“مقالات“| هبة أبين واختلاف الشعارات مابين زنجبار ولودر..!

5٬550

أبين اليوم – خاص 

بقلم/ ابو مصعب التواهي:

شهدت محافظة أبين السبت صباحاً خروج حشود من ابنائها في مظاهرات عارمة في عدة مدن تحت دعوة ما يعرف بقيادة “الهبة الأبينية” ومع ذلك اختلفت الشعارات ما بين زنجبار ولودر

ففي العاصمة زنجبار كانت شعارات الهبة محاربة للفساد ومطالبة باقالة محافظ المحافظة كمسؤول أول عن الوضع في المحافظة بينما كانت صرخات وشعارات أبناء لودر معاكسة لما في زنجبار وان توحدت القيادة ولكن كانت الصرخات مدوية برحيل التحالف العربي والاعلان عن فشل ممثل الشعب الجنوبي والمطالبة باسقاطه واسقاط الحكومة والرئاسي بشكل عام.

اختلاف الشعارات في كلا المدينتين دليل على اختلاف الأهداف ففي زنجبار الهدف محافظ المحافظة ووضع الجبايات في صندوق عام يعود لخدمة المحافظة دون التطرق للاسباب الرئيسية وهي المجاعة واسبابها وتدهور الجنوب بشكل عام.

فمحاربة الفساد، الوضع اليوم قد تجاوزه الى اسقاط الحكومة والرئاسي واعلان فشل الانتقالي فالشعوب ليس حقل تجارب فمن يقود اليوم اليمن والجنوب فشل فشلاً ذريعاً و اصبح غير مؤهل للبقاء لأجل مزيد من التدهور في كل نواحي الحياة.

هناك اوضاع مأساوية اجبرت أبناء عدن وبقية المحافظات إلى الخروج والهتاف ضد التحالف العربي الذي يعمل على ذبح الشعب اليمني والجنوب بشكل خاص ونهب ثروته وموارده بتواطئ من قيادات عميلة مرتزقة باعت ضمائرها لتلك الدول مقابل فتات من المال وأصبح وجودها فقط للتشريع لنهب خيرات الوطن واذلال شعبه.

ما يجري اليوم للشعب تجاوز محاربة الفساد ولن يقتلع الفساد مادام رأس الافعى يتحرك ويجري الدماء في عروقه ولنا في التجارب السابقة والوعود بالاصلاح خير شاهد فلا يمكن اصلاح الوضع المتردي الا بإسقاط الحكومة والرئاسي وايجاد رجال شرفاء يحترمون انفسهم اولا ويحترمون سيادة الوطن وشعبه ويحافظون على ثروته وموارده دون ذلك ماهو الا الكذب والنفاق كمن يسبح في محيط ليس له نجاة مهما كان بارعاً في السباحة.

ان لم تكن هناك هبة موجهة للورم مباشرة لاستئصاله كلياً فانه لن يكون علاج حقيقي لانه مهما حصل من حلول سيعود الورم مرة اخرى للظهور.

كمواطن ابيني فتك به المرض والجوع وغياب الرواتب وتدهور العملة وضياع الدولة والحكومة ما ينفعه المناداة فقط لمحاربة فساد أو اقالة مسؤول وبقاء الاوضاع كما هي ومن ضمنها الجبايات التي لم نسمع عن المطالبة بايقافها بل تجميعها في صندوق خاص للمحافظة سيتغله الآخرون مرة أخرى وكأننا لم نفعل شيئاً.

قد تختلف نظرة القيادات المنبثقة من الدولة ونظرة الشعب المطحون فالاول لم يعاني مرارة الجوع ومازال بعيداً عن تأثيره لذلك تأتي اهدافه معتدلة ولكنها لا تلامس الواقع المعاش اما الشعب المطحون فلا يهمه اليوم فساد او فاسد بل يهمه اقتلاع اصحاب القرار في البلد والمتحكمون بمصير الشعب للعيش بكرامة لذلك اختلفت الشعارات باختلاف رؤية كل طرف نزل في الهبة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com