“تقرير“| بين صنعاء وعدن تحالف وثورة..!
أبين اليوم – تقارير
يعود المشهد في اليمن مجدداً إلى الانقسام مع تسجيل استقرار وتعافي شمالاً في الوقت الذي تنهار فيه الأوضاع جنوباً رغم فوارق الدعم والامكانيات لكلا الضفتين، فمالذي جعل صنعاء بقمة شموخها وعدن منبطحة؟
في الشمال حيث سيطرة انصار الله “الحوثيين” تخطوا السلطة هناك نحو مزيد من التعافي والتقدم ليس على الجانب العسكري الذي بدأت فيه تنافس دول كبرى وقد تجاوزت معظمها بإنتاج صواريخ فرط صوتية وغيرت قواعد المعارك بالمسيرات بل إدارياً بتشكيل حكومة التغيير والبناء كبديل لحكومة الإنقاذ السابقة واقتصادياً بوضع اللبنات الأساسية لتحريك العجلة المالية سواء ببدء صرف المرتبات تدريجياً أو إصدار قوانين لتسهيل الاستثمار.
هذه الخطوات لم تكن مجرد فهلوة أو استثمار إعلامي واستغلال سياسي بل يعكس حجم البناء من الأساس بعد انهيار الدولة خلال سنوات ما قبل ثورة الـ21 من سبتمبر من العام 2014.
كان الوضع قبل الثورة مشابهاً تماماً للحال في عدن وقد القت اطراف إقليمية ودولية كل ثقلها لتطبيق سيناريو الانهيار بكلا ضفتي اليمن وصولاً إلى تفكيك قواته وممتلكاته العسكرية واحتواء ثورته الجديدة وبما يبقيها تحت الهيمنة والنفوذ والمخطط المرسوم، لكن رغم ذلك استطاعت اليمن بقيادة الحوثي من مواجهة كل تلك التحديات وقد خاضت سنوات من الحروب لأجل ذلك.
اليوم تخطو صنعاء بثبات ليس لأنها تتلقى دعم من اي طرف اجنبي بمن فيها ايران التي تسوق كفزاعة بل لأنها ارست مداميك دولة حقيقة بديله للهشة التي ظلت اليمن ترزح تحت وطأتها لعقود، وقررت ارفاد مواردها بكل ما تحتاجه البلاد من زراعة واقتصاد وهي اليوم تجني ثمار ذلك غير ابهة بعروض المساعدات الأمريكية واموال السعودية والدول الخليجية.
فعلياً.. أصبحت صنعاء تقوى يوما بعد آخر بفضل القيادة الجديدة، وهي اليوم تسجل مركز متقدم رغم الحرب والحصار، بعد ان كان الأخوة الأعداء سواء بالداخل ممن ارتهنوا العمالة للخارج او الإقليم الذي يريد هذا البلد خاضعة للوصاية يريدون ابقائها حبيسة الفساد والنهب والارتزاق كحال عدن الآن.
كان بإمكان عدن ان تنهض لو امتلكت قيادة نظيفة همها الأول المواطن وبناء دولة هناك، لكنها فضلت بيع كل شيء مقابل إقامة في فندق او منتجع..
فعلياً.. لا يدير اليمنيين الموالين للتحالف عدن وغيرها من المحافظات المحتلة بل تدار عن بعد ومن قبل سفراء الامارات والسعودية ومؤخراً الوكالة الأمريكية ولا أحد من هؤلاء يأبه لمعاناة الناس أو مشاكلهم في ظل التركيز على تحقيق اجندة لا تتعدى نصر الاحتلال الإسرائيلي.
قد تكون عدن وصنعاء أرض يمنية بامتياز لكن ما يفرقهما الآن ان الأولى خاضعة للوصاية والاحتلال الذي يحاول رسم مشروعه على حساب الناس وتمرير اجندته بينما الثانية تنعم بقيادة يمنية خالصة واجهت كل الصعاب لتصل إلى هذا المستوى من الاستقرار والتعافي.
المصدر: الخبر اليمني