“مقالات“| المجلس الانتقالي.. بين التنازلات المذلة والمستقبل المجهول..!

4٬903

أبين اليوم – مقالات 

لم يشهد التاريخ السياسي حزب أو مكون سياسي يسعى إلى خنق نفسه بيديه كما يفعل المجلس الانتقالي اليوم، إذ يبدو وكأنه يسارع الخطى نحو هاوية التنازلات، فقط لكسب رضا داعمين قدموا له الفتات.

هذا الدعم المحدود، الذي بدا وكأنه مكسب، تحول إلى قيدٍ خنق قضية الجنوب، وجعل المجلس الانتقالي شريكاً غير معلن في مسلسل تدمير الجنوب إلى جانب القوى التي نهبت حقوق الشعب وسعت لإسكات أصواته المعارضة تحت شعارات زائفة وأغطية دينية وسياسية مشبوهة لعقود.

هذه التنازلات المحبطة، التي تعكس غياب الرؤية الاستراتيجية، لن تمر دون عواقب وخيمة. فكلما اشتدت قوة الأطراف الداعمة والمشاركة في إدارة الحكومة، وجد المجلس الانتقالي نفسه يدفع الثمن من رصيده الشعبي ومن قضيته الأساسية. والواقع أن هذه القوى لا ترى فيه سوى مرحلة عابرة لتحقيق مصالحها، بل إن التخلص منه وإضعاف دوره هو أحد الأهداف الرئيسة في خططهم المستقبلية.

على المجلس الانتقالي أن يدرك أن استمراره في هذا المسار الانحداري قد ينهي ما تبقى له من شرعية ومكانة في قلوب أبناء الجنوب. فما يحتاجه اليوم ليس المزيد من المجاملات أو الارتهان، بل العودة إلى جذور القضية الجنوبية، والتمسك بمبادئها، وإعادة بناء علاقاته على أسس تعزز مكانته كمدافع حقيقي عن حقوق الجنوب، بعيداً عن مصالح الدول التي لطالما عملت على إجهاض تطلعات هذا الشعب وإضعاف قضيته.

إن اللحظة تستدعي رؤية وطنية صلبة تقوم على توسيع التحالفات مع الأطراف التي تشارك الجنوب قضيته وعداءه المشترك لتلك القوى التي حاربت تطلعات شعبنا منذ عقود. فهذه هي الطريقة الوحيدة لاستعادة زمام المبادرة وتصحيح المسار قبل فوات الأوان.

بقلم: سالم عوض الربيزي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com