“مقالات“| إلى فريق التواصل وتعزيز الوعي السياسي للمجلس الانتقالي: الشعب لا يحتاج ندواتكم بل أفعالكم..!
أبين اليوم – خاص
عندما يصبح الكذب منهجًا لإدارة الأوضاع، فإن الحقيقة لا بد أن تنكشف، مهما طال الزمن. الأكاذيب التي تصدرت المشهد وزيفت الواقع لن تصمد أمام وعي شعب خرج من رحم المعاناة، شعب واجه أزمات وصراعات سياسية متواصلة، وأثبت أنه يمتلك من الوعي ما يجعله قادرًا على التمييز بين الحقيقة والوهم، وبين الصدق والخداع.
هذا الشعب، الذي عاش التحديات بكل تفاصيلها، لا يحتاج إلى خطابات أو ندوات سياسية ومجتمعية لتوعيته. وعيه ينبع من معاناته اليومية وتجربته العميقة مع الواقع المرير.
إنه وعي حقيقي يمارسه في كل لحظة، ويدفعه للمطالبة بحقوقه التي لا تقبل المساومة أو التأجيل، حقوقه التي يجب أن تنتزع لتخفيف معاناته التي تتفاقم يومًا بعد يوم.
ما ينتظره الشعب اليوم ليس كلمات تُلقى أو شعارات تُرفع، بل أفعال ملموسة تلامس حياته وتُحدث فرقًا حقيقيًا. الشعب بحاجة إلى خطوات جادة تنقذه من هذا الوضع المأساوي، خطوات تُعيد له أبسط حقوقه، وتُخفف من وطأة المعاناة التي أثقلت كاهله.
إن الشعب لا يريد وعودًا جديدة، فقد سئم من تلك الوعود التي لم تُحقق شيئًا. إنه يريد أفعالاً تغير واقعه البائس، أفعالاً تُعيد له الأمل في غدٍ أفضل. إن نزولاتكم وزياراتكم، مهما كثرت، لن تعني له شيئًا إذا بقيت خالية من نتائج حقيقية تُحسن من ظروفه المعيشية الصعبة.
فالشعب اليوم لا ينتظر كلامًا، بل ينتظر حلولًا تنتشله من الفقر والجوع والمرض، ويطالب بأن تُعيدوا له كرامته التي سُلبت في ظل الظروف القاسية. إن لم تتحركوا بصدق ومسؤولية، فإن الشعب سيُدرك أنكم لستم سوى جزء من المشكلة، وليس الحل.
رسالتي إلى وفد الوعي السياسي للمجلس الانتقالي نزولكم يعد شرف للجميع والجميع يرحب بكم بمختلف الأطياف السياسية والمجتمعية. ولكن يجب أن تعلموا بأن الشعب ليس بحاجة إلى ندواتكم أو خطاباتكم، بل هو بأمس الحاجة إلى أفعالكم.
لذلك تصرفوا بما يليق بحجم المسؤولية التي تحملونها، أو تنحوا جانبًا وافسحوا المجال لمن يستطيع أن يحقق لهذا الشعب ما يستحقه. الوقت ليس في صالحكم، والتاريخ لن يرحم من خذل هذا الشعب أو تجاهل معاناته.
بقلم/ سالم عوض الربيزي