“تقرير“| ترتيبات لما بعد اتفاق اليمن..!
أبين اليوم – تقارير
خلال الأيام الماضية، شهد الملف اليمني حراك دبلوماسي وعسكري خصوصاً على الجهة المقابلة والمدعومة من قبل أطراف إقليمية ودولية، وكانت جميع تلك المؤشرات تنبئ بتطور إيجابي بملف السلام في اليمن رغم المحاولات الأمريكية لإعاقته.
كانت الخطوة الأولى من صنعاء، حيث تم مناقشة اللمسات الأخيرة لتنفيذ خارطة الطريق الأممية والتي تتضمن وقف لإطلاق النار وترتيبات لصرف المرتبات وصولاً إلى مفاوضات سياسية، ويبدو أن الحكومة الجديدة لم تعارض السير فيها رغم اشتراطها، كما ورد على لسان وزير الخارجية، تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على الإيرادات وصرف المرتبات ومعالجة أي قضايا تتعلق بالجانب الاقتصادي وهي مطالب قد لا تجد اعتراض لدى دوائر القرار خصوصاً في السعودية ممن يطمحون للخروج من المستنقع قبل صعود ترامب.
لم تقتصر الخطوات الأممية على صنعاء بل شملت أيضاً الرياض حيث بدأت السعودية إعادة ترتيب وضع الفصائل التابعة لها وتحالفها جنوب وشرق البلاد، حيث استدعت وزير الدفاع الأسبق بحكومة هادي وتسعى لتسليمه قيادة الفصائل الجنوبية كاملة بعد تفكيكها بالتوازي مع مساعي لتفكيك فصائل الإصلاح في الشرق واخضاعها لقيادة موحدة يتصدرها صغير بن عزيز.
هذه الترتيبات جاءت مع طرح المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جرودنبرغ خارطة الطريق في اليمن على طاولة مجلس الأمن رسمياً أو بالأحرى أعاد طرحها وقد حظيت، وفق مصادر دبلوماسية، بقبول كبير ويتوقع أن يتم السير فيها خلال الفترة المقبلة إذا ما تمكنت أمريكا من اعاقتها.
فعلياً.. كانت الأطراف اليمنية والسعودية على وشك التوقيع على الخارطة قبل أكتوبر من العام 2023، لكن مع انفجار طوفان الأقصى ودخول اليمن مع جبهة إسناد غزة قررت أمريكا قطع الطريق بوضع شرط وقف العمليات اليمنية مقابل التقدم بالاتفاق الجديد ومع انها لم تفلح في ذلك رغم القائها بكل اوراقها الدبلوماسية والعسكرية إلا أنها لا تزال تناور في ملف السلام في اليمن وآخر ذلك فرض عقوبات على رئيس لجنة الأسرى بوفد صنعاء لمنع أي تقدم بهذا الملف وربطها بأجندة أمريكية.
قد تحاول أمريكا المناورة بعدة ملفات خلال الفتر المقبلة، لكن الزخم الدولي والإقليمي يبدو أقرب إلى حل سياسي مع فشل مغامرات البحر الأحمر في تركيع اليمن أو فصل علاقته الأخوية واسناده لغزة.
المصدر: الخبر اليمني