“تقرير“| ما وراء ملاحقة واشنطن لقادة حماس بالخارج.. وكيف تفاعلت معها الدول العربية والإسلامية..!
أبين اليوم – تقارير
فجأة وبدون سابق انذار، كشرت أمريكا عن انيابها الحادة لتنهش ما تبقى من قادة حماس السياسيين في الخارج والذين يفترض انهم محميون في بلدان عربية وإسلامية استضافتهم وبناء على توجيهات أمريكية، فما دوافع هذا التحرك من حيث التوقيت وكيف تفاعلت معه الدول العربية والإسلامية أيضاً..!
على مدى الأشهر الماضية من عمر الحرب الكونية على غزة، ظلت ورقة مطاردة قادة حماس ورقة بيد واشنطن التي سبق لها وان اجبرتهم على مغادرة الأردن إلى قطر وكانت تحاول بهذه الورقة ترجيح كفة الاحتلال المتعثر عسكرياً في غزة لتحقيق نصراً سياسياً، لكن قادة المقاومة رفضوا منح الاحتلال سلماً مالم يستطيع تحقيقه بالقوة، وقدموا أرواحهم فداء لنصرة المقاومة على الأرض.
لم تنجح الجهود الامريكية المتكررة بترحيل قادة المقاومة من قطر، مع ان السيمفونية الأمريكية ظلت تحضر مع كل جولة مفاوضات تتوسط فيها قطر ومصر وتقودها أصلاً أمريكا، حتى وان رفض الاحتلال المسار الأمريكي ذاته، وعندما اشتد بها الخناق امرت باغتيال اسرة رئيس المكتب السياسي في غزة ومن بعده اغتياله شخصياً خلال حضوره مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
ذهب إسماعيل هنيئة ومن بعده يحي السينوار ولا تزال المقاومة صامدة ولم يستطيع الاحتلال تحقيق أياً من أهدافه بما فيها استعادة الأسرى، واليوم ومع إعلان الاحتلال بعد أكثر من عام من القتل والتدمير نفاد خياره العسكري تحاول أمريكا إنقاذه وبالوسيلة ذاتها، لكنها رفعت وتيرة الضغط عبر ترحيل قادة المقاومة من قطر الدولة التي كان يفترض انها حضن لهم لا مكان استضافة..
واستبقت المساعي القطرية لحفظ ماء الوجه بتأمين قادة المقاومة عبر فيتو ضد تركيا الهزيلة التي كان يفترض بها أن تكون إحدى الدول الإسلامية الكبرى، ولم يتبقى سوى البوابة الإيرانية التي ظلت دائماً تُهاجم لاستضافتها المقاومة ودعمها.
قد تكون ثمة دول عربية وعلى رأسها اليمن أبدت رغبة باستضافة قادة حماس وكررت الدعوة أكثر من مرة لدوافع إنسانية واخلاقية لكن يبدو بأن للأمريكي رأي آخر، فلا يمانع نقلهم إلى دول بإمكانها الرضوخ له أو اختراقها لتصفيتهم، لكنه يرفض ارسالهم لدول تتمتع بحصانة قوية ومناعة ضد ضغوطه.
بالنسبة للأمريكيين كل الهدف من هذه التحركات هو اجبار قادة حماس على الانصياع وقد سبق له وان حاول تعرية المقاومة بتصريحات للوسطاء العرب كقطر التي ساوت بين الضحية والجلاد باتهامها حماس والاحتلال بعدم الجدية بالتوصل إلى اتفاق مع انها تدرك أصلاً بأن ليس للحركة في الخارج أي تأثير في ضوء الضربات التي تنفذها مقاومة الداخل ناهيك عن مراوغة الاحتلال ومن خلفه الولايات المتحدة.
قد تكون قطر معذورة بترحيل قادة المقاومة فهي في الأخير استضافتهم بناء على طلب الأمريكي الذي حاول ابعادهم قدر الإمكان عن ساحة المواجهة، ناهيك عن تقديم أمريكا الحماية لها..
وكذا الأمر بالنسبة لتركيا التي تسوق أقوالاً لا افعالاً تجاه الاحتلال، لكن تظل ايران رغم ما عانته مؤخراً الملاذ الآمن للمقاومة والدرع الحامي لها وهو ما يضع بقية الدول العربية والإسلامية في وضعها الطبيعي كتابعة ذليلة للاحتلال وحلفائه.
YNP