“مقالات“| موقف حكومة صنعاء الثابت في نصرة قضايا الأمة الاسلامية والعربية..!
أبين اليوم – خاص
تعلمنا منذ بدء الصراع العربي – الإسرائيلي والممتد منذ عام 1948م وحتى اليوم عدم مصداقية المرجعية الدولية المتمثلة بمجلس الأمن الدولي أو منظمة الأمم المتحدة في التعاطي العادل مع القضايا العربية واهمها القضية المركزية المحورية لامتنا العربية وهي قضية الشعب الفلسطيني وحقه في استعادة اراضيه وتقرير مصيره..
ناهيك عن تآمر وتخاذل العديد من الانظمة العربية في مساندة شعبنا العربي الفلسطيني؛ وبعد عام النكبة في 67م وتعاظم دور قوى الاستكبار العالمي في دعم الكيان الاسرائيلي لمواجهة القوى الوطنية وحركات التحرر العربية اصيبت شعوبنا العربية بحالة من اليأس والاحباط بسبب تواطئ أغلب الانظمة العربية وعمليات التطبيع مع الصهاينة مروراً باتفاقية كامب ديفيد وحتى اليوم.
ومع استمرار توسع الكيان الاسرائيلي في المنطقة العربية بسبب جمود الفكر القومي لدى الشعوب العربية التي استكانت لمنطق فكر التسليم بقدرات العدو وتفوقه العسكري وبالتالي تم اخضاع تلك الشعوب وتخديرها لمصلحة الكيان الصهيوني وبالتالي استبعاد الفكر القومي التحرري.
كل تلك المتغيرات في المنطقة العربية في تلك الفترة لم تنل من عضد شعبنا اليمني أو حرف ايمانه بعدالة القضية الفلسطنية واستمر بدعمها بالرغم من الامكانيات المحدودة منطلقاً من أسس أخلاقية وانسانية وايمانية بضرورة إسناد الشعب الفلسطيني بكل السبل المتاحة.. وكان لشعبنا اليمني مواقف مشرفة وعظيمة في كل مراحل الصراع العربي – الاسرائيلي.
ومع مواصلة بناء الوعي والفكر القومي للمجتمع اليمني ومع تطوير قدراته العسكرية واستمرار استهدافات جيشنا الوطني العسكرية نحو قلب الكيان الصهيوني والمعارك البحرية في البحرين الاحمر والمتوسط كل ذلك أدى إلى تغيير الموازين العسكرية وترنح كيان العدو الاسرائيلي ( اقتصادياً وعسكرياً)..
لذلك ومن خلال الضغط الامريكي وربيبته اسرائيل على قرارات الامم المتحدة بواسطة المبعوث الاممي لليمن عبر رحلاته المكوكية لتغيير موقف اليمن مما يحدث في البحر الأحمر مقابل استئناف المفاوضات التي تهدف الى انهاء الحرب في اليمن ( من منظور امريكي بالطبع).
ومع هذا كان هناك إصرار لحكومة صنعاء وتمسك بالثوابت القومية والاخلاقية وعدم التهاون من خلال الاستمرار بتنفيذ شروطها لتحقيق السلام العادل والمشرف المثمتل بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني ووقف حملات الابادة الجماعية التي تمارسها قوى الاستيطان والاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني؛
وقد اكدت ذلك القيادتين الثورية والسياسية في اكثر من مناسبة وقوفها المستمر مع غزة حتى تحقيق كافة المطالب المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
ان هذا الموقف العظيم لحكومتنا الوطنية والالتفاف الشعبي الواسع ادى الى تغيبر كل المفاهيم السياسية والعسكرية التي كانت سائدة في الماضي واجبر قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها امريكا على مراجعة حساباتها في المنطقه على ضوء المتغييرات التي فرضتها صنعاء لتحقيق سلام عادل بمنهجية جديدة تخدم في الاساس قضايا الامه العربية والاسلامية وفق منظور اخلاقي انساني.
بقلم/ سمير المسني..
محلل سياسي..