“مقالات“| دموع المكلومة.. وصمة عار في جبين الظلمة..!

4٬780

أبين اليوم – خاص 

الدموع التي تسيل من عيني هذه المرأة ليست مجرد ماء مالح ينهمر على وجنتيها، بل هي نداء استغاثة، شهادة على ظلم لا يُحتمل، صرخة في وجه عالم أدار ظهره للإنسانية. هي ليست وحدها في هذا المصير القاتم، بل تمثل مئات الأمهات والزوجات والأطفال الذين سُرقت أحلامهم، وتحولت حياتهم إلى انتظار قاتل ينهش أرواحهم يومًا بعد يوم.

زوجها، أسعد سكينة اختطفته قوات المجلس الانتقالي، وأخفته قسرًا، كما فعلت مع كثيرين قبله. لا أحد يخبرها أين هو، لا أحد يطمئن قلبها، لا أحد يرحم وجعها. تركوها تواجه المجهول وحدها، كما تُركت مئات العائلات تتجرع مرارة الفقد، دون حتى قبس من أمل.

بأي ذنب يُنتزع الزوج من حضن زوجته؟ بأي جرم يُسرق الأب من أطفاله؟ بأي قلب بارد تحوّلت البلاد إلى مقبرة للأحياء، يُختطفون، يُخفون، وكأنهم لم يكونوا بيننا يومًا؟ كيف يمكن لحكام هذا الزمن أن يغلقوا أعينهم عن هذا الظلم؟ كيف يبررون لأنفسهم سرقة أحلام الناس وأرواحهم؟

هذه المرأة التي تقف اليوم تبكي قهرًا، وقد تقطعت بها السبل، ليست ضعيفة لكنها مظلومة، ودموعها تحمل لعنات على كل من صمت أو تواطأ أو برر هذه الجرائم. دموعها أقوى من أي خطاب، وأصدق من أي ادعاء بالإنسانية. دموعها كفيلة بإسقاط كل الأقنعة، وكشف حقيقة من يحكمون بالنار والحديد بلا رحمة ولا ضمير.

لمن بقي فيه ذرة ضمير: لا تصمتوا أمام هذه الجرائم، فإن الصمت مشاركة في الجريمة. لا تتركوا المظلومين وحدهم، فالظلم إذا لم يُواجه، فإنه سيطرق باب الجميع يومًا ما.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com