“واشنطن“| ضباط أمريكيون: مراكز التحكم في البحر الأحمر تواجه ضغوطاً استثنائية ومقتل البحارة مسألة وقت..!
أبين اليوم – واشنطن
قال ضباط نشطون وسابقون في البحرية الأمريكية إن مراكز التحكم التابعة للسفن الحربية الأمريكية العاملة في البحر الأحمر تواجه ضغوطاً كبيرة وغير مسبوقة بسبب البيئة الصعبة التي تخلقها هجمات قوات صنعاء بالصواريخ والطائرات المسيرة، ورجح أحدهم أن إصابة مدمرة أمريكية ومقتل جنود أمريكيين هو مسألة وقت في ظل تحسن تكتيكات “الحوثيين” وتطور أسلحتهم.
ونشر موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي، هذا الأسبوع، تقريراً مطولاً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” جاء فيه: أن “مركز معلومات القتال هو المركز العصبي والعقل التكتيكي لمقاتلي البحرية الأمريكية على السطح، وقد تم اختبار مراكز القيادة العائمة عالية التقنية هذه ومراقبيها على مدار العام الماضي، بشكل أكبر من أي وقت آخر في التاريخ، بسبب هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار التي شنها الحوثيون في اليمن في البحر الأحمر”.
ونقل التقرير عن برادلي مارتن، ضابط الحرب السطحية المتقاعد، قوله إن “الأشياء التي تجعل البيئة في هذه المراكز مشغولة حقاً هي مجرد محاولة إدارة التهديدات، ومحاولة إدارة حركة المرور، ومحاولة إدارة البيئة العامة”.
كما نقل عن قائد طراد بحري متقاعد رفض الكشف عن هويته قوله إنه “مع زيادة عدد الطائرات وخطر التعرض لضربة فعلية، فإن عامل التوتر وكثافة الهجوم يزدادان أيضاً”.
ونقل الموقع أيضاً عن ضابط نشط في البحرية لم يكشف عن هويته قوله إن: “معركة البحر الأحمر تطلبت يقظة لا نهاية لها وانتباهاً شديداً من ضباط العمليات المركزية طوال الوقت الذي تعمل فيه سفينتهم في تلك المياه”.
وأضاف: “إنك تدير هذا النوع من السيناريوهات عالية الضغط منذ لحظة دخولك إلى مسرح العمليات حتى مغادرتك، إذا كنت تعمل في البحر الأحمر”، مضيفاً: “هذه هي المرة الأولى التي نواجه فيها تهديداً مستمراً ضد الشحن في المياه المفتوحة”.
وقال الموقع إنه “مع استمرار التحقيق في كيفية إسقاط الطراد البحري (يو إس إس جيتيسبيرج) لطائرة ( إف/إيه-18 سوبر هورنت) فوق البحر الأحمر الشهر الماضي، فإنه من المرجح أن مركز التحكم في الطيران التابع للطراد، كان يتتبع مجموعة من الأجسام المحمولة جواً في وقت واحد، فإسقاط الطائرة حدث أثناء هجوم متواصل بطائرات بدون طيار وصواريخ حوثية استهدف مجموعة حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس ترومان) وتعمل الطرادات كمقر دفاع جوي داخل مثل هذه المجموعات الضاربة”.
ونقل التقرير عن الضابط المتقاعد برادلي مارتن قوله: “إنهم كانوا يتعاملون مع موقف حيث كان هناك الكثير من الطائرات في السماء، إلى جانب التهديدات السطحية، وكل ذلك خلق بيئة دفاع جوي معقدة”.
وأضاف: “إنهم مشغولون ويتعاملون مع بعض المواقف الغامضة، وهي مواقف تختلف عن تلك التي تعاملت معها البحرية منذ فترة طويلة”.
من جهته قال ضابط البحرية النشط إن “تهديد الطائرات بدون طيار الحوثية يضيف طبقة رئيسية من التعقيد الذي يتعين على مراكز العمليات المشتركة إدارته”، حسب ما نقل التقرير.
