“تقرير“| حل إتفاق الرياض.. إنقلاب سعودي على الإمارات أم تصفير أمريكي لمحاصصتهما..!
أبين اليوم – تقارير
باركت واشنطن العقد السياسي الجديد للقوى اليمنية الموالية للتحالف جنوب اليمن، لكن توقيت الخطوة أثارت جدل جديد حول الترتيبات الحالية وعلاقتها باتفاقات سابقة وقعت عليها السعودية والامارات لانهاء الصراع بينهما في اليمن، فما أبعاد ذلك؟
في الخامس من نوفمبر من العام 2019 توصلت السعودية والامارات إلى إتفاق جديد في اليمن عرف حينها بـ”اتفاق الرياض”.
كان الاتفاق نتيجة لتوتر بين الحليفتين عقب دعم الإمارات انقلاب المجلس الانتقالي على حكومة هادي في أغسطس من العام ذاته، ووصول الخلافات ذروة الاشتباك.. قبل توقيع الاتفاق من قبل الانتقالي ممثل بناصر الخبجي وعن حكومة هادي باحمد عبيد بن دغر شهدت الرياض لقاءات مكثفة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي عهد الامارات حينها محمد بن زايد وقد اتفق الطرفان على صيغة سرية حول تقاسم مراكز النفوذ وتلافي أي تصعيد مستقبلي بين فصائلهم على الأرض عبر قنوات اتصال.
كان هذا الاتفاق الذي جاء مع قرار السعودية السير باتفاق تهدئة مع صنعاء، بداية التحول في مسار التحالف عبر تقاسم المكاسب اذ ضم الملف الموقع بين بن زايد وبن سلمان إبقاء شبوة النفطية تحت سيطرة الامارات إلى جانب جزيرة سقطرى الاستراتيجية عند تقاطع البحر العربي والمحيط الهندي مقابل ذهاب حضرموت لصالح السعودية مع المهرة أيضاً، بينما تترك محافظات أخرى كعدن ومأرب مناطق صراع بين القوى اليمنية الموالية ممثلة بحزب الإصلاح والانتقالي.
اليوم وبعد نحو 6 سنوات على هذا الاتفاق الذي تعرض لإرهاصات عدة وتم إلحاقه باتفاق “الرياض 2” تقود الولايات المتحدة مسار جديد بين القوى اليمنية وبيدها عصا العقوبات الغليظة لمواجهة أي تمرد وتحييد اية محاولات سعودية – إماراتية للتدخل حتى.
استطاعت واشنطن حتى اللحظة من إعادة قادة الأحزاب السياسية للاجتماع في عدن بعد سنوات من التشرد وتخطط أيضاً لعودة مقرات الأحزاب ومؤسسات اليمن الموالية للتحالف كمجلس البركاني الذي كان الانتقالي استبدله بهيئة المصالحة والتشاور وكذا مؤسسات أخرى لم يقبل بها الانتقالي الموالي للإمارات والمنادي بالانفصال من قبل.
لم يقتصر الحراك الأمريكي الجديد على إعادة القوى اليمنية الشمالية تحديداً إلى عدن بل أيضاً تم الدفع بقوى جنوبية مناهضة للانتقالي على رأسها حيدر العطاس الذي عاد إلى عدن لأول مرة منذ 30 عاماً ويعد من ابرز خصوم الانتقالي..
والأهم في الأمر هو قرار أمريكا اختيار الخامس من نوفمبر الجاري موعداً لإعلان الدستور الجديد في عدن وهو ما عده خبراء سياسيين بمثابة انقلاب على اتفاق الرياض أو تصفيراً له.
فعلياً.. لم يتضح ما اذا كانت الخطوة الأمريكية في هذا التوقيت ضمن مخطط يهدف لتصفير مكاسب السعودية والامارات مع رفضهما الانخراط بأجندة أمريكا وإسرائيل في اليمن أم مدفوع من الرياض للانقلاب على الاتفاق مع الإمارات..
لكن اختيار التوقيت بالذات يشير إلى ان أمريكا التي ظلت تراقب الحرب على اليمن خلال السنوات الماضية من بعيد مع تدخل لإنقاذ اذرعها الإقليمية عندما يتعرضون لضربة قررت أخيراً إزاحة الجميع وإعادة رسم المشهد في اليمن وفقاً لأجندتها وبعيداً عن حصص التقاسم الإماراتية – السعودية.
المصدر: الخبر اليمني