تعز| وثيقة رسمية لـ“ميزانية التغذية“ تكشف حجم الوضع الكارثي والمعاناة التي يعيشها نزلاء السجن المركزي..!
أبين اليوم – تعز
كشفت وثيقة رسمية حجم الوضع الكارثي والمعاناة التي يعيشها السجناء في محافظة تعز، الواقعة ضمن نطاق حكومة الشرعية، نتيجة النقص الشديد في الغذاء وانعدام الرعاية الصحية والازدحام الشديد في عنابر السجن المركزي بالمحافظة، مبينة أن الميزانية المقررة للسجين الواحد لتوفير ثلاث وجبات غذائية في اليوم لا تتجاوز ٧٥٠ ريالاً.
وأوضحت مذكرة صادرة من مدير السجن المركزي بتعز، المقدم عصام الكامل، ومرفوعة إلى رئيس نيابة استئناف المحافظة، بشأن الأخطار التي تواجه السجن، أن الموازنة الغذائية للسجن تتآكل من شهر إلى شهر ومن سنة إلى أخرى، وأن كمية ونوع الوجبات الغذائية التي تقدم للسجناء تتناقص باستمرار نتيجة للزيادة المستمرة للأسعار وزيادة عدد السجناء، حتى أصبح سعر الوجبات الثلاث اليومية التي تقدم للسجين الواحد لا تتجاوز ٧٥٠ ريالاً.
وأكدت المذكرة، تفاقم الوضع الصحي للسجناء الذين يقترب عددهم من (1100) سجين، نتيجة للازدحام وسهولة انتقال العدوى، كما أن السجناء كبار السن يعانون من الأمراض المزمنة، فيما تم إيداع بعض السجناء وهم جرحى، وآخرون أمراضهم مستعصية، بالإضافة إلى وجود كثير من السجناء يعانون من حالات نفسية.
وأشارت المذكرة إلى أن السعة الاستيعابية للسجن في الوضع الطبيعي لا تتجاوز 600 سجين، في حين أن عدد النزلاء المودعين حالياً في السجن هو ضعف ذلك العدد، مؤكدة عدم قدرة السجن على استقبال أي نزلاء جدد.
من جانبه أكد رئيس شبكة “محامون ضد الفساد” الدكتور محامي أسامة الأصبحي، في تصريح صحافي، أن الميزانية المقررة للسجين الواحد بخصوص توفير ثلاث وجبات غذائية في اليوم والبالغة ٧٥٠ ريالاً يمنياً (أقل من ريال ونصف ريال سعودي) لا يكفي لتوفير وجبة واحدة.
كما أكد أن المسؤولية أمام هذا الوضع الكارثي تكمن في عدم قيام النيابة بواجبها للتخفيف من الازدحام، باعتبار أن هناك مساجين وفق القانون الإفراج عليهم وجوبي.
وأشار إلى أن القرارات التي تصدر من القضاة بالإفراج عن مساجين للعلاج ترفض النيابة تنفيذها، في مخالفة للقانون، لافتاً إلى أن النيابة سبق وأن أثبتت، أثناء جائحة كورونا، قدرتها على التخفيف من الازدحام في السجن، وحل إشكالية ضعف ميزانية التغذية للمساجين بالتخفيف من إجمالي النزلاء الى الربع.