“تقرير“| الزبيدي يواصل مهمة بيع وهم فرض الانفصال للجنوبيين..!
أبين اليوم – خاص
تقرير/ رشيد الحداد:
كلما انحسرت نطاق قوة ونفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، زادت تصريحات عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي، النارية بشأن فرض الانفصال بالقوة، فالزبيدي الذي سبق له أن فرض الإدارة الذاتية في مدينة عدن، المتعددة الموارد فشل في تقديم نموذج اداري وامني وخدمي في مدينة كانت تخضع لسيطرة الإنتقالي بشكل كلي، ولاذ بالفرار من الفشل حينذاك إلى الشراكة مع حكومة عديمة الجدوى والوجود معاً..
ومع ذلك وصف الانضمام بشكل رسمي إلى حكومة اتفاق الرياض بأنه تكتيك من الانتقالي الجنوبي لكي يقدم القضية الجنوبية للعالم ويفرض الانفصال وفقاً لاتفاقيات دولية، وهو يدرك أنه وافق على تجميد ملف القضية الجنوبية حتى حل المشكلة اليمنية ووضع القضية في إطار الحل الشامل..
وفي الاتفاق نفسه وافق على دمج قواته في إطار القوات التابعة للحكومة المعترف بها دولياً وفقاً لنصوص الشق العسكري من اتفاق الرياض، بل ووافق على تسليم المعقل الرئيسي له الممثل بمدينة عدن، وإخراج القوات التابعة له من المدينة..
وفي أعقاب ذلك الإقرار الذي وقع عليه عيدروس الزبيدي نفسه، قرب الزبيدي طارق صالح من عدن بشكل مثير للجدل والريبة وصار الانتقالي يعمل مع فضائل طارق صالح كفريق واحد بأمر اماراتي، ولعل أعلان الانتقالي الشهر الماضي تشكيل غرفة عمليات مشتركة مع فضائل طارق صالح في عدن، وذلك بالتزامن مع لقاء جمع الزبيدي برفيقة في المجلس الرئاسي طارق في أبوظبي بإشراف اماراتي، أعلن في فعالية نظمها ابناء المحافظات الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية التي ذهب إليها بصفته عضواً في مجلس القيادة الرئاسي وكعضو في وفد ترأسه رئيس المجلس رشاد العليمي، أنه يملك خيارات مفتوحة لتحقيق الانفصال ملوحاً بإمكانية استخدام القوة.
وزعم الزبيدي”، في فعالية بولاية شيكاغو الأمريكية، أن الانتقالي قادر على انتزاع الانفصال بالطرق التي يراها مناسبة مشيراً إلى أن الخيارات مفتوحة لتحقيق ذلك ولفت إلى أن الانتقالي لن يتوانى في اتخاذ القرارات المصيرية وأن صبره ليس ضعفاً أو تراجعاً عن ما أسماها الأهداف والغايات، مؤكداً أنه لا سلام ولا استقرار إلا بتحقيق الانفصال.
هذه التصريحات تكرر سماعها من قبل الرأي العام الجنوبي وصارت اسطوانه مشروخة يرددها قاده الانتقالي الذين فشلوا في تقديم مظلومية الجنوب الناتجة عن انقلاب نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن اتفاق الوحدة عام ١٩٩٤م..
وعلى النقيض من القضية الجنوبية يعمل الانتقالي على تكريس سلطة نظام ٧/٧، في الجنوب، أكان من خلال تحالفة مع طارق صالح نجل شقيق الرئيس السابق صالح، أو من خلال ضلوعه وراء تهميش واقصاء المكونات الجنوبية الأخرى التي فشل باخضاعها بالحوار الذي يريد في عدة جولات منها القاهرة وعدن..
وعوضاً عن تشكيل تحالف جنوبي عريس تشارك فيه كل المكونات الجنوبية ذهب الانتقالي الى الانتقام لفشله في إقناع المكونات الجنوبية في الانضمام إليه والانخراط في إطار قيادته إلى تفكيك تلك المكونات ومحاربتها، مقابل تعزيز علاقاته بنظام ٧/٧.
لقد أصبح معظم الجنوبيين يدركون خطورة الدور المرسوم الذي يلعبه قادة الانتقالي والهادف إلى إفراغ القضية الجنوبية من مضمونها وتحويلها إلى وسيلة للحصول على المزيد من المكاسب والمراتب. على حساب شهداء القضية الجنوبية، وان ادعاءات وتصريحات الزبيدي والقيادة العليا في المجلس الانتقالي وحديثها عن الانتصار القضية الجنوبية لبس أكثر من مزايده يحاولون من خلالها الاستمرار في تتويه أنصار الحراك الجنوبي السلمي والمجتمع الجنوبي عن الحقيقة التي يؤكدها وجود مكتب سياسي وعسكري لطارق عفاش في مدينة عدن ووجود مجلس رئاسي في المعاشيق، وتعامل العالم مع حكومة المعاشيق التي لاوجود لها على الأرض، دون وضع اي اعتبار للانتقالي.