حضرموت| زيارة العليمي للمكلا على وقع احتجاجات شعبية منددة بالتدهور الاقتصادي والمعيشي والخدمي..!
أبين اليوم – حضرموت
وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، السبت إلى حضرموت في ثاني زيارة للمحافظة التي تشهد احتجاجات وتظاهرات متواصلة، تنديداً بتفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية.
ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الرسمية سبأ التابعة لحكومة الشرعية، عقد العليمي خلال زيارته اجتماعات مع قيادة السلطة المحلية والمعنيين في محافظة حضرموت لبحث جهود تعزيز دور المؤسسات الحكومية في تحسين الاوضاع الخدمية والمعيشية لأبناء المحافظة، وتشجيع الاستثمارات.
ونقلت الوكالة عن العليمي تأكيده التزام الرئاسي بتعزير دور السلطات المحلية في محافظة حضرموت ودعم جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار، وتحسين الخدمات.
زيارة العليمي جاءت بعد أيام من إعلان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بشأن تسلّمه اتفاقاً مكتوباً من الحكومة اليمنية وحكومة صنعاء (الحوثيين) ينص على إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة، واستئناف طيران اليمنية للرحلات بين صنعاء والأردن وزيادة عدد رحلاتها إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً، وهو ما رحبت به الحكومة اليمنية عقب ذلك بيوم واحد.
وأثار الترحيب سخط المراقبين المحسوبين على الرئاسي وحكومته، معتبرين ترحيب الحكومة اليمنية بإعلان المبعوث الأممي دليلاً على أن قرار البنك المركزي في عدن ضد بنوك صنعاء، قراراً سعودياً، وقرار التراجع سعودياً أيضاً..
كما ان الترحيب يعني أن الاتفاق تم بين الرياض وصنعاء، وليس بين حكومة الشرعية وحكومة صنعاء، وقد انعكس ذلك السخط في الاستقبال الذي قوبلت به زيارة العليمي لحضرموت، التي تزامنت أيضاً مع ما إشاعة روجها ناشطون مقربون من الرئاسي وحكومته، تفيد بانطواء الاتفاق الذي جاء في الإعلان الأممي على بدء استئناف تصدير النفط، وهو ما نفته صنعاء، جملة وتفصيلاً.
وتداول ناشطون مقاطع فيديو للحظة وصول العليمي إلى وسط مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، حيث أظهرت مجاميع غاضبة وليس حشود استقبال، وكانت المجاميع تردد هتافات الرفض لزيارة العليمي والمطالبة بالحقوق والاتهامات بالفساد، واعتبر الناشطون زيارة العليمي ضمن تنفيذ الاتفاق الذي ورد في إعلان المبعوث الأممي.
وقال الناشط عبد الجبار الجريري في تدوينة على منصة “إكس”: إن زيارة العليمي لحضرموت تأتي في سياق ضمان تنفيذ الاتفاق الذي وقعته الحكومة مع الحوثي والقاضي بتصدير نفط حضرموت وتقسيم عائداته بين الحوثيين والحكومة”..
مؤكداً أن رشاد العليمي ومجلسه لا يحملان أي شرعية دستورية أو قانونية، وقانونياً يحق لسلطات حضرموت – إذا كانت شجاعة- رفض الاتفاق ورفض قرار رشاد العليمي، في إشارة ضمنية لما تشهده محافظة حضرموت من أوضاع اقتصادية ومعيشية وخدمية متردية وسط تجاهل الرئاسي وحكومته.
والجمعة الماضية، هدد مؤتمر حضرموت الجامع في بيان له تناقلته وسائل الإعلام المحلية، بمواصلة التصعيد والاحتجاجات تنديداً بتردي الخدمات، مؤكداً أنه مضى أسبوعان على مطالبة السلطة المحلية ومجلس عدن الرئاسي بتصحيح الأوضاع الخدمية والإدارية، وسط تجاهل تام، مضيفاً أنه سيبدأ بإجراءات التحضير للتصعيد في عموم حضرموت على كافة الأصعدة وفقاً لبيان المؤتمر.
وفيما كان مسؤولون وناشطون مقربون من الرئاسي وحكومته قد أشاروا في تصريحات وتغريدات تفيد بأن محددات الاتفاق الأخير بين صنعاء والرياض بشأن مطار صنعاء الدولي، وحل أزمة القطاع المصرفي، اشتملت على استئناف تصدير النفط، حذرت صنعاء من أي محاولات تقوم بها حكومة الشرعية أو أي شركة أجنبية لتصدير شحنات نفطية من اليمن، بالتجاوز لقرار صنعاء الذي حظر تصدير النفط إلا بصرف مرتبات موظفي الدولة.
وأكد السكرتير الإعلامي للجنة الاقتصادية العليا، إبراهيم السراجي، في تغريدة له على منصة “إكس”: إن “عودة تصدير النفط مرهون قطعاً بعودة صرف مرتبات موظفي الدولة”، مؤكداً أن أي محاولات جديدة للالتفاف على ذلك ستواجه بالنار بدون تردد”. حسب تعبيره.
وأوضح السراجي أن الاتفاق الأخير مع السعودية يقتصر على الرحلات الجوية والقطاع المصرفي، وليس السماح بنهب الثروات اليمنية.