“عرب جورنال“| السعودية وترامب: الشراكة المريبة في إشعال فتيل الحرب اليمنية من جديد..!
أبين اليوم – عرب جورنال
على الرغم من تزايد الضغط الدولي لإنهاء هذه الحرب، يبدو أن الرياض قد وضعت ثقلها في خيارات سياسية قد تفتح الباب لمزيد من التصعيد في الصراع. ومن بين هذه الخيارات، تعويل السعودية على الدعم الأمريكي بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب لإشعال الحرب مجددًا وتوسيع نطاق تدخلها العسكري.
وبعد رحيل إدارة ترامب عن البيت الأبيض، شهد الوضع في اليمن بعض التغيرات، خاصة مع توجه الإدارة الجديدة بقيادة جو بايدن نحو تغيير السياسة الأمريكية في المنطقة.
كانت أولى تحركات بايدن في هذا الصدد إعلان تعليق الدعم العسكري للسعودية في حربها ضد صنعاء ووقف مبيعات الأسلحة. هذا التحول هدف إلى تقليص الدور الأمريكي في صراعات المنطقة، بما في ذلك اليمن.
لكن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، الذي كان داعمًا قويًا للسعودية في فترة ولايته الأولى، أظهر في تصريحاته الأخيرة استعداده لدعم الرياض مجددًا إذا ما قررت التصعيد العسكري في اليمن.
هذا التصعيد قد يشمل تعزيز الدعم للجيش السعودي والفصائل اليمنية الموالية للرياض أو حتى القيام بعمليات عسكرية مباشرة ضد صنعاء، وهو ما قد يكون محفوفًا بالمخاطر.
– مخاطر تعويل السعودية على ترامب في إشعال الحرب مجددًا:
– تفاقم المعاناة الإنسانية:
منذ اندلاع الحرب في اليمن، أسفرت الصراعات العسكرية عن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. حسب تقارير الأمم المتحدة، يعاني اليمنيون من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مع تفشي الأمراض مثل الكوليرا. تعويل السعودية على ترامب لتوسيع نطاق الحرب قد يفاقم الوضع الإنساني، ويؤدي إلى المزيد من الضحايا المدنيين.
– فقدان الدعم الدولي:
تسعى العديد من الحكومات والمنظمات الدولية إلى دفع الأطراف المتحاربة في اليمن إلى التفاوض وإيجاد حلول سلمية. في حال تقرر السعودية العودة إلى إشعال الحرب بدعم أمريكي، قد تفقد الرياض الكثير من الدعم الدولي، بما في ذلك دعم الحلفاء الغربيين. ولا شك أن زيادة الضغوط الدولية يمكن أن تؤدي إلى عزلة سياسية، حيث أن العديد من الحكومات الغربية قد تعتبر التصعيد العسكري خطوة غير قانونية أو لا تتماشى مع المبادئ الإنسانية.
– زيادة التوترات الداخلية في السعودية:
قد يؤدي أي تصعيد جديد في اليمن إلى تأثيرات سلبية داخل المملكة نفسها. فالحرب طويلة الأمد أثقلت كاهل الاقتصاد السعودي، حيث تكبدت الرياض خسائر مادية كبيرة في عملياتها العسكرية. فضلاً عن ذلك، قد يواجه النظام السعودي انتقادات محلية ودولية لعدم تحقيق أي تقدم ملموس في حل الأزمة اليمنية، وهو ما قد يعزز المشاعر السلبية في الداخل ويؤدي إلى تدهور في الرأي العام السعودي.
– تصعيد التوترات مع دول أخرى:
أي تصعيد أمريكي سعودي في اليمن قد يؤدي إلى تدهور العلاقات مع دول المنطقة والعالم، خاصة مع إيران ودول أخرى. من المحتمل أن يؤدي تصعيد العمليات العسكرية إلى حرب بالوكالة في المنطقة. هذا التصعيد لا يقتصر فقط على اليمن بل يمكن أن يشمل البحر الأحمر والمنطقة المحيطة به، مما يهدد طرق الشحن العالمية ويزيد من حدة التوترات في الشرق الأوسط.
– وضع مختلف:
وما يجب على السعودية أن تدركه هو أن الرد على أي تصعيد عسكري مستقبلي في اليمن لن يكون كما كان في السابق. إذ نجحت القوات المسلحة اليمنية خلال السنوات الأخيرة في تطوير قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ، مما يغير بشكل جذري موازين القوى على الأرض والبحر والجو.
وعلى الرغم من التفوق الجوي والتكنولوجي للجيش السعودي، فقد أظهرت قوات صنعاء قدرتها على توجيه ضربات مؤلمة للمملكة في السابق، وستكون أكثر إيلاما في المستقبل، ما يبرز أن أي تصعيد مستقبلي قد يكون له تداعيات خطيرة على استقرار السعودية.
هذه القدرات العسكرية الجديدة تضع الرياض في موقف حساس، حيث سيكون عليها أن تعدل استراتيجياتها العسكرية بشكل يتناسب مع القوة المتزايدة لليمن.
هذا الواقع الجديد يتطلب من الرياض أن تدرس بعناية أي خطوة قادمة وأن تأخذ في اعتبارها المخاطر المحتملة التي قد تنجم عن تطور القدرات العسكرية لقوات صنعاء.
– خلاصة:
تعويل السعودية على ترامب لإشعال الحرب مجددًا في اليمن يعد خطوة محفوفة بالمخاطر. قد يتسبب هذا القرار في تصعيد الأوضاع الإنسانية في اليمن. في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى إنهاء الحرب اليمنية، قد تكون العودة إلى التصعيد العسكري خطوة غير حكيمة في سبيل تحقيق الاستقرار الإقليمي، مما يعكس التحديات الكبرى التي تواجه السياسة الخارجية السعودية في اليمن.
عرب جورنال – عبدالرزاق علي