“تقرير“| “الحرب الخطأ في اليمن“.. مجلة “فورين أفيرز“ الأمريكية تكشف حجم المعضلة التي تواجهها واشنطن..!

6٬929

أبين اليوم – تقارير 

اعترف تقرير أمريكي بفشل الاستراتيجية العسكرية التي اتبعتها الولايات المتحدة في اليمن، والهجمات الجوية والصاروخية التي شنتها القوات الأمريكية في اليمن منذ مطلع العام الجاري، مؤكداً أن القوة العسكرية الأمريكية لن تنجح في إخضاع من وصفهم بـ “الحوثيين”، لا من خلال الضربات العسكرية ولا من خلال العقوبات التي تستهدف قيادة  الجماعة.

وقال التقرير الذي نشرته مجلة فورين أفيرز، الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن الحوثيين يثبتون أنهم مشكلة عنيدة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها.

مضيفاً أن جهود التحالف الذي شكلته وتقوده أمريكا بهدف وقف هجمات قوات صنعاء ضد إسرائيل والملاحة الإسرائيلية في اليحر الأحمر أواخر العام الماضي، فشلت في ردع هذه القوات أو من اسماهم “الحوثيين”.

وأشار التقرير إلى ارتفاع وتيرة الهجمات اليمنية ضد إسرائيل وضد الملاحة الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، خلال الأشهر الأخيرة، والتي اعتبرها مؤشرا على إصرار صنعاء على مواصلة هجماتها، وعدم الاستعداد للتراجع.

وذكر التقرير أنه “وفي الأشهر السابقة، ضربت القوات الأميركية والبريطانية أهدافا عسكرية للحوثيين بهجمات تهدف إلى معاقبتهم ومنعهم من شن هجماتهم”.

مؤكداً أن الضربات العسكرية الأمريكية لن تنجح في إخضاع الحوثيين الذين قال إنهم قادرون على تحمل تبعات كبيرة ومواصلة شن الهجمات ضد الشحن في البحر الأحمر وضد إسرائيل، وهم علاوة على ذلك “لا يشعر الحوثيون بالقلق إزاء فقدان بعض قدراتهم العسكرية. والواقع أنهم يعتقدون على الأرجح أنهم يربحون ــ ليس بالضرورة الحرب على الأرض، بل حرب المعلومات”.

وتابع التقرير قائلاً: “إن القتال ضد الولايات المتحدة وإسرائيل يشكل جزءًا أساسيًا من كيفية تعريف الحوثيين لأنفسهم (تتضمن شعاراتهم “الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا!”)، ودعمهم للشعب الفلسطيني يتردد صداه على نطاق واسع في اليمن وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وبالتالي، تمكن الحوثيون من استخدام العنف بنجاح لتصوير أنفسهم كمدافعين عن الفلسطينيين، وتعزيز شرعيتهم في الداخل والخارج، وإظهار أهميتهم كعضو رئيسي في “محور المقاومة”.

ولفت التقرير إلى أنه “منذ نوفمبر 2023، استهدف الحوثيون أكثر من 70 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن في هجمات أسفرت عن مقتل أربعة بحارة وإغراق سفينتين واختطاف سفينة ثالثة. وقد أدى هذا الارتفاع في العنف إلى تلميع صورة الحوثيين باعتبارهم أبطال الفلسطينيين وخصمًا شجاعًا للغرب”.

وأوضح التقرير أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكنوا من وقف موجة الهجمات أو كبح الحملة الدعائية التي تشنها صنعاء، والتي تقول إن الهجمات التي تنفذها قواتها تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة، وتتوعد بالاستمرار حتى يتم وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية بحرية إلى قطاع غزة المدمر.

وقال التقرير إن التحالف المتعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة “سعى إلى حماية السفن في البحر الأحمر بإسقاط صواريخ الحوثيين وطائراتهم بدون طيار وضرب الأصول العسكرية الحوثية في اليمن. ولكن من الواضح أن هذه الجهود كانت غير كافية”.

وتحدث التقرير عن تزايد شعبية حكومة صنعاء، بعد الهجمات التي نفذتها قواتها على إسرائيل في البر والبحر، مشيرا إلى أن هذه الهجمات “عززت شرعية أنصار الله “الحوثيين” بشكل كبير داخل اليمن وفي المنطقة الأوسع.

فقد نزل الآلاف من اليمنيين إلى الشوارع في يناير/كانون الثاني في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين نظمها الحوثيون، مما سلط الضوء على شعبية القضية ودور الحوثيين كحامل لواءها.

كما وضع هذا الدعم الصريح للفلسطينيين أعداء الحوثيين المحليين ــ التحالف المناهض للحوثيين في اليمن والذي أصبح منقسما بالفعل ــ في موقف دفاعي وهم يكافحون لإدانة تصرفات الحوثيين”.

وتابع التقرير قائلاً: “ومن المؤسف أن الولايات المتحدة لديها خيارات قليلة جيدة عندما يتعلق الأمر بالرد على الحوثيين. فحتى الآن، فشلت الضربات العسكرية، والعقوبات التي تستهدف قيادة الحوثيين، والجهود الرامية إلى منع تهريب الأسلحة في وقف الهجمات.

ومن غير المرجح أن يؤدي تصعيد نطاق وشدة الضربات التي تقودها الولايات المتحدة إلى تغيير حسابات الحوثيين أو تغيير الديناميكيات العسكرية للصراع بشكل كبير”.

وأكد التقرير أنه رغم إمكانية تأثير توسيع نطاق العمل العسكري الأمريكي على القدرات العسكرية المتطورة لقوات صنعاء ومن أسماهم “الحوثيين” في الأمد القريب، إلا أنهم سيكونون قادرين على تجديد تلك القدرات بالصواريخ، واستخدام التكنولوجيا منخفضة التكلفة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار في الجو والزوارق في البحر..

فهم بعد عقود من الحرب، أصبحوا ماهرين في نقل وإخفاء أصولهم. لدرجة أنه حتى لو أسقط التحالف الذي ترعاه الولايات المتحدة القنابل في جميع أنحاء البلاد، فإن مثل هذا الهجوم لن يقلل من القدرات العسكرية لحركة أنصار الله “الحوثيين” إلى الحد الذي لا تستطيع فيه شن هجماتها ضد إسرائيل.

وكشف التقرير عن مخاوف أمريكية تمنعها من توسيع نطاق هجماتها في اليمن، حيث أن ذلك سيؤدي إلى قتل المزيد من المدنيين وإلحاق الضرر بالبنية التحتية المدنية، وهو الأمر الذي سيعيد الولايات المتحدة إلى مواجهة نفس الانتقادات والفوضى التي واجهتها عندما دعمت تدخل التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في عام 2015، حيث أدانت العديد من البلدان والمؤسسات الدولية هذا التدخل والدور الأمريكي فيه، إذ أن ان الولايات المتحدة لعبت دوراً كبيراً في تمكين هذه الحرب بسبب الخسائر المروعة التي لحقت بالمدنيين والكارثة الانسانية التي اعقبتها.

المصدر: مجلة فورين أفيرز

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com