الإدارة الأمريكية الترامبية المنتهية ولايتها؛ أعلنت عبر وزير خارجيتها، بومبيو: أن «أنصار الله» جماعة إرهابية!
فهل رأيتم أوقح من «بومبيو» هذا؟
– أمريكا التي قتلت إرهاباً نحو مليون إنسان عراقي في عدوان 2003 وما قبل ذلك، وغالبية أولئك الضحايا أطفال قضوا نتيجة الحصار الجائر الذي فرضته أمريكا وحلفاؤها على العراق طوال فترة تسعينات القرن الماضي.
– امريكا التي قتلت اكثر من مليوني إنسان فيتنامي في حربها العدوانية الإرهابية على فيتنام في ستينات القرن الماضي، حيث استخدمت القوات الغازية الأمريكية جميع الأسلحة الكيماوية والجرثومية ضد الفيتناميين بنية إبادتهم، كما فعل آباؤهم مؤسسو دولتهم الأكثر إرهابية (المغامرون الأوربيون) بحق السكان الأصليين في أمريكا ذاتها في القرن السادس عشر. عندما اقدم أولئك المغامرون الأوروبيون على غزو القارة الجديدة ونهبوا ثرواتها (ذهب شعب المايا) وافنوا السكان الأصليين في اشنع عملية إبادة جماعية لشعب بأكمله في التاريخ، وبمختلف انواع الاسلحة التقليدية والجرثومية، ليؤسسوا دولتهم الحالية على جماجمهم.
– امريكا؛ الدولة الأولى والوحيدة في العالم التي استخدمت السلاح الذري ضد البشرية، حيث ألقت قنبلتين ذريتين على سكان مدينتي هيروشيما وناجازاكي باليابان في منتصف أربعينات القرن الماضي. وادّعت كذبا (وما تزال) أن ذلك الفعل (الإرهابي) كان فعلا «وجوبيا» لإنهاء الحرب العالمية الثانية. علما ان القنبلتين ألقيتا على اليابان في اغسطس 1945م، فيما الحرب العالمية الثانية انتهت فعليا في مايو 1945 بإحتلال الجبش الأحمر السوفيتي لبرلين ونتيجة ذلك انتحر ادولف هلتر (الذي قاد إلى تلك الحرب)، فيما استسلم بقية قادة دولته للقادة السوفيت في 7 مايو 1945م..
– امريكا التي أنشأت تنظيم «القاعدة» في افغانستان ضد القوات السوفياتية فيها مطلع ثمانينات القرن الماضي. وهذا باعتراف أمريكا ذاتها من خلال إفادة هيلاري كلينتون وزيرة خارجية أمريكا السابقة للكونجرس والشيوخ اثناء ولاية اوباما. وباعتراف الأمير محمد بن سلمان أيضا في لقاء صحفي اجرته معه صحيفة الواشنطن بوست في 2017.
– امريكا التي طورت جناحا اكثر تشدد ودموية من تنظيم القاعدة وانشأت منه «تنظيم الدولة الإسلامية» المعروف بـ «داعش»، وذلك اثناء ولاية اوباما الثانية، بحسب الرئيس الامريكي «ترامب» ذاته في أكثر من خطاب له امام مناصريه في 2016م، حيث اسر لمريديه ان اوباما وكلينتون قاما بإنشاء «داعش» في العراق وسوريا.
.. امريكا التي ارتكبت كل هذه الأفعال الأكثر إرهابية، تصنف «أنصار الله» اليمنية جماعة إرهابية!
.. فهل وجدتم من هو اوقح من الامريكان في هذا؟
قد يقفز إلى الذهن، لدى الكثر، صور بني سعود أو عيال زايد واذنابهم من اليمنيين وغير اليمنيين، لكن حتى هؤلاء – للأمانة – ليسوا «أوقح» من الأمريكان.. إنهم في المرتبة الثالثة في الوقاحة بعد قادة «امريكا» و«إسرائيل».
وبالأخير؛ فليس خافيا أن الإدارة الترامبية تقوم اواخر أيام ولايتها بـ «بتلغيم» الملفات الخارجية في طريق الإدارة الجديدة، في إطار التنافس «الجمهوري الترامبي» – «الديمقراطي البيدني» الداخلي. لأن تصنيف «أنصار الله» كجماعة إرهابية هو بغرض «عرقلة» أي نية محتملة للإدارة الجديد في إنهاء الحرب، وبالتالي إطالة أمد الحرب على وفي اليمن.