“تحليل“| القوى الاستعمارية والجماعات المسلحة في سوريا.. تصعيد جديد في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة..!
أبين اليوم – تقارير
تحليل/عبدالكريم مفضل:
في الوقت الذي تتجه في الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا ما بعد الأسد، تتزايد المخاطر من انزلاق قلب الشام النابض في اتون حرب أهلية وتناحر طائفي وعرقي، وتقسيم البلاد إلى عدة دويلات خاصة بعد فشل هدنة الولايات المتحدة الهشة بين تركيا و”قسد” في شمال شرق سوريا، وكذا عودة نشاط تنظيم “داعش” بشكل سريع ومفاجئ للجميع، بعد أن قضي عليه جغرافياً في آخر معاقله بالباغوز عام 2019 على يد “قسد” وبدعم من “التحالف الدولي”.
وتشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة نمواً مخيفاً للصراع المسلح بين تنظيمات وجماعات متعددة أبرزها القوى الإسلامية المتشددة المدعومة من تركيا، إلى التنظيمات الليبرالية القوية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتزايد تشهد فيه سوريا تدهوراً كبيراً في الجوانب الأمنية والإنسانية.
– صراع متعدد:
في شمال سوريا، يتزايد القتال بين مجموعات مسلحة أصولية تابعة للجيش التركي وفصائل مسلحة ليبرالية تتمثل في قوات سوريا الديمقراطية “قسد“، ومن جهة أخرى، بدأت الولايات المتحدة وفق -المراقبون- في دعم مجموعة مسلحة أخرى تمثلت في التنظيمات الإرهابية، مثل “داعش” و”القاعدة”، لتنفيذ عمليات استهداف واحتلال مناطق استراتيجية جديدة يضمن لها البقاء في منابع الثروة النفطية السورية تحت شماعة محاربة الإرهاب.
المراقبون أكدوا أن هناك عدة دولٍ إقليمية ودولية ومنها تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، تعمل على خلط الأوراق في سوريا، وعدم تحقيق أي استقرارٍ في البلاد خدمةً لمصالحها وأجندتها.
وهو ما أكدته التطورات المتسارعة والمتمثلة في العودة السريعة ويشكل مفاجئ لتنظيم “داعش” الإرهابي الذي أعلن في 2019 القضاء عليه بشكل كامل في سوريا.
وفي ظل المساعي الأمريكية لفرض سيطرتها أكثر على ثروات سوريا النفطية.. دفعت القوات الأمريكية بالدفعة السابعة من التعزيزات العسكرية واللوجستية من قواعدها العسكرية في العراق باتجاه حقول النفط والغاز في ريف دير الزور شرق سوريا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الجيش التركي وفصائله المسلحة شن هجمات يومية على مدار أسبوعين باتجاه جسر قرقوزاق ومحيط سد تشرين شمال سوريا، فيما مسعى منها لطرد الأكراد من المناطق الشمالية والشرقية السورية.
وفي السياق وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان إحصائية صادمة لثلاثة أيام راح ضحاياها آلاف السوريين.
- أمس الخميس لقى 833 سورياً بينهم نساء وأطفال حتفهم خلال الـ 24 الساعة الماضية في مناطق عدة في سوريا، وفق ما وثقه المرصد السوري.
- كما وثق المرصد الإثنين الماضي، مقتل 1516 سوريا خلال 24 ساعة.
- فيما شهد السبت الماضي مقتل 1532 سورياً خلال أقل من 24 ساعة بينهم أطفال ونساء، وفق ما وثقه المرصد السوري.
– حرب المياه وشرق أوسط جديد:
وفي جنوب سوريا، واصلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي” احتلال مناطق سورية خلف ما يعرف “بالخط البنفسجي” باتجاه محافظات القنيطرة ودرعا حيث تمكنت قوات الاحتلال أمس الأول من السيطرة على كامل موارد المياه العذبة في سوريا بعد سيطرتها على قرية سد المنطرة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية ان قوات الاحتلال سيطرت بشكل كامل على منابع المياه السورية، مما دفع أهالي ريف درعا لتسيير انتفاضة شعبية احتجاجاً على احتلال قوات الاحتلال لمنابع المياه التي تعتبر من أعذب المياه في العالم في حوض اليرموك ودرعا والقنيطرة
المحللون الساسة أكدوا ان قوات الاحتلال “الإسرائيلي” سعت من خلال غاراتها الغير مسبوقة طوال الأسبوعيين الماضيين الماضية لتدمير البنية التحتية العسكرية السورية لضمان بقاء أي جيش أو فصيل سوري مسلح ضعيفاً لعقود طويلة بعد افراغه من أسلحته الاستراتيجية وقدراته على حماية أرضه والصمود في أي عدوان مرتقب، ومن جهة لخرى سعى الكيان الصهيوني إلى اغراق سوريا في حالة من الفوضى والاقتتال مما يمكنه من احتلال أراضيه واستباحة سيادته.
وعلى ما يبدو أن تلك الغارات مهدت الطريق لكيان الاحتلال للسيطرة على منابع المياه السورية العذبة في إطار تنفيذ ما أعلن عنه قادة وجنرالات الاحتلال عن مشروع بناء شرق أوسط جديد يضمن لها السيطرة على منابع المياه في المنطقة بدءاً من السيطرة على نهر الليطاني في لبنان وحوض اليرموك السوري ونهر الفرات ودجلة في العراق ونهر النيل في مصر.
– هل تبقي للسوريين في الجنوب أرض يحكمونها:
وأكد سكان محليون ومصادر إعلامية، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال احتلت خلال الأسبوع الماضي فقط 600 كيلومتر/مربع داخل الأراضي السورية ووضعت نقاط عسكرية في ريفي القنيطرة ودرعا وريف دمشق أبرزها نقطتين عسكريتين في حوض اليرموك المائي أخر منابع المياه العذبة في سوريا، و 13 نقطة عسكرية في مناطق أخرى في الجنوب السوري.
وأفاد ناشطون سوريون ووسائل إعلامية، أن جنود صهاينة برفقة آليات حربية توغلت إلى بلدات بلدة جباتا الخشب وسوسة قرية قصيبة ونعيمية كودنة وكذا مناطق في القطاع الأوسط من القنيطرة.
وتُعد التوغلات الصهيونية الكبيرة التي بدأت من السيطرة على كامل هضبة الجولان وجبل الشيخ الاستراتيجي ومناطق عدة من محافظة القنيطرة وصولا إلى بعد 20 كم من العاصمة دمشق والتمدد باتجاه محافظات درعا ومدن سورية أخرى خرقًا لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سوريا وكيان الاحتلال عام 1974، والتي تُدار بموجبها المنطقة منزوعة السلاح “الخط البنفسجي”.
المصدر: وكالة الصحافة اليمنية