ما هي حركة “حباد“ التي ينتمي إليها الحاخام المقتول في الإمارات..!

5٬788

أبين اليوم – وكالات 

3 أيام من البحث والتحقيق حتى صباح الأحد، حين عثرت السلطات الإماراتية على جثة الحاخام اليهودي الشاب تسيفي كوغان، الذي كان في طريقه لمتجر محلي بهدف الإشراف على إجراءات “الكوشر” (الحلال) للبضائع لديه.

ووصفت سلطات الاحتلال الإسرائيلية بمختلف المواقع هذه العملية بأنها “إرهابية” وتمثل جريمة من جرائم “معاداة السامية”.

وقالت منظمة “حباد Chabad” اليهودية، إن “الحاخام البالغ من العمر 28 عاماً، كان مبعوثها في دولة الإمارات، ويقيم في العاصمة أبو ظبي”.

وعمل كوغان، الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والمولدوفية، جنباً إلى جنب مع الحاخام ليفي دوشمان، كبير الحاخامات في الإمارات العربية المتحدة، ومبعوثين آخرين من “حباد”، لسنوات عدة في تأسيس وتوسيع الحياة اليهودية داخل الإمارات.

وأضافت المنظمة أن كوغان انضم إلى “حباد” عن طريق زوجته ريفكي، بعد زواجهما عام 2022. وبحسب نقابة الأخبار اليهودية (جي أن أس)، فإن زوجة كوغان هي ابنة أخت غابي هولتزبرغ، مبعوث “حباد” الذي قتل في مدينة مومباي الهندية عام 2008.

وقال مواطن إسرائيلي على معرفة بكوغان، لموقع “واي نت” العبري، إن القتيل كان “رجلاً لطيفاً ونشطاً جدا في المجتمع”، كما كان يُدير محل بقالة (سوبرماركت) في أبوظبي يقدم بضائع “كوشر” للمجتمع اليهودي في البلد العربي الذي بدأ تطبيع علاقاته بكيان الاحتلال قبل أربع سنوات ضمن “اتفاقيات إبراهيم”.

وأشارت منظمة “حباد” إلى دور فرعها الإماراتي في تأسيس أول مركز تعليمي يهودي في الخليج العربي، وجعل طعام “الكوشر” (الطعام المحلل تناوله وفق التعليمات اليهودية) متاحاً على نحو واسع في المنطقة.

ومنظمة “حباد”، يعود تاريخ تأسيسها لـ250 عاماً، وتصف نفسها بأنها “أكبر منظمة يهودية في العالم والقوة الأكثر ديناميكية في الحياة اليهودية اليوم” كما ورد في بيان على موقعها الإلكتروني.

وكلمة “حباد” اختصار عبري للقدرات الفكرية الثلاث (الحكمة، الفهم، المعرفة). ويولي النظام الفلسفي الديني للحركة أهمية كبيرة لفهم العقل واعتراف الإنسان بالخالق، والغرض الإلهي من الخلق، إضافة للدور الهام والمهمة الفريدة لكل كائن.

وتأسست “حباد،” ويُطلق عليها أيضاً “حباد-لوبافيتش”، كحركة حسيدية على يد الحاخام شنؤور زلمان عام 1772 في روسيا البيضاء.

وانتشرت الحركة في روسيا والدول المحيطة بها، حتى وصلت مختلف أرجاء العالم وكان لها تأثير في جميع جوانب الحياة اليهودية.

وخلال القرن الماضي، عانت الحركة من ملاحقات بالاتحاد السوفيتي وسياسات ألمانيا النازية، ليتغير مقرها الرئيسي بين أكثر من دولة حتى انتقل أخيراً إلى حيّ بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية عام 1940، وما زال لغاية اليوم.

وتسترشد الحركة بتعاليم قادتها السبعة (Rebbes- زعماء روحيين للطائفة الحسيدية)، الذين شرحوا الجوانب الأكثر دقة وحساسية للتصوف اليهودي، وجسدوا الصفات التوراتية القديمة للتقوى والقيادة.

الطائفة الحسيدية (حاسيديم):

نشأت في القرن السابع عشر في أوروبا الشرقية، تركز على الممارسات الروحية، والتصوف، والاتصال الشخصي بالله. أسسها الحاخام يسرائيل بعل شيم توف، الذي علم أن العبادة يجب أن تكون مليئة بالفرح والمحبة لله، وأنه يجب السعي لرباط روحي عميق من خلال الصلاة والموسيقى والعيش بفرح.

وتعتمد في الحياة على عناصر صوفية مستمدة من الكابالا، حيث يُعتقد أن كل فعل مهما كان عادياً يمكن أن يكون عبادة لله.

ووفق بيان المنظمة، لم يهتم الحاخامات المؤسسون بأنفسهم فقط، بل بمجمل الحياة اليهودية الروحية والجسدية، وأولوا الاهتمام لجميع التفاصيل مهما كانت صغيرة.

وبعد المحرقة اليهودية المزعومة (الهولوكوست)، اشتهر الحاخام مناحيم مندل شنيرسون الذي جلب تعاليم “حباد” إلى كل مجتمع يهودي تقريبا حول العالم.

والخط الجديد للحركة الذي نراه اليوم، امتداد لما تم تأسيسه في أوائل الأربعينيات، عندما عين الحاخام يوسف يتسحاق شنيرسون، الربّي السادس لـ”حباد” وهو صهره، والحاخام اللاحق منخيم مندل، لقيادة الأذرع التعليمية والخدمية الاجتماعية للحركة.

وحالياً، يوجد 4 آلاف عائلة مبعوثة من الـ”حباد” تُشرف على أكثر من 3500 مؤسسة تضم فرق عمل عدادها عشرات الآلاف، لخدمة المجتمعات اليهودية في مختلف مناطق سكنها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com