وأضاف: “عندما يتم إطلاق صاروخ، فأنا أعلم ما هو، إنه قادم من اليمن، ويتحرك بهذه السرعة، وينطلق من السماء، لكن هذه المسيرات تعمل مثل الطائرات، والمشكلة هي أن الطائرات يمكن أن تكون جيدة أو سيئة، ومن الصعب معرفة الفرق”.
وتابع: “أنا لا أحسد طاقم الطراد على موقفهم إذ يبدو الأمر بائساً، فهو ليس أبيض وأسود، لأن لديك مجموعة من جهات الاتصال في المنطقة الرمادية”.
وبدوره قال قائد الطراد المتقاعد إن: “الأمر معقد للغاية، ويتطلب مستوى عالياً جداً من الاهتمام المعرفي بالتفاصيل واليقظة”، حسب ما نقل الموقع.
ووفقاً للتقرير فإن “مما يزيد من الضغوط في البحر الأحمر حقيقة أن الأنظمة التي تعتمد عليها مراكز التحكم والسيطرة تتعرض للتعطل بشكل منتظم، وفقاً لقائد مدمرة سابق في الخدمة الفعلية طلب عدم الكشف عن هويته للتحدث بصراحة”.
وقال قائد المدمرة السابق إنه “قد يتسبب مزيج من البحارة عديمي الخبرة في مركز العمليات المشتركة، وانقطاعات النظام المنتظمة التي تعاني منها السفن الحربية التابعة للبحرية في أي وقت بحدوث انهيار سريع إلى حد ما في البحر الأحمر”.
وأضاف: أن “طبيعة القتال مع الحوثيين تجعل من الصعب فك رموز الأجسام على الرادار أيضاً”.
وتابع: “إذا تمكنت من التقاط مسار غير معروف على ارتفاع 10 آلاف قدم ويسير بسرعة 340 عقدة في اتجاه حاملة الطائرات، فإن أول ما يتبادر إلى ذهني هو أن هذه طائرة إف-18، وسوف تؤكد أنظمة السفن الأخرى ذلك قريباً، ولكن في البحر الأحمر، قد يتم تعقب طائرة بدون طيار معادية على نفس الاتجاه والمدى، ولكن ربما على ارتفاع أقل من الطائرة الصديقة، وهو ما قد يتسبب في بعض الأحيان في قيام المراقبين أو أنظمة الرادار بتبديل المسارات”.
وقال: “لدينا أشخاص مدربون على الإمساك والبحث والتحقق مرة أخرى، لكن عندما تفعل كل ذلك أمام طائرتين، فهذا صعب، وإذا كنت تفعل ذلك أمام 15 طائرة، فهذا صعب حقاً، أما إذا كنت تفعل ذلك أمام 15 طائرة وصواريخ وطائرات بدون طيار، فهذا صعب للغاية”.
وأوضح قائد المدمرة السابق أن “الجمهور الأمريكي سوف يفقد عقله إذا تعرضت مدمرة لضربة”، حسب الموقع.
وأضاف: “في مرحلة ما، سوف يموت البحارة، وأشعر أن الأمر لا يتطلب الكثير، فقد يكون لديك مشكلة في التحكم في الواجهة، أو فقدان للنظام، أو ضباب الحرب، أو الفوضى، أو أعطال الصواريخ، أو لم يتم محاذاة نظام الأسلحة القريب (فالانكس) بشكل صحيح، أو شيء من هذا القبيل”.
وقال: “رغم الجهود التي تبذلها السفن الحربية التابعة للبحرية ومراكزها العسكرية المشتركة في البحر الأحمر، فإن تكتيكات الحوثيين سوف تتحسن، وكذلك أسلحتهم.. إنهم يفعلون كل ما في وسعهم لمحاولة قتل الأمريكيين. وفي نهاية المطاف، أعتقد أن الحظ يلعب دوراً كبيراً في أن تكون البحرية مثالية على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”.
واختتم الموقع تقريره بالقول إنه “لا يزال من غير الواضح متى وكيف ستنتهي معركة البحر الأحمر، وحتى ذلك الحين، سيواصل البحارة الأمريكيون الذين يقفون في مراكز العمليات المشتركة التعامل مع بيئة قتالية معادية ومزدحمة ومحمومة، في ظل وفرة من الأشياء التي يتعين تعقبها والتهديدات التي يتعين التصدي لها”.
المصدر: يمن إيكو