“تقرير خاص“| إنشاء المراكز الدينية المتطرفة في الجنوب.. وسيلة سعودية خفية للسيطرة والبقاء..!
أبين اليوم – خاص
بالتوازي مع تصاعد التحذيرات من مخاطرها على السلم الاجتماعي، تواصل السعودية تفخيخ المحافظات الجنوبية بإنشاء المزيد من المراكز الخاصة بالتنشأة الدينية المتطرفة التي تواكب توجاهاتها المستقبلية في اليمن..
الرياض التي تمكنت خلال السنوات الماضية من تحويل المراكز الدينية السلفية ذات النهج الوهابي من مراكز تعليم دين إلى مراكز تدريب وتحشيد مقاتلون موالون لها، تضغط على أبناء يافع منذ أيام لانشاء مركز ديني جديد في المديرية وسط رفض الأهالي..
ووفقاً لأكثر من مصدر مطلع في يافع، فإن السعودية تقود مساعي جديدة لتوطين التيار السلفي الجهادي الموالي لها في يافع وتحت مسمى إنشاء “مركز الحديث“ والتابع للشيخ يحيى الحجوري، إذ تضغط الرياض لإنشاء المركز الذي يعتبره مراقبون مجرد قاعدة عسكرية للجماعات المتطرفة وسيكون له تداعيات كارثية على السلم الاجتماعي على المحافظات الجنوبية، سيما وأن يافع تتميز بكثافة سكانية كبيرة وانشاء مركز تحت هذا المسمى سيتحول إلى مركز استقطاب عسكري تابع للسعودية على حدود محافظة البيضاء.
ويأتي ذلك في إطار توجه سعودي لإغراق المحافظات الجنوبية بالفوضى وضمان بقاء نفوذها عبر قيادات دينية تمتلك أجنحة عسكرية، حيث عمدت الرياض على تمويل عدد كبير من المراكز الدينية المتطرفة في محافظات الضالع وحضرموت والمهرة ومناطق الصبيحة..
كما تسعى لانشاء مراكز مماثلة في أبين وشبوة بعد تمكنها من الدفع بقيادات سلفية لقيادات معسكرات في المحافظتين.
وكانت الرياض قد وقفت وراء انشاء عدد من
المدارس والجوامع السلفية في محافظة حضرموت التي يتواجد فيها التيار الصوفي المسالم مع جميع المذاهب، وهدفت من وراء ذلك زرع نواة لإنشاء قواعد جديدة للسلفية الجهادية، وهو ما اعتبره مراقبون خطر يداهم التعايش بين المذاهب في تريم حضرموت التي تعد من أبرز مراكز الصوفية المعتدلة في اليمن.
هذا وقد تم رصد نشاط سعودي كبير في هذا الجانب تمثل بإنشاء وتمويل عدد كبير من المدارس الدينية والجوامع التي تقوم بنشاط وهابي كبير في مدينة المكلا والشحر وغيل باوزير والديس الشرقية ومنطقة روكب شرق المكلا..
ويضاف إلى التواجد السلفي الكبير الذي يحظى بدعم مالي ولوجيستي كبير من السعودية في مدينة الحوطة بوادي حضرموت، والذي أثار مخاوف أبناء المحافظة في الوادي والصحراء من التمدد السلفي اللافت والمدعوم بسخاء من السعودية..
وما ضاعف هذه المخاوف المجتمعية هو وصول أعداد كبيرة من الأجانب من جنسيات مختلفة إلى تلك المدارس السلفية مؤخراً.
وبالتزامن مع ذلك تزايد أعداد الوافدين من الخارج للدراسة في مركز الحامي السلفي الذي يقوده أبو عمار ياسر العدني الذي أسس عام 2014م بتمويل سعودي كأحد المراكز البديلة لمركز دماج السلفي التابع ليحيى الحجوري، والهدف وفق مراقبون من هذا التوسع العرضي لانشاء المراكز الدينية المتطرفة في المحافظات الجنوبية هو نشر الأفكار الوهابية وتغيير الخارطة المذهبية والتأسيس لفتنة مذهبية تعمل السعودية على التهيئة لها وتنفق مئات الملايين من الدولارات من أجل تغذيتها حتى تضمن بقاء اليمن غير آمن وغير مستقر لعقود زمنية قادمة..
