“تقرير“| واشنطن تكثف تحركاتها السياسية والعسكرية بإيقاع سعودي.. فهل تدفع أمريكا بآخر أوراقها في اليمن..وما تداعياتها على الهدنة بين صنعاء والرياض..!
أبين اليوم – تقارير
على واقع الهجوم الأخير على عاصمة الاحتلال الإسرائيلي، كثفت الولايات المتحدة تحركاتها السياسية والعسكرية في اليمن لكن هذه المرة على إيقاع حديث سعودي عن مخاوف جديدة، فما أبعاد هذه التحركات وما تداعياتها على الهدنة بين صنعاء والرياض؟
كان الهجوم اليمني الأخيرة على تل أبيب ضربة قاتلة للحلفاء الغربيين الذين يشنون منذ يناير حرباً شرسة وحصار مرير على اليمن، وقد فشلت بوارجهم واساطيلهم ومنظوماتهم الدفاعية والتجسسية بما في ذلك الأقمار الصناعية في رصد او اعتراض الصاروخ اليمني الجديد.
فعلياً.. وبحسب خبراء، لم يعد للوجود الامريكي بأساطيله وقواعده في البحر الأحمر ومثله الغربيين أي أهمية، وقد كسرت اليمن شكوتهم بغمضة عين، ولم يعد من سبيل لهما سوى البحث عن منقذ وهو ما يبدو عليه الأمر.
بالنسبة للدول الغربية، تشير التحركات الأخيرة إلى قناعتها بأن السبل الدبلوماسية هي الانجح وسيلة للتهدئة في المنطقة، اذ سارعت إيطاليا وهي من ابرز حلفاء الاحتلال الإسرائيلي وفرنسا أيضاً للدعوة لاتفاق لوقف الحرب على غزة فوراً وبما يوقف مسار التصعيد إقليمياً وهذا شرط سبق لليمن التي تتصدر المشهد وان وضعته مقابل وقف العمليات في البحر الأحمر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى قرار دول غربية ابرزها هولندا لاتخاذ خطوات في سبيل التقارب آخرها تصنيف اليمن كدولة آمنة وهي خطوة قد تمهد الطريق لعلاقات دبلوماسية واعتراف بسلطة صنعاء التي ظلت محاصرة دبلوماسية منذ سنوات.
اضف إلى ذلك قرار البعثة الأوروبية في البحر الأحمر سحب سفينة النفط اليونانية وهي مشتعلة بعد ان ظلت تناور بهذا الأمر لإبقائها كورقة ضغط على اليمن.
هذه التحركات تشير إلى قناعة الغرب بعدم جدوى التصعيد العسكري وهو الذي اتخذ منذ اللحظة الأولى قرار بتجنب المشاركة في تحالف العدوان الأمريكي – البريطاني على اليمن.
وخلافاً للدول الغربية، يبدو للولايات المتحدة مسار آخر، فرغم اعترافها بالهزيمة عسكرياً بسحب اساطيلها وحاملات الطائرات من الممرات البحرية اليمنية تباعاً، تحاول العودة إلى المشهد هذه المرة عبر السعي لتفجير حرب أهلية كما يبدو، وقد كرست السفارة الامريكية في اليمن والقيادة المركزية للقوات الامريكية نفسها لتفعيل هذه الورقة سواء عبر زيارة غرفة عمليات التحالف في الرياض أو تكثيف الطلعات الجوية للطائرات التجسسية والمقاتلة أضف إلى ذلك تحريض القوى اليمنية الموالية لها عبر دعوتها للتوحد والاستنفار.
ما يهم الآن هو التغيير في الموقف السعودي فبعد أشهر من محاولة الرياض تصوير لعب دور المحايد في أزمة غزة، يبدو بانها باتت الآن اكثر قلقاً من ذي قبل مع عملية اليمن الأخيرة في قلب دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويبدو ذلك جلياً في التصريحات التي ادلى بها رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل والمح فيها إلى مطالبة بلاده بتصعيد اكبر على اليمن او ما وصفها بعمليات ذات فعاليات اكبر في إشارة كما يدو للغارات الامريكية.
هذه المواقف المتزامنة مع إعادة الرئيس الأسبق من مقر اقامته في واشنطن إلى الرياض تشير إلى أن السعودية التي عاودت مؤخراً النشاط بملف البحر الأحمر تحاول إعادة تنشيط العدوان على اليمن أو دعمه هذه المرة وقد سقطت تعويلها على تغيير امريكي – بريطاني للواقع الذي فرضته اليمن مؤخراً.
أياً تكون الخطط السعودية والأمريكية من التحركات الأخيرة في ملف اليمن تؤكد المعطيات بأن الورقة الجديدة مهترئة والبدايات فيها تساقطت في كل بقاع اليمن وافشلت خطط التجسس والاستطلاع ناهيك عن سنوات من الفشل والهزائم المتلاحقة في اليمن.