نيويورك| “شاهد بالفيديو“.. القهوة اليمنية تسحر الشارع الأمريكي..!
أبين اليوم – نيويورك
كشفت تقارير دولية مؤخراً عن حضور لافت لمشروب القهوة اليمنية في عواصم ومدن عالمية شملت أقصى الشرق وأقصى الغرب وما بينهما، غير أن الحضور في الولايات المتحدة هو الأكثر، مؤكدة تكاثر ونشوء المقاهي اليمنية في مناطق مختلفة من المدينة الواحدة، وأن هذه المقاهي أصبحت تشكل وجهة للاسترخاء والتأمل على نكهة القهوة اليمنية التي لا تغيب عنها الشمس.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، اتسعت ظاهرة المقاهي اليمنية في عدد من المدن الأمريكية، خصوصاً نيويورك الأكثر صخباً على مستوى العالم، وبل وتغلب حضور القهوة اليمنية على علامات عالمية شهيرة تنافس بشراسة معتادة من سلاسل عريقة مثل “ستاربكس”.
وفق التقارير الدولية التي قالت إن المقاهي اليمنية، أضحت من بين الأماكن العامة الأكثر جاذبية للشباب في مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية، رغم كون قوائمها خالية تماماً من الخمور.
وحسب تقرير حديث نشره موقع “سي إن إن” الأمريكي، حول القهوة اليمنية، أوضح أن المكان الأكثر شعبية حالياً في ليالي الجمعة بمنطقة “ويست فيليج” بمانهاتن، ليست باراً عصرياً أو مطعماً حائزاً على نجمة ميشلان، بل سلسلة المقاهي اليمنية وبالأخص بيت القهوة، Qahwah House (بيت القهوة) التي تقدم القهوة والشاي والمعجنات فقط.
ولفت التقرير إلى مقهى “قهوة هاوس” الذي يعج يومياً بحشود من المسلمين وغير المسلمين، والمتحدثين باللغة العربية وغيرها من اللغات، أسر الشباب الأمريكيين بأجواء الأصالة والتراث والثقافات الشرقية المختلفة، ورائحة “الهيل” الغنية والموسيقى العربية الأخاذة.
مؤكداً أن مقهى “قهوة هاوس” هو مجرد واحد من سلاسل القهوة اليمنية التي نشأت في منطقة ديترويت التي يسكنها العرب والتي تنتشر بسرعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتتمركز غالباً في الأماكن التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من سكان الشرق الأوسط.
وحسب “سي إن إن” يمتلك “قهوة هاوس” 19 فرعاً في 7 ولايات أمريكية، بالإضافة إلى فروع أخرى قيد الإنشاء ومن المتوقع افتتاحها هذا العام، مشيراً إلى أن هناك سلسلة يمينة أخرى تدعى Haraz بدأت تتوسع في حي سوهو الراقي في مانهاتن، مع التخطيط لافتتاح 6 فروع أخرى على الأقل خلال العامين المقبلين، إضافة إلى ذلك سيكون التايمز سكوير “ميدان تايمز” موقعاً لسلسلتي “موكا كافي”، وقمرية صوماليا.
واعتبر كاتب تقرير “سي إن إن” التوسع السريع للمقاهي اليمنية مؤشراً على تنامي الطلب من الشباب الأمريكيين الذين يبحثون عن “مساحة ثالثة” يمكنهم التسكع فيها بدون الاضطرار لتناول الخمور أو الصراخ بسبب الموسيقى الصاخبة الموجود في البارات المنافسة.
ولفت إلى أن الشباب الأمريكان يبحثون حالياً عن أنماط الحياة الخالية من الكحول، وهو نمط يتنامى حتى بين أولئك الذين لا ينتمون إلى الديانة الإسلامية، ولكنهم من ممارسي الدين. موضحاً أن المقاهي اليمنية ازدهرت لأنها تبنت تصميمات عصرية وجمعت بين الرصانة وبث شعور بالروابط الاجتماعية.
المدن الأمريكية ليست وحدها التي تشهد اتساعاً وتكاثراً للمقاهي اليمنية التي تعد قهوة البن مادتها الرئيسة، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من قبل فئة الشباب والكبار في السن، بل تكررت الظاهرة نفسها في بريطانيا ودول أوروبية كثيرة، كما نشرت الصحف اليابانية والصينية وغيرها من الصحف في دول شرق آسيا قصص نجاح مختلفة لأشهر المقاهي اليمنية في أهم أحيائها الرسمية والشعبية.
هذا الانتشار اللافت لمشروب البن “القهوة اليمنية”، ليس جديداً بل يتكئ على تاريخ عريض بدأت طفرته في أوائل القرن السادس عشر، عندما انتشرت في عواصم الدول الإسلامية كمشروب أثار جدلاً واسعاً بين التحليل والتحريم، قبل أن يكتشف العلم خواصه المنبهة للذهن والبعيدة عن المسكرات الكحولية، فيغدو وجهة للتنافس التجاري المحموم بين الشركات العالمية، فيما عرف بتاريخ “موكا كافي”.
وقد استمرت هذا التنافس الشرس حتى أوائل القرن العشرين وفي جميع أنحاء العالم، عندما جاءت الموجة الأولى من المهاجرين من الشرق الأوسط إلى ديترويت للعمل في صناعة السيارات أو أحواض الشحن، علماً أنه في الشرق الأوسط، لا تعَد القهوة مشروباً يتم تناوله في الصباح، بل هي طقس اجتماعي، وفي حين نشأت حبوب البن في إثيوبيا، ظهر أقدم دليل على زراعتها في اليمن من خلال التجارة عبر البحر الأحمر.
المصدر: يمن إيكو