“تقرير“| بين قمة الرياض وخيار المقاومة.. أيهما سيعيد لفلسطين ولبنان كرامتهما وامجادهما..!

6٬573

أبين اليوم – تقارير 

بعد نحو عام من طوفان الأقصى، بدأ المشهد في العالمين العربي والإسلامي منقسماً بين خيار ارتضته المقاومة بمحورها ودول تطبيع ترى في قممها بديل لكبح جماح الاحتلال الذي لا يتوان عن تهديدها بابتلاع أراضيها أو جزء منها، فأيهما يرجح الكفة لصالح الشعوب التي تتعرض لجرائم إبادة وأخرى مفعمة بالتطبيع؟

في السعودية، بدأت قمة عربية – إسلامية جديدة هي الثانية منذ عام، بينما على الأرض تدك المقاومة من  فلسطين واليمن ولبنان والعراق الاحتلال بالصواريخ وتنكل  بقواته حيثما حلت.

المشهد في السعودية يتم رسمه وفقا لأجندة تبحث بين أنقاض المنازل وجثث القتلى في لبنان وغزة وإرهاب لا يقتصر على البشر بل يطال الأرض أيضاً عن حل لدولتين، لا يرتضيها الاحتلال ذاته وغير مؤمن بوجودها أصلاً وليس لديه مانع بأن يوسع دولته الكبرى نحو دول عربية بما فيها حليفة له، وهذه القمة لن تكون أكثر من مجرد صورة أخرى للذكريات تجمع قادة شعوب ودول تضم نحو أكثر من مليار مسلم.

فهذه القمة نظراً للنتائج السابقة لن تفيد الفلسطينيين واللبنانيين بشيء حتى وان وجد تمثيل صوري لهما في القمة، ومسار حل الدولتين الذي تسوقه الرياض منذ أن طرحت مبادرتها بشأن فلسطين قبل سنوات هو جزء من وعود لم تتحقق منذ وطأة أقدام الاحتلال على أراضي بيت المقدس.

قد تكون السعودية وحدها المستفيدة من القمة باستعراض امكانياتها باستمرار تطويع العالمين العربي والإسلامي لأجندتها وهي ورقة مهمة في طاولة المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن الأخطر في الأمر هو حالة الانقسام التي احدثتها تلك التحركات في ظل تقارير عن مقاطعة دول وتخفيض أخرى تمثيلها.

فعلياً.. لا أحد يعول على مخرجات قمم الرياض، فلو كانت جادة بوقف الحرب لكانت فعّلت أوراق اقتصادية ودبلوماسية طرحتها دول عربية خلال القمة السابقة واسقطت من الاجندة بل واصرت الرياض على تحويل القمة العربية حينها إلى مختلطة حتى تتمكن الرياض من إعادة توجيه الدفة بما لا يثير غضب الاحتلال وحليفته الرئيسية في واشنطن.

وخلافاً.. لما يتم طباخته في الرياض وفق لمعايير أمريكية – إسرائيلية، ترسم المقاومة الإسلامية في مختلف جبهاتها مشهد مغاير لعملية السلق في الرياض، وقد قدمت قاداته قربان لحرب مفصلية ومعركة حاسمة في طريق تحرير الأقصى، وهي تحمل في كفتها دولة فلسطين واحدة غير قابلة للتجزئة ولا مكان للاحتلال فيها، ورغم المؤامرات التي تحاك ضدها إقليمياً ودولياً وإخضاع كل تقنيات العالم وقدراته العسكرية في محاولة وأدها نجحت وعلى مدى عام  كامل من اجهاض كل خطط تفكيكها بل وتنذر بتوسيع رقعة الحرب إلى دول أخرى تعتقد انها باتت بعيداً عما يدور على الأرض.

بين مسار حل الدولتين الذي تقوده دول التطبيع العربية وبين المقاومة عقود من الزمن، لكن الكفة التي أجبرت الاحتلال وحلفائه على الانسحاب تدريجياً سواء من فلسطين أو جنوب لبنان كانت المقاومة وهي الآن وحدها من تعيد صياغة الخارطة لمستقبل أكثر اشراقاً بالنسبة لسكان فلسطين ولبنان عبر تحرير ما تبقى من الأراضي المحتلة.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com