“تقرير“| ما الذي أدى لانهيار القطاع الصحي في بريطانيا ولماذا يموت هذا العدد من المرضى كل يوم..!
أبين اليوم – تقارير
على كل الصُّعد تشهد بريطانيا انهياراً اقتصادياً وخدمياً غير مسبوق، يرجعه غالبية المراقبين والنقاد إلى سوء إدارة الحكومة الحالية، وتبعيتها للإدارة الأمريكية، حيث تُنفق أموال البريطانيين على تحالفات عسكرية وتغذية وتمويل نزاعات في شتى بقاع الأرض..
الأمر الذي أدى إلى العجز شبه التام عن النهوض بكثير من القطاعات الخدمية المنهارة، خصوصاً القطاع الصحي وقطاع الإسكان، بينما تبيع الحكومة الوهم والسراب للمواطنين الذين يدفعون في المقام الأول ثمن هذا الانهيار.
تقارير مختلفة قالت إن عدد البريطانيين الذين يموتون يومياً يصل إلى حوالي 50 شخصاً في المملكة المتحدة، نتيجة نقص الأسِرّة والكادر الوظيفي، فالمستشفيات تستقبل أعداداً كبيرة من المرضى خلال أكثر المواسم ازدحاماً، ما دفع بوزير الصحة، ويس ستريتنج، إلى التعبير عن خجله من سوء المعاملة التي يتحملها المرضى، إذ أن بعضهم يضطر إلى الانتظار ليومين في أقسام الحوادث والطوارئ، وخلال الشهر الماضي اضطُر واحد من كل ثمانية مرضى للانتظار أكثر من اثنتي عشرة ساعةً في أقسام الطوارئ والحوادث، وفق إحصاءات رسمية.
وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن الكلية الملكية للطب الطارئ في إنجلترا سلطت الضوء على العواقب الوخيمة للتأخيرات، مقدرةً عدد الوفيات نتيجة هذه المشكلة بنحو ستة عشر ألف حالة خلال العام الماضي، الأمر الذي دفع بقادة هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمهنيون الطبيون للدعوة إلى اتخاذ إجراءات حكومية فورية لمعالجة هذه المشكلة الوطنية الطارئة واحتوائها وتجنب حدوثها في المستقبل، ورغم التطمينات الصادرة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا إلا أن الأزمة مستمرة وتأثيرها على سلامة المرضى تظل مصدر قلق كبير.
موقع “ذا آيسلندر” نقل عن تقارير قولها إن “نظام الرعاية الصحية في المملكة المتحدة ينهار بسبب كفاءته المتدنية، وفي وقت تتباهى الحكومة البريطانية بالتقدم والتحديث، يحكي الواقع عكس ذلك، فالمرضى يموتون في الممرات، والموظفون مرهقون، والنظام على حافة الهاوية”..
مؤكداً أن “هذه ليست مجرد أزمة موسمية، بل هي أحد أعراض الفشل النظامي الأعمق، حيث تظهر الشقوق في واجهة ما يسمى بالعالم الأول، مما يكشف عن البنية التحتية للصحة العامة المهملة وغير الممولة بشكل كافٍ”، لافتاً إلى أن أولويات الحكومة البريطانية بعيدة عن هذه المجالات الضرورية بينما يدفع الناس الثمن.
في سياق الانهيار الشامل في المملكة المتحدة، ذكر الموقع أن “أسعار المساكن البريطانية ارتفعت بنسبة 3.3% خلال العام الماضي، وهي أسرع وتيرة سنوية لها منذ ما يقرب من عامين، وفي الوقت نفسه، يواجه المستأجرون ارتفاعاً أكثر حدة، مع زيادة متوسطة بنسبة 9%، وتتصدر لندن قائمة هذه الارتفاعات بنسبة مذهلة تبلغ 11.5%، كل هذا يتكشف بينما تستمر أزمة تكاليف المعيشة في سحق الأسر العاملة”.
وأضاف أنه مع ذلك، وفي خضم الفوضى، وعد رئيس الوزراء، كير ستارمر، بجرأة بتحويل المملكة المتحدة إلى “قوة عظمى في مجال الذكاء الاصطناعي”، فلماذا نعالج نقص المساكن، أو ارتفاع الإيجارات، أو التضخم عندما يمكننا بيع أحلام التكنولوجيا اللامعة لصرف انتباه الجماهير؟
وأوضح أن المملكة المتحدة لا تحتاج إلى ضجيج الذكاء الاصطناعي، بل تحتاج إلى قيادة واقعية، مؤكداً أن “خطاب (قوة الذكاء الاصطناعي العظمى) لستارمر ليس أكثر من ستار دخاني لإخفاء البنية التحتية المتداعية والإسكان الباهظ التكلفة في بريطانيا”، موضحاً أن “زيادات الإيجار هي ضريبة مباشرة على الشعب، يستفيد منها طبقة أصحاب العقارات، في حين أن الحكومة مشغولة بالتلاعب بالخوارزميات بدلاً من إصلاح الأزمات الإنسانية التي تواجهها”.