“تقرير“| عملية سيئون.. تحول في العلاقة بين السعودية والإصلاح..!
أبين اليوم – تقارير
أثارت العملية التي أودت بنحو 5 جنود وضباط سعوديين في حضرموت، السبت، جدلاً واسعاً حول دوافعها، لكن الأهم هو ارتباطها من حيث التوقيت بحراك يقوده الإصلاح بدعم أمريكي.
تعد العملية التي ارتكبت داخل مقر المنطقة العسكرية الأولى، المعقل الأبرز لحزب الإصلاح، ونفذها جندي يمني من اللواء 135 الذي يقود حي أبو عوجاء الذي تم اقالته من منصبه كرئيس أركان العسكرية الأولى قبل فترة بحكم علاقته بالإصلاح وارتباطه بنائب الرئيس الأسبق علي محسن.
ومع أن التقارير تتحدث بأن العملية كانت ردة فعل على إهانة تعرض لها الجندي اليمني، محمد العروسي، الا ان توقيتها يشير إلى انها ذات ابعاد سياسية كبرى سواء من حيث التوقيت أو من حيث مسرح العملية.
خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن الممتدة منذ نحو عشر سنوات، ظل المجندين اليمنيين في صفوف القوات السعودية محل ازدراء وسخرية وتهكم ووصل الأمر على تنفيذ ضباط سعوديين عمليات دهس لهم بالدبابات كما حصل في ميدي وتسليط جنود سودانيين ضدهم ولم يتم تحريك ساكن من قبل تلك الفصائل أو قادتها.
كانت المشاهد التي بثتها وسائل إعلام دولية مروعة بشأن ما يحدث في معسكرات تجنيد تابعة للسعودية على الحدود وصولاً إلى المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وجميعها مرت مرور الكرام، لكن هذه المرة كانت مختلفة فالجندي الذي يتبع قائد كبير بالعسكرية الأولى فتح نيرانه بشكل مباشر على القوات السعودية وتسبب بمصرع وجرح العديد منهم.
من حيث التوقيت تشير العملية إلى انها ذات أبعاد سياسية، فالإصلاح الذي همشته السعودية خلال السنوات الأخيرة، يحاول إيصال رسالة باستعادة قوته، خصوص وان العملية تأتي بعد أيام على نجاح الحزب بإشهار ما يعرف بتكتل الأحزاب الوطنية وبدعم امريكي، والعملية قد تضع السعودية في مأزق جديد لاسيما في ظل استمرار الحزب الذي قطعت الرياض المرتبات عن فصائله يحتفظ بقوات كبيرة في مناطق سيطرتها ناهيك عن المحاولات السعودية لتقليص نفوذ الحزب في هضبة حضرموت النفطية عبر الدفع بحلفاء جدد.
أما من حيث مسرح العملية فإنها تحمل أيضاً رسالة للسعودية بإمكانية طردها من اهم مناطق سيطرتها شرق اليمن وان اية محاولات لترحيل الحزب من هذه المنطقة الثرية بالنفط قد يعني فتح جبهة جديدة عند حدودها الغربية.
قد تكون العملية الأخيرة كما يحاول البعض تصوريها مجرد ردة فعل لكن في صميمها تحمل ابعاد سياسية من شانها إعادة رسم العلاقة بين الإصلاح الذي هجرت قياداته إلى تركيا وتم قطع مرتبات مقاتليه مع السعودية.