“تقرير“| لماذا اغتالت الحركة الصهيونية الرئيس الأمريكي السابق “جون كينيدي“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
في تذكُّرِهم لمقتل الرئيس الأسبق للولايات المتحدة، جون كينيدي، في ذكرى اغتياله التي مرت قبل أيام، يتحدث المحللون الأمريكيون هذا العام وبكثرة عن أن كيان الاحتلال هي من دبرت ذلك الحادث قبل واحد وستين عاماً، فقد قتل خلال مرور موكبه في أحد شوارع دالاس، في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1963م،
مشيرين إلى أن كينيدي هو آخر رئيس أمريكي حاول تفكيك القوى السرية الغامضة داخل الإدارة الأمريكية، والتي تتحكم بالشؤون العالمية، خصوصاً وكالة الاستخبارات المركزية المرتبطة بالموساد الإسرائيلي، اللذين طالما خدما- ولا يزالان- طموحات الحركة الصهيونية التي هددت الاستقرار العالمي، مؤكدين أن كينيدي دفع ثمن ذلك، حيث أدرك خطر البرنامج النووي السري لكيان الاحتلال، وأصر على تفتيش مفاعل ديمونا.
وفي سياق هذه الأحاديث التي تداولها محللون أمريكيون خلال الأيام الماضية، نشر موقع “ذا أيسلندر” مقالاً للكاتب ورجل الأعمال الأمريكي جيري نولان، عنوانه: “جون كينيدي: آخر رئيس مستقل والحرب ضد الدولة العميقة”، جاء فيه أن العالم شهد في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1963م، ما وصفه بأعنف إسكات لزعيم تجرأ على تحدي القوى السرية التي تدير الشؤون العالمية..
في إشارة إلى الرئيس الأمريكي جون كينيدي الذي تم اغتياله في ذلك التاريخ، مؤكداً أن مقتله “لم يكن نتيجة لكارثة خليج الخنازير أو التشابكات المافياوية فحسب؛ بل كان تتويجاً لمحاولاته الجريئة لتفكيك الهياكل الغامضة للسلطة، ولا سيما وكالة الاستخبارات المركزية والموساد، ومواجهة طموحات إسرائيل التي هددت الاستقرار العالمي”.
وأشار الكاتب إلى أن رئاسة كينيدي شكلت “حقبة نادرة من الاستقلال الحقيقي في القيادة الأمريكية، فقد عرف خطورة البرنامج النووي السري الإسرائيلي في ديمونا، مدركاً أن ترسانة نووية غير خاضعة للرقابة في الشرق الأوسط من شأنها أن تشعل سلسلة من الانتشار النووي، وتزعزع استقرار المنطقة وخارجها”.
وقال إن “سلسلةً من المراسلات مع رئيسي الوزراء الإسرائيليين ديفيد بن جوريون وليفي إشكول، كشفت أن كينيدي كان ثابتاً على موقفه، مطالباً بالشفافية والتفتيش المنتظم لمنشأة ديمونا، ومحذراً من أن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل لن يظل ثابتاً إذا لم تمتثل الأخيرة”، مؤكداً أن تلك المواجهة التي خاضها كينيدي لم تكن مجرد موقف دبلوماسي، بل كانت معركة من أجل روح الأمن الدولي، حسب وصفه.
وأضاف أن “رفض الحركة الصهيونية التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية يتناقض بشكل صارخ مع دول مثل إيران، التي لا تزال موقعة على المعاهدة رغم التشهير المستمر بها”..
لافتاً إلى أن هناك نفاقاً صارخاً أيضاً، يتمثل في أن إسرائيل بقدراتها النووية الغامضة تفلت دائماً من العقاب، بينما تواجه إيران عقوبات وتهديدات بسبب طموحاتها النووية المدنية، مؤكداً أن “كينيدي تنبأ بهذا الازدواج وسعى إلى منع التسلح النووي في الشرق الأوسط، مدركاً أن مثل هذه النتيجة من شأنها أن تدفع بالبشرية إلى الفناء”.
نولان أكد أنه ومع اقتراب ما وصفه بساعة القيامة، “تتردد أصداء تحذيرات كينيدي بوضوح مخيف. لقد قادتنا مؤامرات الدولة العميقة إلى حافة الهاوية، حيث تعمل الحروب بالوكالة والعمليات السرية كشريان حياة لمجمع عسكري صناعي خالٍ من المساءلة”..
مضيفاً أن “الكيانات التي سعى كينيدي إلى تفكيكها انتشرت واندمجت في نسيج الحكم العالمي، مما أدى إلى إدامة الصراعات من أوكرانيا إلى لبنان التي تدفعنا إلى الهاوية”.
وتابع: “لم يكن اغتيال كينيدي مجرد إسكات لرجل، بل كان قمعاً لرؤية، رؤية لعالم حيث يمكن للدول ذات السيادة أن تسعى إلى السلام بدون التهديد الصارخ المتمثل في الانتشار النووي السري”..
مؤكداً أن مقتله “كان انتصاراً للقوى نفسها التي سعى إلى احتوائها، مما أرسى سابقة للتوسع غير المقيد للوكالات السرية وتطبيع الخداع الذي ترعاه الدولة”.
ولفت نولان إلى أنه في إحياء ذكرى إرث كينيدي، “يجب علينا مواجهة الحقائق غير المريحة التي ألقى الضوء عليها. إن الطريق إلى منتصف الليل ممهد بتواطؤ أولئك الذين يغضون الطرف عن نفاق نظام الفصل العنصري النووي والقوة غير المقيدة التي تتمتع بها وكالات الاستخبارات”..
داعياً إلى إعادة إشعال فتيل النضال ضد ما وصفها بالقوى الخبيثة، والمطالبة بالشفافية، و”السعي إلى عالم لا يُستخدَم فيه شبح الإبادة النووية كأداة للاستراتيجية الجيوسياسية”..
مضيفاً: “بينما نقف على حافة الهاوية، دعونا نتذكر شجاعة كينيدي في مواجهة الأيدي الخفية التي توجه عالمنا، دعونا نوجه هذه الشجاعة لتحدي الوضع الراهن، وكشف النفاق، وإنقاذ البشرية من حافة الهاوية. إن الوقت يمر بسرعة، لكن إرث المقاومة لا يزال باقياً”.
YNP