مقالات| هل ينجح تكتل الأحزاب الجديد في عدن..!

5٬775

أبين اليوم – مقالات وتحليلات 

بقلم/ سام الغباري:

تحت سماء عدن، اجتمع قادة الأحزاب اليمنية في مشهد يحمل ما بين طياته أملًا قديمًا، ورغبة مُشتعلة لإعادة بناء سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة. يقف د. أحمد بن دغر، بهيبته وحكمته التي يشبه فيها القلاع المهيبة، يشد أزر الحاضرين بنظرات ثاقبة، عينه على اليمن، وقلبه ينبض بوجع المعاناة التي أثقلتها الأعوام.

ولكن في خلفية هذا المشهد، تلوح أطياف الغرابة، همسات أمريكية تسري بين الجدران، تُلقي بظلال ثقيلة على هذا التكتل، كضيف غير مرحب به يجلس على مقعد مُختار. مشهدٌ كان يجب أن يحمل هوية يمنية خالصة، أن ينبت من رحم الأرض، دون بصمات غريبة، كي لا يبقى أسيرًا لنظرات الشك والريبة.

تحت سقف التكتلات والسياسة، يقف اليمنيون ليس بحثًا عن كلمات جوفاء أو اتفاقات عابرة، بل ينشدون تكتلًا اقتصاديًا يمنح الأمل لأبناء الوطن في الخارج والداخل، يرشدهم نحو بوصلة استقرار تقودهم إلى الوطن، يُعيد للريال اليمني قوته المفقودة، ويقف سدًا منيعًا أمام انهياره المؤلم.

السياسة ليست مجرد مناورات، إنها فن إدارة الحياة، وتنسيق الأحلام، فالأحزاب إن لم تنجح في بناء جسور دستورية متينة تربطها بالمؤسسات، فإنها سرعان ما ستتحول إلى هتافات شعبية تفقد بريقها عند أول اختبار.

تكتل يتشكل، ولكن تحت سطحه موجٌ يُهدد بإجهاضه، تحديات تلوح في الأفق، تسائل القوة الحقيقية لهذا التكتل ومدى صلابته أمام أعاصير السياسة والنفوذ.

اليمن لا يحتاج تحالفات عابرة، بل وحدة تمتد جذورها في أرضه، تُعيد صياغة الأمل لأبنائه، وتُسهم في رسم صورة لليمن الذي ينشدونه، بعيدًا عن الظلال الغريبة، وعلى أرضٍ تتنفس هواءً يمنيًا خالصًا.

المصدر: برّان برس

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com