“تقرير“| بعد دخول فصائل المعارضة المسلحة إلى دمشق.. سوريا بين خيارين..!
أبين اليوم – تقارير
دخلت فصائل المعارضة المسلحة السورية فجر يوم الأحد الى العاصمة دمشق، وسيطرت على جميع المرافق الحيوية والحكومية فيها، وتزامن ذلك مع أنباء اشارت إلى مغادرة الرئيس بشار الأسد إلى جهة غير معلومة.
– مستقبل سوريا، بل وحتى المنطقة، مرتبطان وبشكل وثيق بسلوكيات تعامل الفصائل المسلحة مع الشأن الداخلي السوري، لما لسوريا من مكانة وموقع استراتيجي في غاية الأهمية في المنطقة، فانعدام الأمن فيها يعني بالضرورة إنعدام الأمن في المنطقة والعكس صحيح.
– تقع على الفصائل المعارضة المسلحة التي دخلت دمشق، مسؤولية خطيرة، فابامكانها تجنيب سوريا الويلات، التي حلت ومازالت تحل ببعض بلدان منطقتنا منذ أكثر من عقد، عبر عدم السماح لجهات لا تضمر الخير لسوريا وشعبها، وعلى رأس هذه الجهات الثنائي الأمريكي الاسرائيلي، الذي يعمل ليل نهار، لكي تعصف الفوضى بربوع سوريا، حتى تتوفر الأرضية لتنفيذ أجندته الخبيثة.
– تطورات الأحداث حتى الآن، رغم وجود بعض المظاهر السلبية، تميل الى احتمال ان ترجح كفة العقلانية والحكمة على الانفلات والفوضى، ومن هذه التطورات البيان الذي تلاه رئيس الحكومة الحالي محمد غازي الجلالي، فجر أمس الأحد والذي أعلن فيه عن استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي إجراءات تسليم للسلطة.
كما أعلن عن مد يده إلى المعارضين بعد إعلانهم عدم التعرض لأي مواطن. واعرب عن أمله بأن يفكر جميع السوريين بعقلانية بشأن مصلحة وطنهم، والحفاظ على مؤسسات الدولة لأن سوريا ملك للكل.
– ليست هناك من جهة في المنطقة تتمنى ان تسود الفوضى وانعدام الأمن في سوريا سوى الكيان الاسرائيلي، الذي يتربص بسوريا كوجود، بهدف قضم المزيد من ارضيها، وليس هناك من دليل أوضح على ذلك، من تحركات جيش الاحتلال وتصريحات رئيس وزراء هذا الكيان بنيامين نتنياهو، خلال يوم أمس فقط. فقد تواصلت الإعتداءات الاسرائيلية على سوريا بذرائع شتى، حيث استهدف العدو الصهيوني قاعدة خلخلة الجوية في جنوب سوريا، ومواقع في حي المزة، وفي منطقة جبل قاسيون في العاصمة السورية دمشق، والقاعدة الجوية الرئيسية الواقعة شمال مدينة السويداء، والتي تضم مخزوناً كبيراً من الصواريخ والقذائف التابعة للقوات المسلحة السورية، في إصرار لافت على تدمير قدرات سوريا العسكرية.
– اللافت أكثر أن العدو الاسرائيلي تمادى أكثر من ذلك عندما كشر عن انيابه، وأثبت أنه عدو لسوريا كبلد وجغرافيا ووجود وشعب، بغض النظر عن طبيعة النظام في دمشق، حيث أعلن نتنياهو وبصريح العبارة، كما نقلت عنه وكالة رويترز :” انتهاء اتفاقية فك الاشتباك مع سوريا لعام 1974″، واصدر أوامره بالاستيلاء على المنطقة العازلة في الجولان، وقام بنشر قواته في المنطقة. بينما أكدت العديد من المصادر دخول دبابات الاحتلال إلى بلدة خان أرنبة ومناطق أخرى في القنيطرة السورية.
– ما حصل خلال الساعات الماضية في الجولان المحتل، والعدوان الاسرائيلي المتواصل على سوريا لتدمير عناصر قوتها، هو ما كانت تحذر منه طهران دائماً، وخاصة عندما استخدم الثنائي الأمريكي الاسرائيلي ورقة “داعش” لتهديد سوريا كوجود.
– ما تشهده منطقة الجولان من عدوان صهيوني سافر واطماع صهيونية باتت مكشوفة بالاراضي السورية، وكذلك العدوان الصهيوني على لبنان رغم قرار وقف إطلاق النار، والعدوان الصهيوني على غزة، رغم الادانة الواضحة لنتنياهو كمجرم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، كل ذلك يؤكد صوابية موقف ايران في دعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي ومحور المقاومة، فهذا العدو لا يمكن أن يقف عند اي حدود، الا حدود القوة.
– اليوم هناك خياران أمام سوريا، الأول خيار مواصلة الصراع العسكري بهدف الانتقام وصولاً للفوضى ومن ثم الانهيار والتشتت، والثاني خيار انهاء الصراع العسكري، والبدء بحوارات وطنية بمشاركة كافة أطياف المجتمع السوري، للوصول الى تشكيل حكومة شاملة تمثل كافة أبناء الشعب السوري، وتضمن أمن جميع المواطنين السوريين ورعايا الدول الأخرى، وكذلك الحفاظ على حرمة الأماكن الدينية المقدسة، وكذلك حماية الأماكن الدبلوماسية والقنصلية وفقاً لمعايير القانون الدولي.
– أحداث الجولان المحتل خلال اليومين الماضية اثبتت للسوريين أن عدوهم الأول والأخير هو الكيان الصهيوني، الذي يتربص بهم الدوائر، في الوقت الذي تتعامل ايران مع سوريا كدولة مهمة ومؤثرة في منطقة غرب آسيا، ولا تدخر ايران جهداً للمساعدة في إرساء الأمن والاستقرار فيها، وستواصل مشاوراتها مع كافة الأطراف المؤثرة في المنطقة، من أجل تحقيق هذا الهدف، فالعلاقات بين إيران وسوريا لها تاريخ طويل وكانت دائماً ودية، ومن المتوقع أن تستمر هذه العلاقات في المستقبل، ومن أجل ذلك ستتابع ايران التطورات في سوريا بدقة، لستتبنى النهج والمواقف المناسبة وفقا لها.
المصدر: العالم