريكا ومطرقة العرب..!
أبين اليوم – تقارير
يعود الحراك الدولي والإقليمي في ملف غزة وقد دنت لحظاتها الأخيرة من رسم مستقبلها وسط محاولات للاحتلال بالضغط لتمرير مشاريع خاصة بإزاحة المقاومة، فأيهما ينجح بتحقيق ذلك؟
على الجهة الأولى، يقف المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وقد قرر تنفيذ جولته في المنطقة بعد تأجيلها لأيام ومعه كما يقول الاحتلال مقترحات جديدة تتعلق بتمديد المرحلة الأولى لاتفاق غزة لأسابيع أو أيام مقابل اطلاق نصف الأسرى الصهاينة المتبقين لدى المقاومة وهو عرض سبق للاحتلال ذاته وعلى لسان وزير خارجيته وأن اكد رفض المقاومة له..
فهو من الناحية العملية يحقق للاحتلال هدف إخراج أكبر عدد من الأسرى ولا يحقق لغزة وقف دائم لإطلاق النار أو حتى إعادة الاعمار.
وفي الجهة المقابلة، تبرز الخطة المصرية والتي تحشد القاهرة بقوة لتمريرها رغم الخلافات مع دول عربية بشأنها، وهي كما تقول الرئاسة المصرية تهدف لتلافي إعلان ترامب قراره تهجير الفلسطينيين وقد تضمنت بنود، وفق التسريبات الشحيحة، إعادة إعمار القطاع على 3 مراحل بما يضمن بقاء الفلسطينيين على ارضهم وهي خطوة مقبولة نوعاً ما حتى لدى المقاومة ذاتها..
لكن الخوف من تفاصيل الخطة التي تتضمن مستقبل إدارة القطاع، اذ تتضمن وفق التسريبات ذاتها تشكيل هيئة مدنية مستقلة لإدارة القطاع بعيدا عن المقاومة الفلسطينية الثابتة على الأرض أو حتى السلطة الفلسطينية.
وبغض النظر عما تحمله تلك الخطط من تفاصيل قد تتفق الأطراف بشأن بعضها وتختلف بشأن أخرى وقد تخضع بنود للمفاوضات، يبدو الحراك الآن هدفه رسم معالم المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار التي سبق للمبعوث الأمريكي وان وصفها بالأكثر تعقيداً نظراً لاحتوائها مسار إعادة الاعمار ووقف شامل ونهائي للحرب..
فهذه المرحلة مهمة لكلا الأطراف، الاحتلال الذي يسعى للحصول ولو على أقل المكاسب المتعلقة بضمان عزل المقاومة في غزة مع فشل تفكيكها أو ترحيل قاداتها، بينما تقف المقاومة شامخة بمكاسب كبيرة وسقف عالي يتضمن انسحاب الاحتلال وإعادة الاعمار وتبادل الأسرى.
أياً تكون مخرجات الحراك الجديد، تؤكد المعطيات على الأرض بأن الاحتلال الذي بدأ موجة تصعيد جديدة يحاول فقط الضغط لتمرير الخطط الجديدة بشقها العربي أو الأمريكي، فالأخير لا يملك خطة واضحة الملامح غير تصريحات لترامب حاول من خلالها القاء الكرة في ملعب الدول العربية والاحتلال ذاته لا يملك رؤية لمستقبل غزة في ضوء هزيمته الساحقة هناك، ولم يعارض زعيم المعارضة الصهيونية يائير لأبيد فكرة تمليك غزة لمصر ولو لعقود من الزمن مع فشل خطة تهجير سكانها إلى سيناء.
YNP