“تقرير“| ماذا بعد رحيل الأسد..!
أبين اليوم – تقارير
مع دخول الفصائل المسلحة للعاصمة السورية، ورحيل الرئيس بشار الأسد، تكون دولة عربية أخرى قد دخلت منعطف جديد ضمن خارطة تغيير الشرق الأوسط التي يتبناها رئيس الحكومة الإسرائيلية وتنفذ بأيدي أمريكية – إسلامية وعربية فأي مستقبل ينتظر سوريا..!
حتى اللحظة لا يزال المشهد ضبابياً، باستثناء بروز عمليات اقتحام المؤسسات العامة في العاصمة دمشق، إضافة إلى التصفيات والعمليات الانتقامية في بعض المدن، والمشهد الوحيد البارز أيضاً هو انتشار المسلحين على شكل أفواج وجماعات في شوارع المدن الرئيسية ضمن خطط لبدء تقاسمها كغنيمة.
واقعياً.. ثمة 46 فصيل مسلح من مختلف التكتلات المذهبية والطائفية والقوى الانفصالية صدرت إلى المشهد خلال لحظات السقوط الأخير، وجميعها تتبع طرف رئيس بالصراع الدولي بالوكالة من تركيا إلى أمريكا وروسيا وحتى الاحتلال الإسرائيلي..
فعلياً.. لا تبدو تلك الفصائل على قلب رجل واحد كما يحاول المخرج إظهار المشهد، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاقها من قلب إدلب ظلت تخوض اشتباكات بينية برزت في حلب حيث اندلعت مواجهات بين ما يعرف بالجيش الحر المحسوب على جماعة “الاخوان” ويتبع تركيا مباشرة وفصائل كردية انفصالية تعرف بـ “قوات سوريا الديمقراطية” ومدعومة أمريكياً قبل ان يتدخل الرعاة لوأدها.
على الرقعة الجغرافية لسوريا، ثمة عشرات الفصائل التي تفرض كلا على حدة سيطرتها على أجزاء من الدولة، من الشرق حيث تتمركز الفصائل الكردية المنادية بالانفصال وهي قوة رئيسية تسعى للاستحواذ على 40% من الجغرافيا السورية وفقاً تقارير إعلامية، ومثلها القاعدة وداعش اللاتي غيرت أسماء فصائلهما المشاركة في المعركة كـ”العصائب الحمراء” وغيرها..
وثمة في الجنوب السوري ما تعرف بـ”غرفة عمليات الجنوب” ومثلها في الشمال “إدارة العمليات المشتركة” وفي الوسط لكل محافظة فصيل يحدد اسمها وسلطتها.
إعلامياً.. تحاول أمريكا إدارة الفوضى التي طبختها على نار هادئة عبر تصدير أبرز زعماء الجماعات الإرهابية المصنف على رأس لائحة الإرهاب، أبو محمد الجولان، والذي يقود جبهة تحرير الشام والنصرة سابقاً.
كانت أمريكا وضعت نحو 10 ملايين دولار مقابل من يدلي بمعلومات عنه، لكنه عاد فجأة إلى المشهد وبحماية أمريكية أيضاً وهي اليوم تعيد تسويقه لشرعنة توليه السلطة في سوريا وقد ظهر لأول مرة على شبكة “CNN” الإخبارية يدافع على تصنيف جماعته “إرهابيا” ويعد بتحالفات مع أمريكا ذاتها وحماية مصالحها.
قد يكون ثمة في الكواليس من يعيد تفصيل المشهد في سوريا اذا ما تم النظر لاجتماعات الدوحة ورعاة اتفاق استانا مع انهم بارزين في المشهد، لكن يبدو بأن المخرج أمريكياً لا يحاول الظهور وهو يدير من خلف الكواليس وقد نجح بإلقاء اتفاقيات الدوحة بعيداً وفرض واقع جديد على الأرض السورية.
YNP