“تقرير“| ما وراء تسليم السعودية ملف غزة وما الثمن التي تستطيع الرياض دفعه..!

6٬577

أبين اليوم – تقارير 

بالتزامن مع وضعها اللمسات الأخيرة للهجوم على ايران، بدأت أمريكا والاحتلال الإسرائيلي مغازلة السعودية بتسلم زمام القيادة في المنطقة، فما أبعاد الخطوة وما إمكانية الرياض بدفع الثمن؟

للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى قبل عام، وجولاته الاحدى عشر، بداً وزير الخارجية الأمريكي، انتوني بلينكن جولته الجديدة في المنطقة من عاصمة الاحتلال تل أبيب، قبل ان يتجه منها إلى عواصم أخرى على راسها الرياض.

كانت كل جولات بلينكن السابقة تبدأ من الرياض أو عاصمة عربية أخرى لكن هذه المرة كانت  مختلفة. وبغض النظر عن الوجهة التي قصدها بلينكن تحمل جولته الجديدة والتي قد تكون الأخيرة في سيرته الذاتية رسائل عدة ابرزها ما تحدث بها علانية وهو البناء على استشهاد قائد المقاومة يحيى السينوار لاتفاق في غزة إضافة إلى مناقشته مستقبل القطاع والتطبيع مع السعودية خلال لقاءاته مسؤولي الاحتلال الإسرائيلي.

نظرياً.. تحاول الإدارة الامريكية الحالية منح السعودية شعور بقرب انتصارها في معركتها ضد “ايران” وإمكانية تسلمها راية القيادة ليس فقط في المنطقة العربية بل والإسلامية أيضاً مع استعداد الاحتلال وحلفائه لمهاجمة ايران وسط تصعيد على لبنان وغزة، وقد التقطت السعودية هذه الإشارة بقوة وترتب حالياً، وفق تقارير إماراتية، لعقد قمة إسلامية – عربية لدعم خطتها في فلسطين بعد الحرب والتي تتضمن تقاسم النفوذ مع الاحتلال الإسرائيلي.

أما فعلياً.. فالخطوة الأمريكية ليست أكثر من ترك السعودية تمضغ علكة التطبيع مع الاحتلال والذي يشكل هاجساً وهدفاً استراتيجياً لها،  بينما في الحقيقة تحاول أمريكا تعزيز الانقسام في الأوساط العربية والإسلامية واثراء الصراعات  بغية تحيد العديد من تلك الدول امام المخطط الكبير الذي يستهدف ايران ويحاول دون التضامن معها أو حتى الانخراط  بالعدوان عليها.

حتى وقت قريب، كانت الدول العربية والإسلامية بمن فيها السعودية ترفض حتى استخدام اجوائها في استهداف ايران وذلك ما اكدت عليه تلك الدول خلال جولة وزير الخارجية الإيراني الأخير، ولم يقتصر التقارب العربي – الإسلامي أو بالأحرى السعودي – الإيراني على هذا التوحد الهادف لمنع اتساع رقعة التصعيد في المنطقة بل امتد لعرض سعودي لمناورة مشتركة تعد الأولى في تاريخها  وهذا أثار حفيظة أمريكا والاحتلال الإسرائيلي اللذان يلعبان على ورقة الصراع السني – الشيعي  لتمزيق المنطقة.

قد تكون السعودية تتوهم حاجة أمريكا والاحتلال اليها لقيادة المنطقة، وذلك بناء على إمبراطورتيها المالية وتأثيرها في العالمين العربي والإسلامي بحكم وجود المقدسات على أراضيها، لكنها تخطئ اذا اعتقدت بان الاحتلال سيسلمها زمام الأمور بالمنطقة وحتى أمريكا التي حولت الاحتلال من القيادة الأوروبية إلى المركزية في الخليج، بقدر ما تبحثان عن فجوة جديدة تمنحهما فرصة لإضعاف اكبر الدول الإسلامية وأكثرها قدرة  على المناورة والمواجهة معا للاحتلال الإسرائيلي.

حتى لو لم تشارك السعودية بالهجوم الصهيو- امريكي المرتقب على ايران ستطالها نيران المواجهة بطريقة أو بأخرى نظراً لوجود قواعد أمريكية على أراضيها أو حتى استخدام اجوائها وهو ثمن سيكون باهظاً وبنتائج غير محسوبة العواقب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com