“تقرير“| هل تشكل السعودية خنجراً أمريكياً جديداً بظهر العرب أم تنجح بالموائمة بين طموحها والقضية العادلة..!

6٬899

أبين اليوم – تقارير 

تفتح أمريكا الجديدة بقيادة ترامب الملفات الكبرى حول العالم من البوابة السعودية، وتحاول تصدير محمد بن سلمان إلى صدارة المشهد في العالم بعد ان وضعته الإدارة السابقة قيد العزلة، لكن بكل تأكيد ليس هذا مجاناً على الأقل بالنسبة لترامب الذي لم يخفي اطماعه بالثروات السعودية.

في أول جولة خارجية له منذ تنصيبه رئيساً، اختار ترامب السعودية لعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لمناقشة ملف أوكرانيا وهو احد الملفات الدولية المتشابكة، وهذه الجولة سبق وان طلب ثمنها نصف تريليون دولار ليرد عليه بن سلمان بدفع اكثر من ذلك بكثير.

لم تقتصر الملفات الأمريكية التي تحاول أمريكا تسليم السعودية زمامها على الملف الاوكراني ولو ان القمة ستكون بمثابة استعراض لا اكثر في ظل تضارب المصالح الغربية – الامريكية في أوكرانيا بل شملت أيضا ملف تهجير سكان غزة والملف النووي الإيراني.

بالنسبة لإدارة ترامب التي اوفدت وزير خارجيتها في جولة في المنطقة بداها من تل أبيب عكس سلفه الذي كان يضطر للبدء من الرياض، فالأمر لا يتوقف عند الأموال التي سيجنيها من السعودية وسبق لبن سلمان وتعهد بها، بل لأهداف أخرى ابرزها وضع مصير الملف النووي الإيراني الذي استبق ترامب التهديد بشأنه بيد السعودية مقابل دعم خطة ترامب لتهجير سكان غزة والتي عرض أيضا منح أجزاء منها للسعودية وان لم يسميها بشكل رسمي.

هذه الخطة لا تعزز الهدف الأمريكي الأبرز بإثراء الصراع الطائفي في المنطقة بل أيضاً يعزز الانقسام العربي – العربي في ضوء قرار السعودية تأجيل القمة العربية بالقاهرة والتي كانت يفترض انها طارئة لمناقشة خطر وجودي يهدد القضية الفلسطينية التي تدعي السعودية انها تطالب بحل الدولتين على الأقل.

لن تحقق السعودية من كل هذا النفخ الأمريكي شيئاً وان بدأت هي المسيطرة على قيادة المنطقة، لكن بكل تأكيد أي خطوات غير مدروسة قد تضعف حاضنتها العربية والإسلامية ورديفها الأساس في مواجهة الجموح الأمريكي – الصهيوني لإعادة احتلال المنطقة واخضاعها للأجندة الاستعمارية الجديدة بأغطية مختلفة.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com