“تقرير“| بين تصنيفا ترامب والحوثي أيهما الخاسر..!
أبين اليوم – تقارير
تعود المواجهة الأمريكية – اليمنية مجدداً إلى صدارة المشهد بعد ان كانت خفتت مع قرار اليمن خفض التصعيد بالبحر الأحمر، لكن مع تراشق الطرفان بقرارات التصنيف ايهما سيكسب المعركة؟
بعد ساعات على اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعرضه مبالغ أكثر من تلك التي طلبها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، وضع الأخير قرار تصنيف حركة أنصار الله “الحوثيين” على لائحة الإرهاب مجدداً، وفي ذهنه دفع بن سلمان لمزيد من الأموال، غير أن الخطوة الأمريكية التي لم تكن جديدة أو مفاجئة بالنسبة لصنعاء، سرعان ما قوبلت بالرد اليمني بقرار أصدره رئيس المجلس السياسي، اعلى سلطة في صنعاء، وقد قضى بإعادة تصنيف الولايات المتحدة على رأس لائحة الدول المعادية لليمن.
بالنسبة للقرار الأمريكي، وكما يبدو من نص نشرته البيت الأبيض، فالأمر لا يتعدى فرض حصار اقتصادي على اليمن سواء باستهداف الشركات والمصارف أو منع التعاملات الاقتصادية مع صنعاء وقد سبق للخزانة الأمريكية وان نفذته أصلاً بسلسلة عقوبات طالت رجال أعمال وشركات وحتى سفن..
فعلياً.. يبدو القرار الأمريكي الذي اعقب قرار سابق ومماثل لإدارة بايدن مفرغ وكل ما يحمله مجرد مناورة في وجه السعودية التي تعول على ترامب لتغيير حظوظها العاثرة في اليمن.
وخلافاً للقرار الأمريكي، يبدو القرار اليمني الجديد أكثر أهمية، حيث أثار اهتمام خبراء ومراقبين دوليين لاسيما وأن القرار اليمني، خلافاً للأمريكي الذي سبق وأن أعلن في العام 2020، يحمل أبعاد عدة بعد نجاح اليمن بكسر الهيمنة والنفوذ الأمريكي في المنطقة على الأقل بحرياً.
كان للقرار اليمني الذي سبق وان صدر العام الماضي رداً على التصعيد الأمريكي- البريطاني الذي استمر لأكثر من عام، تداعيات جلية برزت بإغراق سفن تجارية سواء أمريكية أو بريطانية وصولاً إلى قصف بوارج والحاق اضرار بنحو 4 حاملات طائرات أمريكية وعشرات البوارج الامريكية – البريطانية.
لم يكن لأحد في العالم ان يرى سيناريو كهذا وقد أصبحت القوة الضاربة لأمريكا تبحث عن مكان امن لالتقاط أنفاسها منذ الأطراف الشمالية والجنوبية للبحر الأحمر وحتى المحيط الهندي مرورا ببحر العرب وخليج عدن.
لقد تبعثرت الهيمنة الامريكية ودفنت في أعماق البحار من اول يوم قررت فيه اليمن وضع البوارج والسفن الامريكية على لائحة الأهداف.
ومع أنه كان يتوقع ان يشهد التوتر بين القوات اليمنية والأمريكية انخفاضا في ضوء اتفاق غزة الذي أعلنت صنعاء التزامها بها وقررت بموجبه خفض مراحلها التصعيدية التي وصلت في ذروتها إلى الخامسة إلى الأولى مع إبقاء السفن الإسرائيلية فقط على لائحة حظر الملاحة.
اليوم ومع قرار التصنيف اليمني الجديد يثار جدل حول الخطط اليمنية لتطبيقه فعلياً، ومن خلال ما يطرحه المسؤولين في صنعاء يبدو أن المعركة قد تأخذ بعدا اكبر من ذي قبل فالمواجهة، كما يلمح نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ سابق، حسين العزي، لن تقتصر على البحر بل قد تشمل كافة المصالح الامريكية في المنطقة وهذا يشمل كما يبدو القواعد في السعودية.
قد يكون القرار الأمريكي اخذ صيتاً بحكم الهيمنة الأمريكية على الاعلام والسياسية لعقود، لكن في الواقع لن يتعدى ادراج ترامب خلافاً لليمن والتي لديها بنك أهداف كبيرة في المنطقة قد تتجاوز معها حدود ما يتوقعه الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة وهي التي اثبتت ذلك فعلياً بمعركة اسناد غزة والتي لا تزال نيرانها مشتعلة حتى اليوم.
المصدر: الخبر اليمني