“تقرير“| بعد سنوات من التهميش.. الإصلاح يعود لواجهة المشهد اليمني ولكن هذه المرة بـ“ربطة عنق“ أمريكية..!
أبين اليوم – تقارير
بعد سنوات من التهميش، يعود حزب الإصلاح، جناح الاخوان المسلمين في اليمن، إلى صدارة المشهد في البلاد من أوسع أبوابه، لكن هذه المرة بدعم أمريكي، فهل هي فرصة أخيرة أم ابتلع الطعم..!
في عدن المعقل الأبرز للانتقالي، والتي تم طرد الإصلاح منها بالقوة مبكراً، أشهر الحزب تكتله السياسي الجديد المشابه إلى حد ما تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي اسسه الحزب أيضاً خلال ذروة الصراع مع صالح قبل العام 2006.
وبغض النظر عن حجم التكتل القديم والجديد، تؤكد أهداف الأخير المعلنة بأنها تحالفات وقتية وبنيت لعدة أهداف.
صحيح أن الحزب كعادته لم يتصدر التكتل الجديد عبر دفعه بقيادات من خصومه لقيادته كأحمد عبيد بن دغر الذي يعد قيادي في المؤتمر، إضافة إلى وضع اسمه ثانياً بعد المؤتمر المنقسم، إلا أن الحراك الذي سبق الإشهار يؤكد بأن التكتل “إصلاح“ ولكن بصيغة جديدة.
فعلياً.. بذل الإصلاح جهوداً جبارة في سبيل إنشاء هذا المولود الجديد، وكان بارزاً خلال اللقاءات التي نظمها في عدة دول آخرها تركيا حيث دعا السفير الأمريكي لدى اليمن إلى هناك وعقد معه لقاءات مكثفة تكللت بالضغط على الانتقالي للسماح بإشهار التكتل.
اضف على ذلك غالبية أسماء المكونات الموقعة على بيان الإشهار هي إصلاحية بغلاف سلفي أو تكتلات منشقة تبحث عن حامل سياسي أو مستقلة خالية من الحواضن تتشبث بأية تكتلات قد تمنح قادتها نفوذاً جديداً.
وبعيداً عن المسميات الكثيرة التي بلغت نحو 21 تكتل غالبيتهم ليسوا مسمين في لجنة الأحزاب، يتساءل الكثيرين حول دوافع إشهار التكتل الجديد وما يمكنه القيام به؟
فعلياً.. لا يبدو بأن أمريكا تعول على التكتل الجديد في إحداث تغيير على الأرض وقد سبق للإصلاح الذي يعد أقوى الأحزاب فيه، وان خاض معارك على مدى سنوات ولم يجني في سجله سوى الهزائم، أما التوقيت فيشير إلى ان الولايات المتحدة تحاول إستخدام الحزب وتكتله الجديد للمناورة في وجه قوى محلية وإقليمية أبرزها حركة أنصار الله التي فشلت أمريكا بوقف تصعيدها ضد الاحتلال الإسرائيلي إضافة إلى السعودية والإمارات اللتان رفضتا الانخراط بتصعيد لحماية الاحتلال..
والأهم في ذلك إمكانية استغلال أمريكا دعمها للحزب في إنشاء تكتله الأخير لتحقيق مكاسب أخرى سواء سياسية تتمثل بانتزاع أهم معاقله في ضوء الحديث عن عرض يتضمن مقايضة مأرب بالحديدة أو عسكرياً بدفعه للقتال شمالاً للضغط على صنعاء لوقف العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
قد يكون الإصلاح استطاع بطريقة أو بأخرى العودة إلى صدارة المشهد في اليمن، لكن الثمن الذي سيدفعه سيكون باهضاً، فأمريكا التي تضع أبرز قاداته على لائحة الإرهاب كنوع من الضغط عليه ستتخلى عنه بمجرد حصولها على البديل او فشله في تحقيق أجندتها والأهم أنه سيخسر حاضنته الشعبية أو بالأحرى ما تبقى منها فهي لن تقبل أن يصبح خنجراً في خاصرة غزة التي تساندها اليمن عسكرياً بعملياتها البحرية والبرية وتقف شعبياً إلى جانبها بخروج مليوني لكل القوى اليمنية بمن فيها الإصلاح.
المصدر: الخبر اليمني