“تقرير“| الصين تتحدى ترامب وتفرض رسوماً وإجراءات مضادة.. ما تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي..!
أبين اليوم – تقارير
تزامناً مع بدء سريان الرسوم الأمريكية الجديدة التي أعلن الرئيس دونالد ترامب فرضها على المنتجات الصينية بنسبة 10%، أعلنت الصين، أمس الثلاثاء، عن فرض رسوم جمركية مضادة على منتجات أمريكية، بالإضافة إلى إجراءات أخرى مؤثرة على الاقتصاد الأمريكي، الأمر الذي قد يفتح فصلاً جديداً من الحرب التجارية بين البلدين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال أسبوع.
وقالت الصين إنه سيتم فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 15% على وارادات الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على واردات النفط الخام والمعدات الزراعية وعدد من الشاحنات والسيارات ذات المحركات الكبيرة من الولايات المتحدة.
وشمل الرد الصيني على الرسوم الأمريكية أيضاً الإعلان عن فتح تحقيق مع شركة “جوجل” بشأن انتهاكات مكافحة الاحتكار، كما وضعت مجموعة “بي في إتش” مالكة شركة (كالفن كلاين) الأمريكية، وشركة التكنولوجيا الأمريكية (إيلومينا) على القائمة السوداء.
وأعلنت الصين أيضاً فرض ضوابط جديدة على تصدير التنغستن ومعادن هامة أخرى تستخدم في الصناعات الإلكترونية والطيران والدفاع وصناعة الخلايا الشمسية.
وقالت الصين إن هذه الإجراءات ستدخل حيز التنفيذ في العاشر من فبراير الجاري، وهو ما يفتح نافذة للتفاوض مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى صفقة لإلغاء أو تعليق الإجراءات من الجانبين.
وذكرت وكالة رويترز أن مؤشر الدولار انخفض مقابل ست عملات رئيسية بنسبة 0.18%، أمس الثلاثاء، بعد أن كان قد قفز الإثنين، بسبب الإعلان عن الإجراءات الصينية المضادة، كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر (ستاندرد آند بورز 500) بنسبة 0.2% بعد أن كانت قد ارتفعت بفضل الارتياح لتوصل المكسيك وكندا إلى اتفاقات في اللحظة الأخيرة لتأجيل فرض الرسوم الأمريكية.
ووفقاً لرويترز فقد قال السكرتير الصحافي لترامب إن الأخير سيتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينج في الأيام القليلة المقبلة.
ونقلت رويترز في تقرير عن محللين قولهم إن الإجراءات الصينية “تهدف إلى الضغط على قطاعات التصدير الرئيسية في الولايات المتحدة”..
مشيرين إلى أنه لا يزال هناك مجال للتوصل إلى اتفاق بين البلدين، ولو أن أفقه يبدو صعباً بالنظر إلى أن الصين تعتبر منافساً رئيسياً للولايات المتحدة، على عكس كندا والمكسيك اللتين تعتبران “جزءاً من سلسلة التوريد الأمريكية”، وفقاً لما نقلت الوكالة.
وبرغم أن قيمة المنتجات الأمريكية التي استهدفتها الرسوم الصينية أقل من قيمة المنتجات الصينية التي استهدفتها رسوم ترامب، (على الأقل وفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية) فقد ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن هذا يعكس نجاح الصين في “تنويع الواردات بعيداً عن الولايات المتحدة منذ ولاية ترامب الأولى”.
ووفقاً لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن “الصين تعتبر أكبر منتج عالمي للتنغستن، حيث تمتلك أكثر من 80% من الإنتاج العالمي”.
وفي تقرير نقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن محللين قولهم إن “الصين هذه المرة أكثر استعداداً”، مشيرين إلى أن الرسوم الجمركية التي أعلنتها “تغطي قطاعات مختلفة من الاقتصاد الأمريكي”.
ونقلت الوكالة عن ستيفن دوفر، كبير استراتيجيي السوق ورئيس معهد فرانكلين تيمبلتون للأبحاث المالية قوله: “إن رد الفعل من جانب الصين يبدو محسوباً ومدروساً، ومع ذلك فإن العالم يستعد لمزيد من التأثيرات”.
وأضاف: “إن الخطر يكمن في أن تكون هذه بداية لحرب تجارية متبادلة، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض نمو الناتج المحلي الإجمالي في كل مكان، وارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، وقوة الدولار، والضغوط الصعودية على أسعار الفائدة الأمريكية”.
ووفقاً للوكالة فإن معادن “التنغستن والتيلوريوم والبزموت والموليبدينوم والإنديوم”، التي شددت الصين إجراءات تصديرها إلى الولايات المتحدة، تعتبر “معادن بالغة الأهمية بحسب تصنيف هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وهذا يعني أنها ضرورية للأمن الاقتصادي أو الوطني الأمريكي”.
ونقلت الوكالة عن فيليب لوك، الخبير الاقتصادي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية قوله: “إن الصينيين يمتلكون نظاماً أكثر تطوراً بكثير لمراقبة الصادرات، ونحن نعتمد عليهم في الحصول على الكثير من المعادن المهمة مثل: الجاليوم، والجرمانيوم، والجرافيت، ومجموعة أخرى من المعادن، وقد يلحقون ضرراً كبيراً باقتصادنا”.
المصدر: يمن إيكو