“تقرير“| هل حطم اليمنيون أسطورة “القوة البحرية التي أخضعت العالم“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ عبدالله محيي الدين:
بوتيرة أعلى وقدرات أكبر، تتواصل عمليات قوات صنعاء المساندة للمقاومة الفلسطينية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، بعد أكثر من عام على حشد أمريكا لقواتها البحرية والمدمرات وحاملات الطائرات التابعة لها إلى المنطقة وإعلانها عن تكفلها بالقضاء على قدرات قوات صنعاء ومنعها من تنفيذ عملياتها ضد الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر.
لكن ما حدث خلال الفترة الماضية هو أن هذه القطع البحرية الأمريكية التي قدمت لتنفيذ المهمة المعلن عنها باتت هي الهدف الذي تطاله هجمات قوات صنعاء بشكل متكرر، وباتت إمكانية حماية نفسها من صواريخ ومسيرات قوات صنعاء، غاية بحد ذاتها، ومع ذلك لم تتمكن من تحقيقها.
ومع تكرر استهداف قوات صنعاء للقطع البحرية الأمريكية من مدمرات وحاملات طائرات، والتي كان آخرها استهداف ثلاث مدمرات مطلع الأسبوع الجاري توالت التحذيرات الأمريكية من أن الهزائم التي تتعرض لها البحرية الأمريكية سوف تتكرر وربما بصورة أكبر وأكثر خطورة، بالنظر إلى التنامي والتطور المستمر لقدرات قوات صنعاء، واكتسابها خبرات في تجاوز دفاعات القطع البحرية الأمريكية عن نفسها، الأمر الذي يمثل خطورة كبيرة نظراً لإفقاد هذه المدمرات تفوقها الدفاعي، ويسهل عمليات استهدافها في مناطق انتشارها حول العالم.
ونظراً للتطور الكبير لقدرات قوات صنعاء، والتي أصبحت تشكل تهديداً خطيراً للهيمنة البحرية الأمريكية، دعت مجلة أمريكية إلى عدم الاستخفاف بالحوثيين في إطار القتال والمواجهة مع قوات البحرية الأمريكية وحلفائها في البحر الأحمر، بهدف الضغط على جيش الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب على غزة ولبنان.
وقالت مجلة “ذا ناشيونال انترست” في تحليل لها، إنه “سيكون من غير الحكمة لأي شخص أن يقلل من شأن قدرات الحوثيين، والذين يسيطرون الآن على مساحات شاسعة من اليمن.
مضيفة: “يجب أن تتوقع حاملات الطائرات المنتشرة في المنطقة التعرض لإطلاق النار من صواريخ أكثر تقدمًا على نحو متزايد”.
واستشهدت المجلة بقول وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون الاستحواذ والدعم بيل لابلانت لصحيفة “ذا كرادل” التي تتخذ من الشرق الأوسط مقراً لها: “إن الصواريخ اليمنية قادرة على القيام بأشياء مذهلة. أنا مهندس وفيزيائي، وقد عملت في مجال الصواريخ طوال حياتي المهنية. وما رأيته مما فعله الحوثيون في الأشهر الستة الماضية هو أمر صادم للغاية”.
وكان معهد المشروع الأمريكي لأبحاث السياسة العامة (AEI)، قد أكد في تحليل للباحث “بريان كارتر”، أن “الولايات المتحدة وحلفاؤها فشلوا في منع تعزيز القدرات العسكرية للحوثيين منذ عام 2015″، مضيفاً أن “الحوثيين تحولوا من ميليشيا صغيرة في الجبال الشمالية في اليمن إلى تهديد استراتيجي كبير له علاقات بخصوم الولايات المتحدة المتعددين”.
وأكد التحليل الأمريكي أن الهجمات التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن منذ 12 يناير الماضي، لم تتمكن من ردع قوات صنعاء، أو من وصفتهم بالحوثيين، والذين قال إنهم “قد جمعوا رؤى مهمة حول تشغيل الدفاعات الأمريكية ضد أنظمة الهجوم الخاصة بهم من جميع الأنواع.
ومن المؤكد تقريبًا أن الحوثيين سيستغلون هذه الرؤية لتحسين فعالية هجماتهم الخاصة وتقديمها لخصوم الولايات المتحدة الآخرين. وفي الوقت نفسه، ستواصل العمليات الحوثية المتواصلة في الشرق الأوسط صرف الانتباه عن الجهود الأمريكية لإعطاء الأولوية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، كما فعلت بالفعل منذ أكثر من عام”.
وقال المعهد الأمريكي: “إن حملة الهجوم الحوثية التي استمرت عامًا ستوفر بيانات ودروسًا يمكن للحوثيين وخصوم الولايات المتحدة الآخرين استخدامها لتحسين فعالية هجماتهم على السفن البحرية الأمريكية والمنشآت البرية في المستقبل..
مضيفا: “توفر هذه الهجمات للحوثيين وربما داعميهم، قدرًا هائلاً من البيانات حول كيفية استجابة الدفاعات الجوية الأمريكية وحلفائها للصواريخ والطائرات بدون طيار.
وتابع التحليل: “وبالمثل، يمكن للحوثيين مشاركة هذه البيانات مع الروس في مقابل بيانات الاستهداف الروسية للسفن في البحر الأحمر. ومن المؤكد أن الدروس المستفادة من هذه البيانات ستُستخدم ضد دفاعات البحرية الأمريكية في المستقبل ويمكن أن تفيد العمليات المعادية ضد الدفاعات البرية الأمريكية المضادة للطائرات بدون طيار والصواريخ أيضًا”.
وتعكس تلك التحذيرات الأمريكية من الوضع الصعب الذي تعاني منه القوات البحرية الأمريكية في مواجهة هجمات قوات صنعاء حجم المخاوف لدى واشنطن من المآلات التي تنتظر قواتها البحرية في حال استمرت في خوض الحرب مع قوات صنعاء، والتي قد تتوج بإسقاط أسطورة القوات البحرية التي أرعبت العالم، وتؤدي إلى كشف الثغرات الدفاعية التي تعاني منها، الأمر الذي سيقضي على سمعتها تماماً.
YNP