“تقرير“| وسط وضع إنساني كارثي.. صقيع الشتاء القارس يفتلك بحياة أطفال غزة..!

6٬879

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل:

يعيش أطفال قطاع غزة أوضاعًا مأساوية في ظل صقيع الشتاء القارس الذي يزيد من معاناتهم اليومية الناتجة عن العدوان الصهيوني والحصار المستمر طوال أكثر من 15 شهراً.

وعلى ما يبدو أن الأطفال في القطاع المنكوب الذين لم تفتك القنابل الأمريكية المقدمة للكيان بحياتهم فإنه لم تسلم أجسادهم الصغيرة من تأثير البرد القاتل، حيث شهد القطاع خلال أقل من أسبوع وفاة 7 من النازحين بينهم 6 أطفال بسبب تجمّد أجسادهم.

وتأتي هذه المأساة في وقت يعاني فيه قطاع غزة من نقص حاد في المواد الأساسية من الغذاء والماء والدواء، بما في ذلك النقص الحاد في الوقود والكهرباء، نتيجة إصرار قوات الاحتلال في منع دخول المساعدات الإنسانية، ما يجعل تدفئة ما تبقى في القطاع من المنازل والمستشفيات أمرًا بالغ الصعوبة.

ناهيك أن غالبية العائلات في قطاع غزة، تعيش في منازل متضررة أو خيام مهترئة مصنوعة من القماش أو النايلون وفي مراكز إيواء مؤقتة نتيجة القصف العشوائي والمتعمد لمساكنهم من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، والتي تفتقر لأبسط مقومات حماية أطفالها من البرد الذي يغزوهم بلا رحمة.

وتتزايد المخاوف من كارثة وشيكة تتفاقم الأوضاع الإنسانية سوءاً في قطاع غزة جراء استمرار هطول كميات غزيرة من الأمطار، وكذلك استمرار موجات الصقيع وبرودة الشتاء في الأيام القادمة، مما يوقع خطراً كبيراً يُشكّل تهديداً حقيقياً على حياة النازحين وتهدد حياة الكثير منهم، في ظل المنخفضات الجوية التي تضرب قطاع غزة، وعجز الأهالي عن تدفئة أجساد أطفالهم نتيجة افتقارهم لأبسط مستلزمات التدفئة.

أصوات الاستغاثة من داخل القطاع:

وصرّح المكتب الإعلامي في قطاع غزة الإثنين الماضي، عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب البرد القارص وموجات الصقيع بين النازحين في الخيام إلى 7 وفيات خلال أسبوع واحد، بينهم التوأمان على وجمعة البطران (20 يوماً)، واللذان تجمدا داخل خيمة في دير البلح.

وقبل أيام قليلة، فقدت الرضيعة سيلا الفصيح (14 يوماً)، حياتها بسبب البرد القارس في خيمة النزوح بمنطقة المواصي في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وفي ذات الصعيد صرحت مصادر طبية في مستشفيات القطاع بأن العديد من الأطفال حديثي الولادة لقوا حتفهم بعد أن تجمدت أجسادهم داخل الحضانات نتيجة لانخفاض درجات الحرارة ونقص الإمكانيات الطبية اللازمة لتدفئتهم.

وأضافوا أن الحاضنات في المستشفيات غير قادرة على توفير الدفء الكافي للأطفال حديثي الولادة، مما يهدد حياة المزيد منهم.

بدورها، ناشدت العائلات الغزية والمؤسسات الطبية والحقوقية في القطاع المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل لتوفير وسائل التدفئة والمساعدات الأساسية، مؤكدين أن حياة الأطفال في خطر مستمر إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

كما طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية بضرورة التدخل العاجل والتَّحرك الفوري وممارسة دوراً فعلياً للضغط على الاحتلال “الإسرائيلي” من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية، ووقف تداعياتها الخطيرة على الواقع الإنساني في قطاع غزة.

وناشد المكتب، الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة، وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى، وغذاء، ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة.

نداءات للإنقاذ: 

ولعل ما زاد الطين بله ما يشهده القطاع المنكوب من أمطار غزيرة أغرقت الخيم البسيطة.

وفي السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، اليوم الثلاثاء، إن مياه الأمطار غمرت أكثر من 100 خيمة في خان يونس جنوب قطاع غزة.

والسبت الماضي، أكد المفوض العام لوكالة “أونروا” فيليب لازاريني، أن أطفال غزة يتجمدون حتى الموت دخال الخيام؛ بسبب البرد ونقص المأوى، موضحاً أن الأغطية والإمدادات الشتوية ظلت عالقة منذ أشهر في انتظار الموافقة لدخولها إلى قطاع غزة.

ودعا المفوض العام لـ “أونروا”، إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة للسماح بدخول الإمدادات الأساسية المطلوبة بشدة.

تطالب منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية بضرورة التحرك الفوري لتقديم المساعدات للقطاع. وتشدد هذه المنظمات على ضرورة توفير الدعم اللازم لتحسين البنية التحتية للمستشفيات وتوفير الوقود والكهرباء الكافيين لضمان سلامة الأطفال في فصل الشتاء.

الوضع في غزة يُظهر وجهان لعملة مؤلمة الوجه القاسي لأسوأ الأزمات الإنسانية التي عرفتها البشرية والوجه القبيح للمجتمع الدولي العاجز في وقف حرب الإبادة بحق سكان غزة التي طالت البشر قبل الشجر والحجر، وعلى وجه الخصوص حماية الطفولة منهم من آلة الموت الصهيونية والأمريكية التي لا تميز بين كبير وصغير، كما يبرز الوضع في غزة الحاجة الملحة لإيقاظ الضمير الغائب للمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن الدولي، لإنقاذ ما تبقى من حياة الأبرياء الذين يواجهون الموت بصمت وسط ظروف غير صالحة للحياة.

 

المصدر: وكالة الصحافة اليمنية

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com