“تقرير“| لماذا تصر واشنطن على عقد برلمان البركاني في عدن..!
أبين اليوم – تقارير
بات البرلمان اليمني أحد أهم الهواجس الأمريكية، إذ تلقي بكل أوراقها لإعادة لملمة شتات أعضائه ولو بدون نصاب قانوني، لكن ما الذي قد يشكله البرلمان في معركة باتت أمريكا ذاتها الطرف الأضعف فيها؟
خلال الأسابيع الأخيرة، كرس السفير الأمريكي إلى اليمن، ستفن فاجن، والمبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ جزء كبير من لقاءات بالبرلمان وتحديداً الجزء القليل الذي هاجر خارج اليمن، وكل العناوين التي تطرح من قبل الأمريكيين حتى اللحظة هو عقد جلساته في عدن، فماذا تريد أمريكا من ربع مؤسسة تشريعية في بلد لا يزال يحتفظ بغالبية مؤسساته في العاصمة صنعاء وتحت سيطرة ألد أعداءها؟
يدرك الأمريكيين بأن أعداد البرلمان الموالين للتحالف لا يتعدون أصابع اليد، وحتى انعقادهم لا يمنح اي شرعية ولا يحرك ساكناً في الأمر الواقع، لكنها مع ذلك تصر على السير في عقد جلساته.
من ناحية، تعتقد أمريكا بأن التئام مجلس النواب قد يحقق تقارب بين الأطراف اليمنية الموالية للتحالف والتي تخوض صراعات عميقة بينها، وتحديداً الأحزاب الرئيسية كالمؤتمر والإصلاح، لكنها بذلك تتجاهل حقيقة مهمة على الأرض تتعلق بمدى وجود تلك القوى على الأرض حتى في مناطق التحالف..
فالمؤتمر الذي كان يشكل غالبية ولا يزال كذلك ما يزال غالبية أعضائه في صنعاء وملتزمين بدستور الجمهورية اليمنية، وحتى الإصلاح لم يعد موجود إلا في مناطق محدودة كشارعين في تعز ومأرب، بينما ثمة قوى على الأرض لم تمثل في البرلمان وعلى رأسها الانتقالي الذي تحاول أمريكا انتزاع معقله وكذا ما تعرف بالمقاومة الوطنية بقيادة نجل شقيق الرئيس الأسبق ناهيك عن قوى وتجمعات سياسية واجتماعية على طول شرق اليمن وجنوبه وجميعها انتجت بعد الحرب الأخيرة.
من ناحية توحيد القوى اليمنية المهترئة فالأمر يبدو مستحيلاً في ضوء المتغيرات على الأرض، أما بخصوص شرعنة العدوان الأمريكي فالولايات المتحدة لا تحتاج لشرعنة وهي التي تقصف وتدمر اليمن وبنيته التحتية ومؤسساته المدنية منذ نحو عام وبدون الالتفات لأحد بمن فيها القوى الموالية لها..
أما فيما يتعلق باليافطة التي يرفعها المسؤولين الأمريكيين حول إعادة الأمن والاستقرار في اليمن فالدعوة لتقسيم مؤسسات البلاد لا يساعد بحل المشكلة بل يفاقمها.
فعلياً.. قد يكون تحريك ملف البرلمان ضمن أوراق المناورة الأمريكية ومحاولة الضغط على صنعاء لتقديم تنازل فيما يتعلق بالهجمات اليمنية التي باتت تشكل كابوساً لأمريكا ذاتها او ربما على القوى الجنوبية التي ترفض الانخراط بالحرب شمالاً..
فالحديث عن إمكانية شرعنة وجود قواعد أمريكية على الأرض يبدو مستبعداً فأمريكا تحتفظ أصلاً بوجود في عدة مدن ساحلية خصوصاً حضرموت والمهرة وسقطرى.
المصدر: الخبر اليمني