“تحليل“| هل ينجح ترامب في الصراع مع لوبي شركات العولمة..!
أبين اليوم – تحليلات ومقالات
تحليل/ د. ميخائيل عوض
من المنتظر أن يخوض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب صراعاً مع شركات العولمة العابرة للقارات للسيطرة على المؤسسات الأمريكية لفرض رؤيته وسط الكثير من التحديات نتيجة تغلل قوى “الحكومة العميقة” في مراكز صنع القرار الأمريكي..
حقق ترامب الثاني مبتغاه واحكم قبضته على الدولة الأمريكية بمؤسساتها الفاعلة.
في خطاب النصر قال؛ يستعيد الشعب الامريكي دولته. وبهذا توفرت له الفرصة والقدرة دون كثير عناء على خلاف ولايته الأولى وبينها ان لا ولاية ثالثه وتقدمه بالعمر تجعله اكثر جدية وحزماً وسرعة في وضع رؤيته ومخططاته موضع التنفيذ الفوري دون ابطاء.
المؤشرات والوقائع تؤكد أنه جاد عازم ولن يضيع الوقت:
بدأ من فوره يعلن فريقه وهذه المرة بانتقاء وثقة واتفاق على المشروع وبرجال مختبرين وموالين وهذا مؤشر ايجابي.
ضربة على رأس النظام القديم:
ابتدع وزارة لم تكن من قبل ولا طرحت على بساط البحث في أمريكا واسندها لماسك والوزارة الجديدة معنية بتطهير الإدارة الاتحادية وتشذيبها وتنقيتها وتحويلها من بيئة فساد ومرتع البيروقراطية والنفوذ السياسي والهدر الى جهاز دولة رشيقة منتجة وفاعلة والاهم تفويض واطلاق يد ماسك فيها..
والوزارة وماسك ادلة على مدى الجدية والرغبة ومباشرة الجهد في اعادة هيكلة النظام الامريكي على غير ما اسسته الشركات وحكوماتها وما يفيد لوبي العولمة وستشكل ضربة على الراس لقديم اانظام.
كما أعلن تسمية عدد من انصاره ومريديه في الوزارات الهامة وخاصة الداخلية والأمن الوطني وأمن الحدود وجاهر بسعيه لتطهير البنتاغون واخضاع الوكالات والأهم القضاء ووزارة العدل التي تمثل ركناً محورياً في الدولة العميقة وكانت بيد لوبي للعولمة واعاقته وهددت فرصه.
الصراع مع لوبي العولمة:
جدية ترامب وسرعته ومبادرته تستفز لوبي العولمة ودولته العميقة وتقطع باستحالة تدجينه، ما سيفرض على لوبي العولمة الدفاع من مصالحه وحماية نفوذه وقواعد ارتكازه والمنطقي انه أعد العدة بحساب المواجهة ومنع ترامب من تغير النظام.
– سيواجه ويعرقل ويحاول الافشال:
سيلوذ بالقضاء والقانون وبكل ما يعيق ويؤخر خطوات ترامب بما في ذلك التشجيع على التمردات واستعمال هيمنته على الإعلام، فشركاته قابضة على كبريات الشركات الاعلامية والانتاج والترويج ما سيستدعي ترامب لمعركة كاسرة مع الاعلام وبدائله بالإعلام الجديد والقمع وحجب التمويل وسيكون لماسك ومؤسساته دوراً محورياً.
للوبي العولمة أدوات قوية وضاربة ومن غير المستبعد ان يستخدمها ويوجه للترامبية ضربات تحت الحزام وكاسرة ومن غير المرجح ان يلجأ لاغتياله التي اصبحت أكثر صعوبة وبلا فائدة فقد انتصرت الترامبية وامنت نفسها في الكونغرس والشيوخ والمحكمة العليا والادارة وبنائب الرئيس الشاب والشبيه بترامب وعلى نهجه وربما أكثر حزماً وفتوة.
إذن المال والاقتصاد ستكون مسارح المواجهة ويد لوبي العولمة هي الأعلى والاقدر في المصرف المركزي فهو ملك خاص ولأرباب المصارف وول ستريت والاسهم والديون وسلاسل التوريد والشركات متعدية الجنسية والفروع والشركاء العالميين.
انفجار فقاعة السيستم الليبرالي المتوحش:
المعركة كاسرة وفاصلة بين لوبي العولمة ودولته العميقه وادواته وحلفائه ولوبي الامركة والاخطر في المال والاقتصاد والديون وسلاسل التوريد فهل تستعجل الصراعات انفجار فقاعة النظام الاقتصادي الاجتماعي بنموذجه الليبرالي المتوحش المهيمن عالمياً وقاعدته في امريكا مهددة.
اذا لعبت الشركات وحكومتها الخفية ولوبي العولمة بالاقتصاد الامريكي ودفعت فقاعته للانفجار سيهتز العالم برمته وسيدخل طوراً وحقبة جديدة مأزومة تنذر بالمخاطر الكبيرة.
ماذا عن الترامبية الثانية ومستقبل اوروبا واتحادها والحرب الاوكرانية؟.
*كاتب و محلل سياسي لبناني