يضاف إلى ذلك ان الرياض تخطط للبقاء في المحافظات الجنوبية لاستنزاف ثرواتها والتمدد فيها والسيطرة على ثرواتها النفطية لعقود قادمة.
وفي الوقت الذي أكدت تجربة “مركز الفيوش“ الذي تخرجت منه معظم القيادات المتطرفة التي انظمت إلى صفوف التنظيمات الارهابية في الجنوب، أسست السعودية عدد من المراكز الدينية السلفية في منطقة الصبيحة بمحافظة لحج خلال السنوات الماضية، ورغم رفض المجتمع ومخاوفة من استنساخ تجربة “مركز الفيوش“ السلفي الذي بدأ بممارسة نشاطه التعليمي كمركز سلفي ديني وتحول الى قاعدة تدريب عسكرية ومركز تعبئة عقائدية، الا أن الرياض تمكنت بمساعدة قيادات عسكرية سلفية من إنشاء ثلاثة مراكز سلفيه دينية أخرى في عدد من مناطق الصبيحة وتمكنت من استقطاب الآلاف من الشباب من أبناء الصييحة والمحافظات الأخرى إلى تلك المراكز تحت مبرر التعليم..
وتوزعت تلك المراكز الجديدة في منطقة المضاربة والتي أنشأت فيها السعودية مركز ديني سلفي بقيادة الشيخ بسام الحبيشي والذي وقف وراء استقطاب الآلاف من العناصر التكفيرية للانظمام إلى المليشيات الموالية للرياض في المحافظات الجنوبية..
ووفقاً لمصادر محلية في محافظة لحج، يقع المركز الثاني في منطقة طور الباحة ويقوده الشيخ خليل الحمادي، وتم انشاء مركز سلفي ثالث في منطقة المحاولة ويديره الشيخ جميل الصلوي..
إضافة إلى المركز الديني الواقع في تربة أبو الأسرار في الصبيحة الذي يعد رابع مركز سلفي، وتستهدف “مراكز السنة“ كما تصف نفسها تنشئة النساء والأطفال والشباب عقائدياً.
والجدير بالملاحظة هو مدى اهتمام السعودية بتفخيخ محافظة لحج بالمراكز الدينية المتطرفة كون المحافظة تقع على أهم الطرق الدولية البحرية وتطل على باب المندب وخليج عدن. لذلك تم إنشاء وزرع مراكز سلفية دينية جديدة في الصبيحة التي تتوسط محافظتي لحج وتعز وتقع في منطقة قريبة من باب المندب..
وانشاء المركز في يافع يأتي أيضاً في إطار مخطط سعودي يهدف لتطويق محافظة لحج بالتيارات السلفية المتطرفة، حيث يعد المركز الذي يتم الترتيب لانشائه في يافع امتداد لعدة مراكز تم انشائها على امتداد المحافظات الجنوبية وتحديداً لحج والضالع وعدن والمهرة وأبين وحضرموت.
وكانت من مخرجات هذه المراكز الدينية المتطرفة، عناصر متطرفة اقدمت على استهداف المساجد التاريخية والقبور والقباب والآثار الإسلامية في الساحل الغربي وفي لحج وشبوة والاعتداء على الاضرحة في حضرموت.
وتهدف السعودية من خلال توطين هذه الجماعات السلفية التي يحمل معظم عناصرها جنسيات أجنبية ويقودهم ضباط استخبارات سعوديين ضمن خططها لتغيير جغرافيا جنوب اليمن إذ يمنحها نفوذ مستقبلي.