“تقرير“| حكومة صنعاء الجديدة.. هل تكون عند مستوى الرهان..!
أبين اليوم – تقارير
بعد ترقب وانتظار، صدر قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، بتشكيلة حكومة جديدة، والتي حملت اسم “حكومة التغيير والبناء“، وفقاً لما أعلنه رئيس المجلس، قبل أيام في قرار تكليف أحمد غالب الرهوي بتشكيل الحكومة، والتي جاءت في إطار ما يطلق عليه “التغييرات الجذرية” التي أعلن عنها قائد حركة أنصار الله “الحوثيين” قبل قرابة عام.
وجاءت التشكيلة الحكومية الجديدة بقوام تسعة عشر حقيبة وزارية، بفارق إحدى عشرة حقيبة وزارية عن الحكومة السابقة، التي كانت تضم 30 حقيبة وزارية، حيث جرى دمج وزارات بأخرى، وتم الاستغناء عن الوزارات التي يمكن أن تقوم الهيئات المعنية بعملها..
وهو ما يشير إلى أن التشكيلة الحكومية الجديدة قد تم التركيز فيها على الحد من الترهل في هيكلها، بما من شأنه أن يجعلها عملية أكثر، وفقاً لما تتطلبه المرحلة، ويقلص من النفقات التي كانت تهدر دون طائل من ورائها.
الملاحظ في تشكيلة حكومة صنعاء الجديدة، هو أن الأسماء التي أنيطت بها الحقائب الوزارية شملت في غالبها أسماء جديدة، ودماء شابة، تتسم بالكفاءة، وهو ما اعتبره مراقبون مبعثاً للتفاؤل في أن هذه الحكومة ستقدم أداء أفضل، وتعمل على تجاوز صعوبات المرحلة، وفقا لما هو متوفر ومتاح من الإمكانات الحالية..
وهو التفاؤل الذي انعكس من خلال تفاعل النشطاء والإعلاميين في مواقع التواصل الاجتماعي، أملاً في أن يلمس الوطن والمواطن أثر التغييرات التي تضمنتها التشكيلة الحكومية الجديدة.
ومن حيث انتماء وخلفيات الأسماء التي أسندت لها الحقائب الوزارية، فإن الملاحظ هو أنها لم تنحصر في مكون بعينه أو منطقة بذاتها، بل جرى تمثيل غالبية المناطق اليمنية من الشمال والجنوب، ومن أطياف ومكونات سياسية مختلقة، والذي يشير إلى أنها تمت محاولة تمثيل كل اليمن في هذه الحكومة وإن بمستويات معينة.
وبالنظر إلى المؤهلات والخبرات التي يتمتع بها أعضاء الحكومة التي أطلق عليها حكومة “التغيير والبناء”، فإن الكثير منهم هم من حملة الشهادات العليا كل في مجاله، بالإضافة إلى الخبرات التي أتت عبر التدرج الوظيفي والنجاحات التي شهدتها مسيرة العمل لكل منهم..
أما أحمد غالب الرهوي رئيس الوزراء الجديد فهو واحدٌ من الشخصيات الجنوبية البارزة التي كان لها موقف صريح ورافض للحرب على اليمن منذ اللحظة الأولى للحرب مطلع 2015.
يتمتع الرهوي بمواقف وطنية هامة ويعتبر من القيادات المؤثرة في المؤتمر الشعبي العام وتقلد مناصب عدّة أبرزها عضوًا في المجلس السياسي الأعلى خلال فترة الحرب على اليمن وحتى ما قبل تشكيل الحكومة الجديدة.
ينحدر الرهوي من محافظة أبين وينتمي لقبيلة الرهوي، وقد شغل مناصب أخرى فرعية منها مدير عام مديرية خنفر، ووكيل لمحافظتي المحويت وأبين.
تاريخ الرهوي الاجتماعي والسياسي والقبلي حافل بعديد الانجازات وبسبب مواقفه من الحرب على اليمن تعرض للعديد من محاولات الاغتيال.
فجّر تنظيم القاعدة منزل الرهوي ملطع الحرب مما اضطره للانتقال إلى صنعاء حيث استقر وعين محافظًا لأبين وعضوًا في السياسي الأعلى.
ووفقاً لمراقبين فإن اختيار الرهوي لتشكيل حكومة التغيير يحمل رسائل مهمة أبرزها التزام “أنصار الله” بالشراكة السياسية وتشكيل حكومة تشمل مختلف الأياف اليمنية.
وبهذا فيمكن القول إلى حد ما أنها حكومة كفاءات تم اختيارها بعناية، لتواكب المرحلة التي تتطلب الكثير من الجهود والأداء، خصوصاً وأن الرهان كبير على هذه الحكومة، سواء من قيادة السلطة في صنعاء، أو من قبل عامة الشعب الذين أبدوا تفاؤلاً كبيراً بهذا التغيير.
وستواجه الحكومة الجديدة عدّة ملفات هامة تشمل إعادة الإعمار، السعي لدفع رواتب الموظفين، إصلاح المؤسسات، والقضاء على الفساد، بجانب التعامل مع المستجدات الداخلية والخارجية.