“تقرير“| ما دلالة تعافي حكومة صنعاء وانهيار عدن اقتصادياً..!

6٬909

أبين اليوم – تقارير 

تدخل اليمن منحنى جديد مع قرار السلطة في صنعاء إتخاذ مزيد من خطوات التعافي الاقتصادي بينما تترنح عدن على حافة الانهيار.

صنعاء التي خاضت حرب لنحو 10 سنوات ضد تحالف من 17 دولة ولا تزال تتعرض للحصار مع توسيع معركتها ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب تحالف بريطاني – امريكي – غربي، أعلنت تواً قرارها صرف مرتبات من  الشهر الجاري وهي خطوة تعكس حجم التعافي لدى الدولة هناك.

هذا وفق ما تحدثت به مصادر مقربة من رئيس الحكومة الجديدة ليست بناء على فرض مزيد من الضرائب أو الجمارك بل بناء على التقشف.

لم يكن هذا الإعلان مفاجئاً وليس مرتبطاً بالتقارير حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مع السعودية، فمنذ نجاح القيادة الثورية بقلب المعركة عسكرياً عملت على إعادة بناء هياكل الدولة وقطاعاتها وعلى رأسها القطاع الاقتصادي.

اليوم وبعد سنوات من الحرب والحصار تزرع صنعاء حصاد نجاحها في إدارة الدولة رغم محدودية الإمكانيات المالية في ضوء سيطرة فصائل التحالف على مناطق النفط، وسط مؤشرات على إمكانية تجاوز اليمن للمحنة قريباً.

هذه صورة مباشرة بالنسبة للملايين حول اليمن فهي لن تعيد للموظفين رواتبهم التي قطعها التحالف في العامة 2016 عندما قرر نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن بل ستعيد الدورة المالية للقطاع الاقتصادي وتحرك عجلة الاقتصاد مجدداً.

وخلافاً للصورة الناضجة في شمال اليمن تبدو عابسة في جنوبه، حيث حكومة عدن المدعومة من دول إقليمية ودولية وتستحوذ على عائدات الموانئ والمطارات والمنافذ البرية إضافة إلى كتلة ضخمة من عائدات النفط في البنك الأهلي السعودي ناهيك عن تريليونات من العملة الجديدة المطبوعة خارج التغطية والاحتياطات النقدية في الخارج تقف عاجزة عن صرف مرتبات من لا يتجاوزون 10% من حجم موظفي اليمن في مناطق سيطرتها ولم تستطيع حتى وقف انهيار العملة المحلية التي تجاوزت أسعارها اضعاف سعرها في صنعاء نقابل العملات الأجنبية.

قد تكون المسميات واحدة في شمال وجنوب اليمن للسلطات التي تدير الوضع في كلتا الضفتين، لكن يبقى ثمة فرق بين من يدير البلاد بعقلية الدولة ومن يديرها عبر لصوص وفاسدين كل همهم جني أكبر قدر من الأموال وتحويلها للاستثمار في الخارج وهذا الفارق يكشف حجم الأخلاق لكل من حكومتي صنعاء وعدن والوجه الحقيقي لكليهما..

فهنا تعمل الحكومة على قدم وساق لتقديم الأفضل بينما هناك تستعد للهروب مجدداً.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com