“تقرير“| لماذا فشلت التحالفات الأمريكية- البريطانية بالبحر الأحمر..!

6٬884

أبين اليوم – تقارير 

في الثاني عشر من يناير من العام الماضي، اطلقت الولايات المتحدة وبريطانيا عدوان واسع على اليمن، وبعد عام على هذا التحالفات تبرز ملامح الفشل ماثلة للعيان، فمالذي اسقط عملاقي القوى في العالم في مستنقع حيتانه صواريخ وطائرات وغواصات مسيرة؟

تصاعد وتيرة العمليات اليمنية المساندة لغزة والتي انطلقت في نوفمبر من العام 2023،  وفشل أمريكا احتوائها دبلوماسياً وعسكرياً، قررت أخيراً وبمشاركة بريطانية اطلاق عدوان واسع مطلع العام 2024، وكانت الأنظار تتطلع لحسم امريكي للمعركة خصوصاً وان موازين المعركة غير متكافئة وتميل لصالح القوى العظمى نظراً للفقر العسكري في اليمن خلال العقود الماضية ناهيك عن الحرب والحصار  المستمران منذ أكثر من عقد.

لم تتوقف الغارات الأمريكية والصواريخ التي تطلقها البوارج والغواصات عن استباحة أجواء اليمن  شمالاً ووسطاً وغرباً، وكانت وتيرتها تتصاعد بشكل تدريجي حتى ظن البعض بأن اليمن باتت في غياهب المجهول.

لم يدوم الأمر طويلاً، حتى قررت اليمن قلب الطاولة بخارطة أهداف لم تكن بحسبان أمريكا وبريطانيا ولم تخطر على بال أكثر الخبراء عمقاً وتحليلاً، وقد أعلنت وضع السفن الأمريكية والبريطانية وبوارجهما على لائحة الأهداف، مع انه لم يسبق لطرف حول العالم بمن فيها روسيا والصين تحديد مثل هكذا اهداف، حتى بات الأمر بالنسبة لكثيرين محل سخرية واستهزاء.

وبغض النظر عن ما يقوله المغمورين بعنفوان القوى الأمريكية- البريطانية امام دولة نهضت من الحضيض، جاء الجواب مبكراً بضرب سفن أمريكية وبريطانية واغراق بعضها ولم يقتصر الأمر على ذلك بل اتسعت رقعته باستهداف بوارج وحاملات طائرات وصولاً إلى اجبار تلك الدول على سحب قواتها بمن فيها بريطانيا التي استدعت 5 مدمرات تم نشرها في البحرين  إضافة إلى سحب أمريكا حتى الان 3 حاملات طائرات بدء من ايزنهاور ولينكولن وصولاً إلى روزفلت.

فعلياً.. خسرت الولايات المتحدة وبريطانيا وحتى حلفائها في الظل معركة البحر الأحمر، وليس بحديث القادة اليمنيين بل باعترافات من مسؤولي الدولتين، فأمريكا وبريطانيا لم تستطيعا حتى اللحظة تأمين مرور سفينة واحدة عبر باب المندب رغم تخصيص بوارج وقوافل عسكرية لحمايتها وفي كل مرة تحاول تجاوز الخطوط تعود البوارج منكسرة.

لم يقتصر الأمر على توجيها الضربات للأساطيل الأمريكية والغربية فقط بل وصل إلى اختراقات استخباراتية مع قرن القوات اليمنية كل هجوم  بعبارة استباقية واحباط عدوان جديد على اليمن.

بالنسبة لأمريكا وبريطانيا اللاتي كانت تمخر بوارجهما واساطيلهما عباب البحار والمحيطات دون اقتراب منها حتى وصل الأمر لعدم تطوير قدراتها لضمان عدم اعتراض او استهداف اية دولة حول العالم، فقد خسرتا الكثير خلال عام من المواجهة في البحر الأحمر.

خسرتا النفوذ  على الممرات البحرية في المنطقة وخسرت بوارج وسفن حربية وتجارية غرقت بعضها واخرجت الأخرى عن الخدمة إضافة إلى قطع سلاسل الامداد لقواتها في المنطقة وحلفائها..

خسرتا أيضاً جنود وطائرات ومقاتلات اقلها 14 طائرة أمريكية من نوع ام كيو ناين وواحدة من نوع اف اي 18  ناهيك عن ذخائر بمليارات الدولارات وجهد نفسي ومعنوي كبير.

فعلياً.. لم تعد أمريكا وبريطانيا اللاتي سوقتا انتصارهما عقب الحرب العالمية الثانية بموقف يسمحا لهما حتى بالمناورة في المنطقة وقد عجزتا عن تأمين تحالف كافي لمواجهة اليمن في ظل مخاوف حلفائهما من تبعات ذلك ولم يتبقى لديها سوى الانسحاب بهزيمة إلا ربع قبل ان تجدا نفسيهما امام  خسارة فادحة في التاريخ.

كانت أمريكا وبريطانيا قبل عدوانهما على اليمن تعتقدان انها ستنقضان على بلد مفكك ومحاصر ويتعرض لحرب منذ سنوات إضافة إلى تدمير كافة قدراته العسكرية والبنى التحتية ، وهذا ابرز عوامل الانتصار في تاريخ الحروب الأمريكية- البريطانية حول العالم، لكنهما وجدت شيء مختلف عن السابق..

وجدتا قوماً لا يهابون الموت ولا يضعون خطوط حمر للمواجهة، ولديهم قدرات تنمى وفقاً لمتطلبات المعركة ومصممين على تحقيق أهدافهم مهما كانت النتائج مع التفاف شعبي منقطع النظير.

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com