“سيول“| ما سر المخاوف الأمريكية من التطورات المتسارعة في كوريا الجنوبية..!
أبين اليوم – سيول
صوّت برلمان كوريا الجنوبية، السبت، لصالح مقترح عزل الرئيس، يون سوك يول، بسبب إعلانه قبل نحو أسبوع الأحكام العرفية ثم رفعها لاحقاً، الأمر الذي يثير مخاوف واشنطن إزاء الاضطرابات في كوريا الجنوبية الحليف القوي للولايات المتحدة الأمريكية في شرق آسيا. وفقاً لما نشرته وكالات الأنباء الدولية.
وحسب كالة “يونهاب” الرسمية في سيول، أنّ “الجمعية الوطنية مررت مقترح عزل الرئيس يون سوك يول”، مشيرةً إلى موافقة 204 أصوات ورفض 85 صوتاً وامتناع 3 أصوات عن التصويت، و8 أصوات باطلة، وذلك بالتزامن مع تجمع الآلاف من المتظاهرين في شوارع العاصمة الكورية الجنوبية سيئول.
وقال زعيم الحزب الديمقراطي (قوة المعارضة الرئيسية) في البرلمان، بارك تشان داي، إنّ “إجراءات العزل اليوم تمثّل انتصاراً عظيماً للشعب والديمقراطية”.
ومن المقرر أن يتولى رئيس الوزراء، هان داك سو، منصب الرئيس بالنيابة، وبموجب قرار العزل فقد تم تعليق عمل يون في انتظار قرار المحكمة الدستورية المصادقة على فصله في غضون 180 يوماً. وإذا وافقت المحكمة الدستورية على عزله، يُصبح يون سوك يول، ثاني رئيس يتمّ عزله في تاريخ كوريا الجنوبية، بعد بارك جون هايي في العام 2017.
وكان الرئيس يون (63 عاماً) قد أحدث صدمة في كوريا الجنوبية عندما أعلن فرض الأحكام العرفية ليل الثالث إلى الرابع من ديسمبر الجاري، مرسلاً الجيش إلى البرلمان لمنع النواب من الاجتماع هناك، وكان بقاء الجيش قد أفشل البرلمان في إصدار مذكرة عزل أولى قدمتها المعارضة في الـ7 من ديسمبر من الشهر نفسه.
وأثار إعلان الرئيس يون حالة من السخط الذي ينذر بالاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية وسقوط النظام السياسي، وهو ما يهدد الاستقرار في البد الذي يعد حليفا ديمقراطياً رئيسياً للولايات المتحدة، وهو ما بدا جلياً في التصريحات الإعلامية لواشنطن إزاء الأوضاع في سيئول.
ووفقاً لتقرير نشرته شبكة الـ “CNN” الأمريكية، فإن التطور في سيول فاجأ واشنطن، فهذا الواقع مزعج بالنسبة للجيش الأمريكي، الذي يضم نحو 30 ألف جندي وأكبر قاعدة له في الخارج في كوريا الجنوبية، والتي تعمل كحائط صد ضد عدوانية كوريا الشمالية والصين في منطقة ذات أهمية استراتيجية.
ونقلت شبكة “CNN” عن العقيد الأمريكي المتقاعد سيدريك ليجتون، قوله: إن “أي حالة من عدم الاستقرار في كوريا الجنوبية لها تداعيات كبيرة على سياساتنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، مشيرا إلى استعداد القوات الأمريكية في البلاد لسيناريو “القتال ” ضد كوريا الشمالية.
وأضاف ليجتون: “كلما قل الاستقرار في كوريا الجنوبية، كلما ساءت الأمور بالنسبة لنا لتحقيق أهداف سياستنا”.
وبعد تراجع يون عن إعلان فرض الأحكام العرفية في البلاد، أعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي عن “الارتياح” بعد أن عكس يون مساره بشأن ما وصفه المتحدث باسمه بأنه “إعلانه المثير للقلق”، مضيفاً أن “الديمقراطية هي أساس” التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. حسب
وقالت الخبيرة البارزة في مركز ستيمسون للأبحاث في واشنطن راشيل مينيونج لي: “من المرجح أن تثير تصرفات يون تساؤلات حول موثوقية كوريا الجنوبية وقابليتها للتنبؤ كحليف وشريك في نظر الولايات المتحدة واليابان”.
وأضافت: “هذا أمر خطير في ضوء حقيقة وجود مكون نووي أقوى من أي وقت مضى في التحالف (بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية)”، مشيرة إلى آلية عام 2023 لترقية التعاون في مجال الردع النووي بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، التي لا تمتلك أسلحتها النووية الخاصة، ولكنها تعتمد على الترسانة الأمريكية.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سعى بجد خلال فترة ولايته لتعزيز الشراكة الأمريكية مع كوريا الجنوبية، حيث التقى بيون عدة مرات، مشيرًا إلى الزعيم الكوري الجنوبي باعتباره “صديقا عظيما”.
كما تضمنت جهود بايدن قمة تاريخية في 2023 في كامب ديفيد مع اليابان وكوريا الجنوبية، حيث تمكن الرئيس الأمريكي من تجاوز انعدام الثقة التاريخي بين حليفي الولايات المتحدة للتوسط في تعزيز التنسيق الثلاثي.
وأشار تقرير شبكة الـ CNNلأمريكية، إلى أنه من المرجح أن يراقب القادة في بيونغ يانغ وبكين وموسكو التطورات في سيول مع التركيز على قدرتها على تقويض معقل رئيس للقوة الأمريكية في المنطقة.