غزة“| اليوم تحرير “عميد الأسرى“ الفلسطينين محمد الطوس.. فمن هو..!
أبين اليوم – غزة
هو قيادي في حركة فتح، من مواليد عام 1956، وهو من 23 تبقوا من أسرى ما قبل اتفاق أوسلو، نجا من الموت بأعجوبة بعدما أطلقت الطائرات الإسرائيلية النار على سيارة كان يستقلها مع 4 من رفاقه استشهدوا كلهم، وبقي هو ليلقب بـ”الشهيد الحي”.
– المولد والنشأة:
ولد محمد الطوس عام 1956 في بلدة الجبعة جنوبي بيت لحم بالضفة الغربية، وهي قرية يعود تاريخها إلى ما قبل 1800 سنة، واسمها يشير إلى أصل آرامي بمعنى التلة، وتسمى بالرومانية جباتا.
وترتفع هذه البلدة 668 مترا فوق سطح البحر، وتقع عند خط الجبهة الذي حدد عام 1948 حين استولت المجموعات الصهيونية على 1700 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) من أراضيها.
وما زالت بلدة الجبعة تتعرض لمزيد من المضايقات الإسرائيلية، وتقضم أراضيها التوسعات الاستيطانية، حتى باتت مغلقة لا مدخل لها إلا من جهة تُحكم حصارها قوات الاحتلال.
وتلقى محمد تعليمه الأول في منطقته المحاصرة، وحصل على شهادة الثانوية من مدرسة حلحول، وأثناء ذلك اضطر إلى الهجرة مع عائلته للأردن بعد نكسة 1967، ولكنهم عادوا بعد شهرين.
وانضم محمد الطوس لحركة فتح عام 1970، وشارك في فعالياتها الوطنية وأعمال المقاومة، ونفذ مع مجموعته عدة عمليات بين عامي 1983 و1985، منها عملية في 17 أيلول 1984، وثانية على طريق الخضر “غوش عتصيون” في 24 تشرين الثاني 1984، وثالثة في منطقة بيت لحم في 31 كانون الثاني 1985، وعمليات ضد مصانع للاحتلال في مستوطنة “بيت شيمش”.
وتعرض محمد للاعتقال مبكراً، ودخل سجون الاحتلال وهو لا يزال طفلاً في الـ14 من عمره في 17 تشرين الأول 1970، أي في العام الذي انضم فيه لحركة فتح، ثم عاود الاحتلال اعتقاله عام 1975، وفي هذه المرة هرب من السجن يوم 27 حزيران 1975 ليصبح مطارداً ويعتقله كيان الاحتلال فيما بعد 4 مرات في الأعوام 1981 و1982 و1983 و1985.
– خلية الجبل:
وفي السادس من تشرين الأول 1985 نصبت قوات الاحتلال كميناً لمجموعة كانت في طريقها إلى الحدود مع الأردن وفيها محمد الطوس، وبعد مطاردة لفترة طويلة أطلقت الطائرات الإسرائيلية الرصاص على سيارة المجموعة، فسقطوا جميعاً شهداء، إلا الطوس فأصيب بعدة رصاصات، واعتقل وهو ينزف، وتعرض للضرب المبرح رغم إصابته الخطيرة.
وأخضع الطوس للتحقيق 10 أيام وهو في هذه الحالة، ثم نقل لمركز آخر ليتعرض لتعذيب قاس امتد أكثر من 3 أشهر، وبعدها هدمت قوات الاحتلال منزله وهي تخفي نبأ الاعتقال، حتى إن أهل محمد أقاموا عزاء له ولم يعرفوا أنه على قيد الحياة إلا بعد 6 أشهر من الحادثة، ولهذا لقب بـ”الشهيد الحي”.
ووجهت لمحمد الطوس تهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال ضمن “مجموعة فدائية عسكرية فاعلة ومتميزة في العمل المقاوم”، ولكنه رفض الوقوف أمام المحكمة أو الاعتراف بها، فأصدرت محكمة عسكرية بحقه حكماً بالسجن المؤبد لعدة مرات.
وفي محبسه رفض الطوس سياسات مصلحة السجون، وشارك في فعاليات وإضرابات عن الطعام للتعبير عن ذلك، حتى أصبح من قيادات الحركة الأسيرة.
وبقيت المعلمة آمنة الطوس زوجة الأسير محمد تعيش على أمل الإفراج عنه، وتخرج في كل وقفة لمناصرة الأسرى محتضنة صورته ومعها أولاده شادي وفداء وثائر.
وفي عام 2014 أعلنت سلطات الاحتلال موافقتها على الإفراج عن محمد الطوس في صفقة لتبادل الأسرى، لكنها تراجعت مما تسبب في ألم كبير لآمنة، وبعد دخولها في غيبوبة لمدة عام توفيت في أول كانون الثاني 2015.
كما استمرت قوات الاحتلال في التنكيل بأسرة محمد الطوس بصنوف من المضايقات، ومنها هدم بيته 3 مرات، والاعتداء على جنازة أخته نايفة الطوس في الأول من تموز 2022.
وأشد من ذلك وضعه في كل قائمة للمفرج عنهم في صفقات تبادل الأسرى ثم التراجع عن الوعد، حتى أصبح بين عمداء الأسرى الفلسطينيين لطول السنوات التي قضاها في سجون الاحتلال، وبقي في قائمة 23 من أسرى ما قبل أوسلو.
– المؤلفات:
ومن خلف الأسوار ألّف الطوس كتابين، أحدهما يروي سيرته الذاتية وقصة انخراطه في العمل المقاوم وآراءه في تطورات القضية الفلسطينية والمنطقة العربية، وقد صدر بعنوان “عين الجبل” عام 2021، والآخر يسرد يومياته داخل السجن، وصدر بعنوان “حلاوة ومرارة” عام 2023.