“تقرير“| ما هي الأهداف الحقيقية للتحركات الأمريكية المكثفة شرقي اليمن..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
على صفيح ساخن، تعيش محافظة حضرموت النفطية، حيث تتصاعد حدة التوترات بين حكومة الشرعية والمكونات القبلية في المحافظة على خلفية مطالب حقوقية يتمثل أهمها في أن الحضارم لن يتنازلوا عن حصتهم في الثروات وأن يكونوا شركاء في القرار والتمثيل السياسي، وكان آخر تطورات الموقف أن مؤتمر حضرموت الجامع شكل ما أسماها بلجنة التصعيد في مسار المطالبة بالحقوق.
وفي سياق التوترات المتصاعدة، كثفت الولايات المتحدة الأمريكية تحركاتها، فيما يبدو أنه تمهيد للتدخل في شؤون المحافظة النفطية اليمنية التي يسيل لعاب الكثير من القوى للاستحواذ على ثرواتها، وإيجاد موطئ قدم هناك، والتدخل الأمريكي تحديداً لا يبتعد أبداً عن مسار سعيها لتوسيع وتعزيز مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة، وحضرموت كانت ولا تزال هدفاً، نظراً لثرواتها الكبيرة، ولا شك أن التوترات هناك تبدو فرصة ملائمة للتدخل الأمريكي.
التحركات الأخيرة للجانب الأمريكي في محافظة حضرموت، ليست مجرد إهتمام يهدف إلى وقف التصعيد بين القبائل وسلطات المجلس الرئاسي وحكومته، وتعزيز المؤسسات الرسمية- كما تم الترويج له خلال الاجتماع الذي عقد مؤخراً بين السفير الأمريكي في اليمن، ستيفن فاجن، ومحافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي..
أو عقب اجتماع رئيس مؤتمر حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش، مع المستشار العسكري في السفارة الأمريكية لدى اليمن، والمستشارة السياسية والاقتصادية- فالكثير من المراقبين يؤكدون أن ذلك تمهيد لتدخل أجنبي مبني على مصالح كبيرة تطمع الولايات المتحدة في تحقيقها، كما يرجح المراقبون أيضاً أن الجانب الحكومي اليمني متواطئ في تسهيل المهمة أمام الجانب الأمريكي.
اللقاءات الأمريكية مع محافظ حضرموت وقبلها مع رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الذي التقى أيضاً عبر تقنية الفيديو مع سفير الاتحاد الأوروبي في اليمن للأسباب نفسها، تعكس إصراراً أمريكياً ورغبة كبيرة في أن تلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في التحكم بمسار الأزمة المتصاعدة بين القبائل والحكومة، وهو ما يشير إلى أن الأوضاع سوف تزداد تعقيداً، وقد تتحول المحافظة اليمنية النفطية إلى بؤرة صراع دولي.
ويروج بعض المتابعين لتطورات الأحداث في حضرموت أن المكونات القبلية نجحت في إيصال رسالتها للمجتمع الدولي وأن ذلك سوف يسهل حصولها على مطالبها المشروعة، لكن التجارب السابقة مع التدخلات الدولية في الشأن اليمني تثبت عكس ذلك، بل وتؤكد أنه بداية لأزمات أشد تعقيداً، وظروف الأزمات هي الأجواء المناسبة والبيئة الملائمة للتدخلات الأجنبية وتحقيق الأطماع والمصالح الخارجية على حساب أبناء البلد، يقول مراقبون.
تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز نفوذها في المنطقة العربية بجميع الوسائل المتاحة، وتحركاتها للتدخل في شؤون محافظة حضرموت اليمنية لا ينفصل إطلاقاً عن هذه المساعي، حيث يشكل هذا التدخل ضماناً للسيطرة على موارد نفطية استراتيجية، وهو أيضاً تأكيد لحقيقة السياسة الأمريكية في اليمن، ويؤكد مراقبون أن استمرار التدخلات الأمريكية أو الأوروبية في الشأن الداخلي لحضرموت سيشعل المزيد من التوتر، كما أن تفاقم أزمة المواطنين من وجهة نظر السياسة الأمريكية بيئة ملائمة لتعميق التدخل وضمان لتحقيق المصالح.
YNP